الشبيبة - العمانية
يمثل مشروع "السياحة الزراعية البيئية في نظم الأفلاج" الذي انطلق في قرية بلد سيت بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة؛ خطوة عملية نحو إعادة إحياء المناطق الريفية في سلطنة عُمان، وجعلها جزءًا أساسيًا من المستقبل الاقتصادي لسلطنة عُمان حيث يتم تمويل المشروع من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومركز الزبير لتطوير المؤسسات.
وأكدت (الفاو) أن البرنامج التجريبي لتنمية وتعزيز السياحة الزراعية في بلد سيت يعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، حيث من المؤمل أن ينتقل المشروع لمناطق أخرى في سلطنة عُمان، إلى جانب التسويق الإلكتروني لهذه المواقع، ومع نجاح النموذج التجريبي في بلد سيّت، يتوقع أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق لتوسيع نطاق التعاون مع القطاع الخاص في مناطق أخرى من سلطنة عُمان، مما يسهم في تعزيز الاستدامة الاقتصادية وتنمية المجتمعات المحلية بشكل متكامل.
وقال سعادة الدكتور ثائر ياسين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سلطنة عُمان (بالإنابة): يعد مشروع "السياحة الزراعية البيئية في نظم الأفلاج" مشروعًا تجريبيًا حول السياحة الزراعية البيئية في نظم الأفلاج لصغار المزارعين وهي دراسة حالة لأحد مواقع الأفلاج المختارة من بين المواقع المرشحة ضمن برنامج النظم الزراعية التراثية ذات الأهمية العالمية، وجاء اختيار قرية بلد سيت من بين 3 مواقع عمانية نظرا إلى توفر الأفلاج التي تلعب دورًا حيويًا في أنماطها المعيشية والاقتصادية، حيث تحققت فيها معايير برنامج النظم الزراعية ذات الأهمية العالمية (GIAHS) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مما يفتح المجال لحمايتها ودعم استدامتها على المستوى العالمي.
وأضاف ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سلطنة عُمان (بالإنابة) لوكالة الأنباء العمانية أن مشروع السياحة الزراعية في بلد سيت يستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في المناطق الريفية عبر استحداث فرص عمل جديدة وتعزيز الدخل من خلال الأنشطة السياحية والبيئية والزراعية. كما يعمل المشروع على مواجهة ظاهرة الهجرة من الريف إلى المدينة عبر تمكين المجتمعات الريفية، مع التركيز بشكل خاص على تنمية مهارات النساء والشباب.
وأشار إلى أنه من خلال التعاقد مع الخبرات في مركز الزبير لتطوير المؤسسات تم تصميم الهوية التسويقية الجديدة لمنتجات قرية بلد سيت بطريقة مبتكرة تعكس تراثها الزراعي العريق وطابعها المحلي المميز.
وذكر أنه من المتوقع أن يكون لمشروع بلد سيت تأثير يتجاوز موقعه الجغرافي، إذ يمكن أن يمثل نموذجًا يُحتذى به لحماية أكثر من 3000 فلج في مختلف أنحاء سلطنة عُمان، ويعزز المشروع التعاون بين المزارعين والجهات الحكومية لضمان فاعلية استراتيجيات استدامة الموارد، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وحماية هذا الإرث الحضاري.
وأكد أن المشروع يسهم في الترويج للمنتجات الزراعية المحلية المستدامة والمنتجات ذات القيمة المضافة، ويساعد المزارعين المحليين على تطوير منتجات معتمدة تنعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي.
من جانبه قال علي شاكر، رئيس الاستدامة المؤسسية لمؤسسة الزبير والمشرف على المشروع: إن مركز الزبير لتطوير المؤسسات يحرص على المشاركة في المشاريع الهادفة والمؤثرة في المجتمع المحلي، والتي تتماشى مع خطط واستراتيجية الاستدامة المؤسسية لمجموعة الزبير، ولا يعد هذا المشروع الشراكة الأولى مع منظمة الفاو والوزارة، فقد سبق التعاون في مشاريع مستدامة أخرى، منها مشروع المرأة الساحلية في قطاع الثروة السمكية، ومشروع مدرسة المزارعين، وغيرها.
وأضاف أنه من المتوقع أن يسهم المشروع في تحفيز الابتكار في مجال السياحة الزراعية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الزراعة المستدامة، مما يعزز بناء اقتصاد محلي قوي ومستدام.
جدير بالذكر أن قرية بلد سيت، الواقعة في قلب جبال الحجر بسلطنة عُمان، تتميز بطابع زراعي فريد ويبلغ عدد سكانها حوالي 650 نسمة، موزعين على 80 أسرة، يعتمدون بشكل كبير على الزراعة وتربية الماشية، وتحتوي القرية على حوالي 2800 نخلة تمر من 14 نوعًا مختلفًا، تغطي مساحة 8.8 هكتار من الأراضي المدرجات، وتتكون الأراضي الزراعية من 385 حقلاً، مقسمة إلى ستة أنظمة مدرجات، بمساحة إجمالية تبلغ 4.6 هكتار، يبلغ متوسط حجم قطعة الأرض 110 مترات مربعة وتتراوح بين 7.5 و 593 مترًا مربعًا.