(أ ف ب) - تمر فنزويلا التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، بازمة اقتصادية وسياسية واجتماعية حادة. فقد اعلنت الحكومة حالة طوارئ ما يمنحها صلاحيات واسعة في مجال الامن وتوزيع السلع. ودعت المعارضة الاربعاء الجيش والشعب الى العصيان، والى تظاهرات في كل انحاء البلاد للمطالبة باجراء استفتاء لعزل الرئيس نيكولاس مادورو. وعلى غرار المعارضة، يحذر الخبراء من خطر "انفجار" البلاد واندلاع مواجهات شعبية.
ما هي حالة الطوارئ؟
يعطي المرسوم الذي نشر الاثنين صلاحيات خاصة للقوات العسكرية والامنية الاخرى، بما فيها منظمات المجتمع المدني، بهدف الحفاظ على النظام والدفاع عن البلاد من العدوان الخارجي. ويسمح المرسوم الذي يطيل حالة الطوارئ الاقتصادية السارية منذ منتصف كانون الثاني/يناير، بالسيطرة ايضا على مصادر الامدادات الغذائية والسلع الاساسية وموارد الطاقة، وذلك لمواجهة النقص الذي تعانيه البلاد، ما يفتح الباب امام وضع اليد على مصانع. وتبقى حالة الطوارئ سارية ستين يوما، اي حتى 14 يوليو/تموز، وهي قابلة للتجديد. ووفقا للرئيس فانها قد تستمر حتى العام 2017. وقد امر مادورو باجراء تدريبات عسكرية السبت.
ما الذي قد يحدث خلال التظاهرات؟
رفض البرلمان الفنزويلي الذي تملك فيه المعارضة الاغلبية الثلاثاء حالة الطوارئ. وينتظر ان تعطي المحكمة العليا، اعلى سلطة قضائية في البلاد، والتي تعتبر مقربة من مادورو، موافقتها على المرسوم الرئاسي. وخرج زعماء المعارضة الاربعاء الماضي في تظاهرات في كل انحاء البلاد لتسريع الية اجراء الاستفتاء الذي ترغب في تنظيمة بحلول نهاية عام 2016. لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى مقار السلطات الانتخابية، لان القوات الامنية اغلقت الشوارع واستخدمت الغاز المسيل للدموع. وتصاعد التوتر بشكل حاد في واحد من اكثر البلدان عنفا في العالم اثر فرض حال الطوارئ. كما شهدت فنزويلا احتجاجات عنيفة في العام 2014 قتل فيها 43 شخصا. ووردت تقارير عن عمليات نهب وفرض تقنين كهربائي لمواجهة ازمة الطاقة التي ادت الى استياء شعبي هائل.
هل يصمد مادورو؟
يعاني الرئيس الفنزويلي من تراجع شعبيته، اذ يرفض سبعة مواطنين من كل عشرة اسلوب ادارته، وفق استطلاع اجراه معهد فينيبارومترو. واعلن مادورو الثلاثاء ان الاستفتاء "غير قابل للتنفيذ" متهما المعارضة بـ"التزوير"، مصرا على انه سيكمل ولايته التي تنتهي في 2019. ولم يعط الجيش الفنزويلي اي مؤشر على انشقاقه. واصدر السبت بيانا اعرب فيه عن "رفضه الحازم والقاطع للحملة المنظمة الهادفة الى تشويه السمعة (...) والمدبرة من الخارج". وتفاقمت حدة المواجهة بين التشافيين (انصار تيار الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 الى 2013 وهو راعي مادورو) ومعارضيهم منذ ان جمعت المعارضة مطلع ايار/مايو 1,8 مليون توقيع لبدء اجراءات تفضي الى استفتاء لاقالة الرئيس، تأمل في تنظيمه قبل نهاية 2016. ويفترض ان تعطي السلطات الانتخابية موقفها الرسمي في شأن مشروع الاستفتاء.