
مسقط - خالد عرابي
نظمت سفارة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عمان أول أمس ندوة تعريفية بعنوان: "التبادل الثقافي لمنطقة شينجيانج الصينية "، وركزت الندوة التي عقدت بالتعاون مع مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، على التقدم في التضامن العرقي بمنطقة شينجيانغ.
وأقيمت الندوة بمقر السفارة بحضور لفيف من الأكاديميين وأساتذة التاريخ والإعلاميين العمانيين، كما حضر الندوة من الجانب الصيني وفد التبادل الثقافي لشينجيانغ المكون أعضاؤه من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وأكاديمية شينجيانغ للثقافة والتاريخ، وجامعة شينجيانغ، بحضور سعادة السفير الصيني المعتمد لدى السلطنة سعادة ليو جيان، وأعضاء من العاملين بالسفارة.
في البداية قدم وفد التبادل الثقافي لشينجيانغ مقدمة شاملة وحيوية لمختلف الإنجازات التي حققتها التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتضامن العرقية في شينجيانغ في السنوات الأخيرة، كما قدم أعضاء الوفد شرحًا شاملا حول السياسات والممارسات التي تنتهجها الصين في حكم شينجيانغ، ومع تسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. وأكدوا أن الحكومة الصينية تولي أهمية كبيرة لتنمية شينجيانغ وتعزيز التضامن العرقي، وأن أبناء شينجيانغ من مختلف القوميات يعملون معًا لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة في المنطقة.
وأكد سعادة ليو جيان السفير الصيني المعتمد لدى سلطنة عمان أن الحق في التنمية هو حق أساسي من حقوق الإنسان، والتسامح الديني هو حجر الزاوية للتقدم الحضاري، كما أعرب عن معارضته للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ذرائع حقوق الإنسان أو الدين، ومعارضة المعايير المزدوجة. وقال سعادته: إن الصين وعمان لديهما مفاهيم حضارية متشابهة، وينبغي تعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين.
من جانبه، قال الفاضل شينغ غوانغ تشنغ، عضو الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ورئيس معهد البحوث الحدودية التابع للأكاديمية: إن عُمان شريك وثيق للصين، وأن وفد التبادل يأمل من خلال هذه الزيارة الأكاديمية أن يعرض للأصدقاء العمانيين صورة شينجيانغ المتطورة والمستقرة والمتضامنة.
أما الفاضل تورسون إيباي الأستاذ المساعد من كلية الصحافة والاتصال بجامعة شينجيانغ، والذي يعمل ويعيش في شينجيانغ منذ فترة طويلة، فهو قدم شرحا حول التطور المستمر في دخل الأفراد ومستوى المعيشة والثقافة والتعليم لأبناء شينجيانغ من مختلف القوميات، مما يعكس الاستقرار والتنمية في المنطقة والإنجازات المحققة في تعزيز التضامن العرقي.
كما تحدث الفاضل إيمور أوسمان، أحد الشخصيات الدينية في شينجيانغ، عن التعايش للثقافات المتعددة في المنطقة، مؤكدًا أن السعي نحو التضامن والمحبة والمساعدة المتبادلة بين القوميات المختلفة هو الأساس المتين لاستقرار المجتمع في شينجيانغ. وأشار إلى أن التفاعل والتواصل بين القوميات يتجاوز الحدود العرقية، وأن التعايش المتناغم أصبح جزءا من الحياة اليومية لأبناء شينجيانغ.
حضر الندوة عدد من الشخصيات العُمانية البارزة، بما في ذلك الدكتور خالد السعيدي رئيس جمعية الصداقة العُمانية الصينية، والدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام السابق، والدكتور محمد العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية، والفاضل محسن البلوشي نائب رئيس جمعية الصداقة العمانية الصينية، والدكتور محمد المقدم أستاذ التاريخ بجامعة السلطان قابوس. وأجروا تبادلات معمقة مع أعضاء الوفد الصيني.
وأعرب سعادة الدكتور خالد السعيدي خلال الندوة عن تقديره للخبرات القيمة التي تقدمها الصين في تعزيز التعايش العرقي المتناغم، معربا عن اقتناعه بأن التعايش المتناغم بين القوميات في شينجيانغ هو عامل إيجابي يعزز التنمية الاقتصادية للدولة.
واستشهد الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام السابق في بداية حديثه بالمثل العربي القائل: " لا ترمى إلا الأشجار المثمرة "، مشيرا إلى أن ما تتعرض له الصين ما بين حين وآخر من الغرب لا يأتي إلى لأن الصين ماضية في نهضتها وتقدمها وتطورها.
أما الدكتور محمد العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية فأكد على تقدير الجمعية البالغ لاهتمام الجانب الصيني بالزملاء الصحفيين والإعلاميين العمانيين لتعزيز هذه العلاقة القوية.
وقال الدكتور محمد المقدم إن تنمية شينجيانغ هي أفضل مثال على الوحدة الوطنية في الصين، وأعرب عن تقديره لذلك. مشيرا إلى أن الصين على مر التاريخ لديها علاقة متميزة مع العرب عموما ومع سلطنة عمان خاصة، كما أشار إلى أن جامعة السلطان قابوس تدرس اللغة الصينية.
ويعتقد سعادة محسن البلوشي أن الحكومة الصينية تعمل دائما على تعزيز التعايش المتناغم وحماية حقوق الأقليات العرقية، فلن تصدق عمان الأكاذيب.
وتحدث الإعلامي خالد عرابي، مدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام عن تجربته في شينجيانج، ووصف منطقة شينجيانج ذاتية الحكم في شمال غرب الصين بأنها نموذج للتسامح والتناغم والمحبة والسلام و الوئام، مشيرا إلى أنه رأى الصينيين في منطقة شينجيانج رغم تنوع الأصول ما بين هان وأيغور وكازاخ ومنغوليين وغيرهم من عشرات الاثنيات إلا أنهم جميعا يعيشون في ألفة ومحبة وأخاء وفق مبدأ ومنهج بل ومعتقد هو "صين واحدة".
وفي وقت سابق من ذات اليوم، أجرى وفد التبادل الثقافي لشينجيانغ تبادلات معمقة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة الخارجية العُمانية، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون المشترك والتفاهم المتبادل.