سالم بن سيف بن سالم العبدلي يكتب: خلق فرص عمل والانتعاش الاقتصادي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٦/فبراير/٢٠٢٥ ١٢:١١ م
سالم بن سيف بن سالم العبدلي يكتب: خلق فرص عمل والانتعاش الاقتصادي
سالم بن سيف بن سالم العبدلي – كاتب ومحلل اقتصادي

مسقط - الشبيبة

هناك علاقة طردية بين توفير فرص العمل وتقليل نسبة البطالة وبين الانتعاش الاقتصادي والنمو فكلما زادت فرص العمل كلما زادت القوة الشرائية وانتعش الاقتصاد والعكس صحيح وهذا ينطبق على كل المجتمعات ، من هنا فإن الدول تحاول بشتى الطرق ان تعالج هذه القضية وتضعها ضمن أهم أولياتها خاصة وان هذه القضية تعتبر قضية عالمية فأغلب الدول تعاني من مشكلة البطالة.

وكما نعلم بأن السلطنة قامت بجهود كبيرة خلال السنوات الماضية حيث نفذت العديد من البرامج التدريببة وبرامج التأهيل وصرفت ملايين الريالات على هذه البرامج كما قامت الجهات المعنية بتنظيم ندوات وورش عمل خاصة بالتشغيل واعدت برامج وطنية وظهرت مسميات كثيرة تعنى بالتعمين ، وعقدت ثلاث ندوات متخصصه لمناقشة قضايا التعمين والتشغيل الندوه الاولى كانت في اواخرعام 2001 والثانية 2002 اما الثالثة فكانت في عام 2005 وتمخض عن تلك الندوات العديد من التوصيات والقرارات مهمة حيث تم وضع نسب محدده للتعمين في 12 قطاعا اقتصاديا يتم تحقيقها في اوقات محدده.

شكلت لجان قطاعيه من عدة جهات حكومية لمتابعة تنفيذ التوصيات ، و رغم تلك الجهود المبذوله الا ان التعمين لازال يصطدم بواقع مرير وسيطرة الشركات الاجنبية الكبرى على القطاع الخاص وشركات اخرى يملكها من هم كانوا في موقع القرار وربما البعض منهم لازال في قمة الهرم هذه الشركات لايهمها الا مصالحها الخاصة.

وللاسف قضية التعمين تتفاقم يوما بعد يوم حيث يزيد عدد الباحثين عن العمل وفي كل عام يصل عدد من هم في سن العمل حوالي 60 الف باحث وبالتالي هذه الاعداد تتراكم عاما بعد عام ومازاد الطين بلة هو قيام عدد كبير من الشركات بتسريح بعض الموظفيين العمانيين وهذا يفاقم من حجم المشكلة ، وقد تحدثنا كثيرا عن أهمية الاهتمام بهذه القضية والتي تشكل ناقوس خطر على المجتمع.

فمن غير المعقول أن يظل هذا الملف بدون حللة بينما هناك قضايا وامور نراها قد تم الحديث عنها واتخاذ اجراءت بشانها مثل موضوع الحماية الاجتماعية وصناديق الزواج في المحافظات التي أعلن عنها مؤخرا ورغم ان هذه الامور هامة الا انها لا تشكل أولية عندما نقارنها بموضوع توفير فرص العمل فلو خيرت اي ولي أمر في المجتمع ايهما تفضل ان نعطيك شهريا 10 ريال لطفلك حتى يصل الى عمر 18 سنة و 115 ريال عندما يصل عمرك 60 سنة أو نوفر فرصة عمل لابنك تصمن له العيش الكريم؟؟ لاشك ان الاجابة سوف تكون بأنه يفضل ان تضمن وظائف للشباب أولا ومن ثم التفكير في الامور الاخرى.

اذا توفرت وظيفة للشاب فإنه يستطيع ان يكون مستقبله ويساهم في بناء وطنه وان يتزوج ويسستقر وقد لا يحتاج الى دعم صندوق الزواج وغيره وهذا سوف يساهم في النشاط الاقتصادي من خلال زيادة القوة الشرائية وإنتعاش سوق العقارات وزيادة النمو والاستثمار وتدوير رؤوس الاموال داخل البلد ناهيك عن تقليل القضايا الامنية وقضايا السرقات كما انه يقضي على العنوسة في المجتمع

فمن غير المعقول ان يظل الشاب يطلب من ابيه ريال او عشرة ريالات كل يوم وهناك شباب مضى على تخرجهم سنوات ولم يجدوا وظيفة او انه عرض عليهم وظائف برواتب قليلة ، إن حل قضية التوظيف اظن ليست بصعبة وقلناها في اكثر من مناسبة فقط تحتاج الى ارادة وعزيمة وجراة من خلال الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص بعد تمكينه وتوفيرالبيئة المناسبة له خاصة واننا نتحث عن نسبة لا تتجاوز 4% من سوق العمل الذي يشغله حاليا اكثر من مليون و800 الف وافد ، وحتى تحل هذه المشكلة ينبغي على الاقل منح الباحث عن عمل مكافئة شهرية لا يتقل عن 150 ريال عماني لحين حصوله على الوظيفة المناسبة وبذلك سوف ينتعش الاقتصاد الوطني وتتوفر السيولة المالية.