نبيلة دشيشة تكتب : للقيم رفاهية

مقالات رأي و تحليلات الجمعة ١٤/فبراير/٢٠٢٥ ٠٠:١٧ ص
نبيلة دشيشة تكتب : للقيم رفاهية

 تنقلت المعلمة الكندية المسلمة سارة عمر من العاصمة الكندية أوتاوا إلى دولة الكويت ثم إلى سلطنة عمان لتحمي رسالتها التعليمية السوية بعيدا عن تأثير مايسمى حقوق إختيار الجنس للطلبة بالمدارس الحكومية الكندية، متسائلة كيف لي أن أغرس في عقول الطلبة الصغار مثل هذه الأفكار ثم أقوم إلى الصلاة وأقرأ سورة الفاتحة التي أطلب فيها من الله أن يقودني إلى الخير والصلاح وهل الخير في غش طلابي الصغار بهدف محو فطرتهم السليمة .. ولماذا؟ ولأجل من؟

سارة أتخذت قرار السفر في هذا العالم الضخم بعد تعرضها لصدمة إنسانية أثناء مرحلتها الجامعية عندما كانت تخضع للتدريب على تعليم تخصصها (اللغة الإنجليزية) بإحدى القاعات الدراسية تحت إشراف معلمة الفصل الرئيسة وذكرت المشرفة أن لكل طفل الحق في إختيار جنسه تحت سياسة حقوق التعليم الجنسي وأجندة الجندر في المدارس بكندا.

حينها استرجعت سارة ذكريات طفولتها حيث البراءة ولم يكن لهذه الأفكار سبيل إلى أنشتطهم المدرسية بل على العكس تماما ، كانت مناسبة لمختلف الأديان والثقافات ولا تشكل في فحواها خطرا على إنقراض الإنسان كما هي اليوم.  

سارة أبتعدت عن مدينتها الصغيرة في ضواحي العاصمة أوتاوا لحماية قيمها الإنسانية بالمقام الأول والتي تجتمع حولها البشرية ولحماية عقيدتها الإسلامية التي كرمت الإنسان ( إمرأة و رجل ) ووضحت مايجب أن يكون عليه الجنسين . 

أما زميلاتها المسلمات الآخريات قاومن غرس هذه الأفكار الإلزامية بالتركيز على المناهج المقررة والتي تخلو من حقوق إختيار الجنس إلى هذه اللحظة ولكنها تُدس في النشاط المدرسي بشكل غير مباشر ، لذلك تجاهلن الإنخراط في أي نشاط مدرسي مخافة الوقوع في براثن ترويج حقوق إختيار الجنس ، فالإدارة بالمدارس تحث المعلمين على طرح أفكار جديدة للأنشطة داخل الفصل وعندما يبدأ المعلم بذلك عبر أفكار طبيعية تضيف قيم ومعلومات بناءة لعقول الأطفال تبارك الإدارة تلك الجهود وتطلب منه إضافة حقوق إختيار الجنس بالنشاط القادم لتوعية الطلبة الصغار بحقهم في إختيار نوع جنسهم.  

لم تتوقع سارة أن يصاحب قرار سفرها والعمل خارج كندا كل هذه الطمأنينة فهي تسمع الآذان بوضوح في أرجاء مسقط وتطرب لسماعها تحية الإسلام من العمانيين والمقيمين ، وتشعر بالرفاهية لإستطاعتها أداء صلواتها بسهولة أثناء تجولها خارجا في مركز تجاري ما أوبالمؤسسات العامة والخاصة ، ودائما تدعو أصدقائها المسلمين الغرب إلى تجربة العيش ببلاد المسلمين بقولها..( حتى تستشعر رفاهية أنك مسلم وأن للقيم رفاهية أيضا) .

_