مسقط - يوسف بن محمد البلوشي
أكد عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة المكرم د. سعيد بن مبارك المحرمي أن معظم المؤشرات العالمية وتوقعات الوكالات المختصــة بشؤون الطاقة تشير إلى استمرار ارتفاع أســعار النفط ومراوحتها بين 55- 65 دولاراً لبرميل النفط مع دخول العام المقبل 2018، مستبعداً حدوث طفرة كبيرة في الارتفاع أسوة بالأسعار قبل حدوث الأزمة الحالية بعد منتصف العام 2014.
وأضاف المحرمي أن متوسط الأسعار في العام 2018 سيكون أفضل منه عن العام الجاري 2017، والتي كانت هي الأخرى أفضل من العام الذي يسبقه مما يعني بدء انحسار الأزمة بعد تجاوزها للانخفاض الحاد للأسعار، والذي بلغ فيه سعر البرميل ما يقارب 22 دولاراً أمريكياً.
وأوضح المحرمي أن الارتفاع التدريجي للأسعار يعطي بعض الارتياح للحكومة عند التخطيط للموازنة العامة للدولة إلا أن الحذر ما زال موجوداً خاصة أن سعر التوازن في المعادلة بين الإيرادات والإنفاق الحكومي ما زال بعيداً ويصل إلى ما يزيد عن 79 دولاراً للبرميل والذي يستدعي الاستمرار في سياسة ترشيد الإنفاق في الموازنة العامة للدولة وبالتحديد في المصروفات الجارية.
وأشار المحرمي أنه حسب مؤشرات الموازنة فإن بناءها كان جيداً من قبل الحكومة ويتضـــح فيها التحوط لتذبذب الأسعار واعتمدت فيه 50 دولاراً لبرميل النفــط، مشــيراً إلى أن أي زيادة في أســــعار النفط يجب أن تذهب لتغطية العجز في الموازنة والعمل على تنشيط الاقتصاد الوطني بتمويل مشاريع استثمارية ذات قيمة مضــافة وتعود بالإيرادات المجزية للحكومة.
وأضاف المحرمي أن القطاع الخاص يجب أن يستمر في تعزيز وجوده كمحرك رئيس للاقتصاد الوطني وعلى الحكومة أن توفر له كافة السبل لتحقيق ذلك.
نفط عمان يرتفع
وشهد معدل سعر نفط عُمان الآجل في بورصة دبي للطاقة ارتفاعاً بمقدار 9.3 %بالمقارنة مع الشهر الفائت حيث بلغ معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر يناير المقبل 60 دولاراً أمريكياً و79 سنتاً مرتفعاً بمقدار 5 دولارات أمريكية و19 سنتاً مقارنة بسعر تسليم شهر ديسمبر الجاري حيث تراوح سعر التداول بين 58 دولاراً أمريكياً و53 سنتاً للبرميل و62 دولاراً أمريكياً و29 سنتاً للبرميل.
ولم يقف سعر نفط عُمان عند ذلك، حيث واصل الارتفاع ليبلغ سعره تسليم شهر فبراير المقبل أمس 61.65 دولار أمريكي. وأفادت بورصة دبي للطاقة بأن سعر نفط عُمان شهد أمس ارتفاعاً قدره 7 سنتات مقارنة بسعر يوم أمس الأول الذي بلغ 61.58 دولار أمريكي.
حجم صادرات النفط
وفي السياق ذاته، بلغ إنتاج السلطنة من النفط الخام والمكثفات النفطية خلال شهر نوفمبر الفائت 28 مليوناً و883 ألفاً و490 برميلاً أي بمعدل يومي قدره 962 ألفاً و783 برميلاً.
وأشار التقرير الشهري الذي أصدرته وزارة النفط والغاز أمس، إلى أن إجمالي كميات النفط الخام المصدرة للخارج في شهر نوفمبر الفائت بلغت 24 مليوناً و430 ألفاً و262 برميلاً أي بمعدل يومي قدره 814 ألفاً و342 برميلاً بانخفاض قدره 0.56 %مقارنة بشهر أكتوبر الفائت عند احتساب المعدل اليومي.
وقد شهدت الكميات التي قامت جمهورية الصين الشعبية باستيرادها من النفط الخام العُماني خلال الشهر ارتفاعاً حاداً بعد أن كانت قد انخفضت نسبة استيرادها إلى ما نسبته 53.65 %في شهر أكتوبر الفائت لتحقق خلال نوفمبر الفائت نسبة ارتفاع قاربت من 84 %من مجمل صادرات النفط العُماني، مقارنةً مع شهر أكتوبر المنصرم.
كما ارتفعت واردات تايوان قليلاً من النفط العُماني وبنسبة 0.20 %بالمقارنة مع حصتها في شهر أكتوبر الفائت. بينما انخفضت واردات الهند بنسبة 22.58 %من الخام العُماني.
وشهدت معدلات أسعار النفط الخام للنفوط المرجعية حول العالم ارتفاعاً ملحوظاً خلال شهر نوفمبر الفائت بالمقارنة مع شهر أكتوبر المنصرم حيث بلغ متوسط سعر نفط غرب تكساس الأمريكي في بورصة نيويورك للسلع (نايمكس) معدلاً وقدرهُ 56 دولاراً أمريكياً و81 سنتاً للبرميل مرتفعاً بمقدار 5 دولارات أمريكية وسنت واحد فقط مقارنة بتداولات شهر أكتوبر الفائت.
عوامل رئيسية
وبلغ متوسط مزيج بحر الشمال برنت في بورصة انتركونتيننتال (أي سي إيه) بلندن معدلًا وقدرهُ 62 دولاراً أمريكياً و86 سنتاً للبرميل مرتفعاً بمقـــدار 5 دولارات أمريكية و21 سنتاً مقارنة بتداولات شهر أكتوبر الفائت.
ويُعزى ارتفاع أسعار النفط الخام خلال تداولات شهر نوفمبر الفائت بالمقارنة مع أسعار التسوية لشهر أكتوبر المنصرم إلى عوامل رئيسية عدة أثرت بشكل مباشر على الأسعار حيث يمكن تلخيص هذه العوامل إلى تراجع عدد الحفارات الأمريكية وانحسار أنشطتها بالإضافة إلى الانخفاض المتسارع لمخزونات النفط العالمية بفعل التخفيضات الإنتاجية التي تقودها «أوبك»، وزيادة الطلب العالمي على النفط.
وذكر تقرير نشرته قالت وكالة الأنباء الفرنسية أن ارتفاع أسعار النفط نتيجة لإغلاق أحد الأنابيب المهمة للنفط في بحر الشمال بسبب التسرب ويسمح بنقل 40%من الإنتاج البريطاني.
ارتفاع خام برنت
وأفاد أن برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم شهر فبراير قد ارتفع 16 سنتا ليصل إلى 57.72 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا.
فيما ارتفع سعر برميل البرنت النفط المرجعي الأوروبي 10 سنتات ليصل إلى 63.90 دولار. وأشار تقرير آخر نشرته وكالة الأنباء العمانية إلى أن أسعار النفط واصلت ارتفاعها مع تلقي الأسعار دعماً من توقف خط الأنابيب فورتيس في بحر الشمال وقيود الإنتاج الطوعية التي تقودها «أوبك» لكن تنامي الإنتاج في الولايات المتحدة يكبح المكاسب، وسجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي 57.35 دولار للبرميل مرتفعة 19 سنتاً عن سعر التسوية السابق وزادت عقود برنت 15 سنتاً إلى 63.56 دولار للبرميل.