الخرطوم - العُمانية
حذرت الأمم المتحدة ومجموعات طوعية تعمل على تقديم الخدمات للسكان العالقين بمناطق القتال والنازحين في مختلف المدن السودانية من تدهور مريع للأوضاع الإنسانية وارتفاع حاد في معدلات الجوع والمرض وشح كبير في الخدمات.
وأشارت الأمم المتحدة إلى نقص بمقدار 96 في المائة لمواجهة الأعمال الإغاثية.
وقالت في بيان إن الكارثة الإنسانية في السودان تحتاج إلى 6 مليارات دولار لمواجهتها، لكن لم يجمع منها حتى الآن سوى 252.6 مليون دولار فقط "نحو 4.2% فقط"
ووفقا لبيانات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوشا"، فإن أكثر من 30 مليون سوداني يحتاجون لمساعدات عاجلة، و24.6 مليون شخص معرضون لمستوى عال من انعدام الأمن الغذائي منهم 3.7 مليون طفل تحت سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات يحتاجون للعلاج من سوء التغذية الحاد.
وأشار البيان إلى تفشي الأمراض والأوبئة، في حين لا يزال 17 مليون طفل خارج الدراسة.
وأدى التدهور الصحي والبيئي الكبير الذي تعيشه معظم مناطق السودان إلى زيادة حادة في معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض.
وأشارت بيانات إلى تسجيل أكثر من 5 آلاف حالة ملاريا خلال الفترة ما بين يناير وفبراير في العاصمة الخرطوم، ما يعني تجاوز المرض الحدّ الوبائي.
كما ارتفعت حصيلة وفيات وباء الكوليرا الذي اجتاح مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض خلال الأسبوعين الماضيين إلى أكثر من 100.
وتفرض الأوضاع الأمنية المتدهورة ضغطا إضافيا على الخدمات الطبية، وتعيق وصول أدوية الطوارئ والأمراض المزمنة.
ومنذ اندلاع القتال وحتى الآن خرجت نحو 80 في المائة من مؤسسات القطاع الصحي في السودان عن العمل.
واتهمت نقابة أطباء السودان جهات أمنية بإعاقة تقديم الخدمات الطبية، وقالت في بيان إن عددا من الأطباء والكوادر الصحية يتعرضون للاعتقال.
وحذرت النقابة من أن الاعتقالات والانتهاكات التي ترتكب في حق الأطباء تؤثر على تقديم الخدمات الطبية للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب وانهيار القطاع الصحي.