نبيلة دشيشة تكتب: إجلال

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٩/مارس/٢٠٢٥ ١٠:٣٥ ص
نبيلة دشيشة تكتب: إجلال

لم تفتن نجوى بحياة الغرب بالرغم من ولادتها في بلجيكا بل أنها ناجت ربها لتغيير واقعها الذي اختارته والدتها حينما قررت الهجرة من السلطنة إلى عدد من الدول الغربية والاستقرار بنهاية المطاف في النرويج.

مناجاتها تلخصت في الرجوع لجذورها العمانية بعدما شعرت بالعنصرية الغربية المفرطة في تفاصيل يومياتها... فالأولوية دائما للسكان الأصليين، حتى أن أسمها العربي الأصيل بات يشكل لها تحدي فور تخرجها من الجامعة ومحاولاتها المتكررة للتقدم لوظائف كانت تستبعد منها بمجرد وقع أنظارهم على أسمها الغارق ببحور هويتها العربية المسلمة.

ما يشد نجوى لجذورها العمانية هو ما شعرت به من احترام واهتمام كبيرين بالمرأة العمانية في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه لتشارك المرأة كلا حسب قدرتها وطاقتها وخبرتها ومهارتها وموقعها في المجتمع في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالسلطنة وقد ظهر بالعهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق / حفظه الله ورعاه / هذا الاهتمام من خلال حرص جلالته على أن تتمتع المرأة العمانية بحقوقها التي كفلها القانون لها.

كما ركز محور المرأة ضمن رؤية عُمان2040 على توفير البيئة الملائمة لمشاركتها في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية بما يعزز وضعها ويمكنها من المشاركة الفاعلة في جهود التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها السلطنة.

تفاصيل مهمة تمتعت بها كل من تعيش على هذا الوطن جيل بعد جيل، وبالنسبة لنجوى هي منح وإجلال للمرأة تقدرها كونها ولدت خارج عُمان وأختبرت حجم الفروقات لذلك هي تواقة إلى إستلام أوراقها الرسمية (جواز سفرها العماني) عما قريب.

في الوقت نفسه نشهد مؤخرا إستخدام البعض للمرأة كأداة لتشويه سمعة أوطانهم وهم مقيمين في دول غربية وذلك عبر حساباتهم بوسائل التواصل الاجتماعي بحجة إعتراضهم على سياسات هذه الأوطان.

 وهل الإعتراض سيبدو مقنعا بإستخدام قصص دنيئة ومفبركة للتشهير بأعراض البشر خاصة حول المرأة الكائن الشديد الخصوصية.

حتى في الحروب كان احترام المرأة جليلا ومقدرا، ويالها من قصة تلك التي ذكرها القدماء عندما كانت المرأة تستطيع إيقاف حرب بمجرد رمي حجابها أمام الفريقين.. فيتفرق الرجال ويغضون أبصارهم إحتراما.

لا أعلم تاريخ هذه الرواية ولكن مبادئها كفيلة بذكرها وبإقتدائها بعدم إقحام المرأة في أهداف ملتوية.. وتتوجيها على عرشها كما هي في قصة الحرب والحجاب.