مسقط - الشبيبة
الاقتصاد العالمي يشهد توترات وأزمات جديدة تفرضها رسوم ترامب الجمركية المجنونة، التي تنذر بحروب تجارية واقتصادية تضر بالاستقرار والأمن العالمي ، وتؤثر على دول العالم وتنعكس بالطبع على الاقتصادات العربية التي تعتمد على الواردات والمنتجات الأجنبية بصورة شبه كاملة ، وكانت تصريحات ترامب منذ أن تسلم الحكم بأنه سيفرض رسوما جمركية على الواردات من الخارج تشمل الصين وكندا والمكسيك والصين
وأثار ذلك عدة ردود دولية منددة، بعد أن دخلت حيز التنفيذ وفرض رسوم جمركية نسبتها 10% على الواردات الصينية ولذلك بدأت بعض الدول في الرد على تهديدات الرئيس الأمريكي في فرض حزم من الإجراءات في مواجهة ذلك
والبداية كانت من الصين أكبر دول العالم تصديرا لمختلف الصناعات المتطورة تكنولوجيا والتي غزت بها حتى السوق الأمريكي أكبر المنافسين في الأسواق العالمية ، حيث أعلنت أنها ستفرض رسوما بنسبة 10% على وارداتها من النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة من الولايات المتحدة.
وقالت إنها ستطعن على الرسوم الجمركية الأمريكية أمام منظمة التجارة العالمية وستتخذ تدابير مضادة أخرى، لكنها تركت الباب مفتوحا للمحادثات.
وهى بداية للتوترات التجارية العالمية بعد أن بدأ بالفعل تنفيذ الإجراءات الحمائية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية أكبر المصدرين للسوق الأمريكي وبالطبع سوف ترتفع أسعار المنتجات والصادرات الصينية في أسواق العالم، ليبدأ سيناريو الأزمات الاقتصادية مما يربك سلاسل التوريد العالمية و يلحق الضرر بالاقتصاد العالمي بنسب متفاوتة وأكثرها تضررا الاقتصادات الصغير أو الضعيفة.
ولذلك توقعت الشركات الاستشارية العالمية أن الإجراءات الانتقامية المحتملة من قبل بكين وبروكسل ، قد تكلف اقتصاد الاتحاد الأوروبي 533 مليار دولار حتى 2029 ،وتكلف الولايات المتحدة 749 مليار دولار ،ثم الصين 827 مليار دولار في حين هدد الاتحاد الأوروبي برد حاسم إذا فرضت أمريكا رسوما على الاتحاد، وكان ترامب قد أعلن إنه سيفرض رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي في "وقت قريب" بدون أن يحدد التاريخ ، بدون أن يدري أو يعبأ من التبعات ومن تحذير الخبراء من أن زيادة الجمارك سوف يعانى منها الشعب الأمريكي نفسه الذى سيُواجِه بالتالي ارتفاع أسعار السلع المستوردة ، بالإضافة إلى إنه من الصعب التنبؤ بكيفية تأثير التعريفات الجمركية على العرض والطلب في أسواق النفط وتأثير ذلك على المستهلكين حتى الأميركيين ، ".
وقد أثارت هذ التصريحات القلق والمخاوف في أوروبا من تحركات مشابهة، باعتبار أن السياسات الحمائية مقدمة لبيئة دولية محفزة للاتجاه لحرب عالمية ثالثة.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيرد "بحزم" على الولايات المتحدة في حال فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية إضافية على دوله.
وقالت فون دير لاين:إن الاتحاد مستعد لحوار "قوي وبنّاء" مع الولايات المتحدة، لكنه في الوقت ذاته يدرك التحديات المحتملة في العلاقات مع واشنطن ومستعد لها.
واعتبرت أن قرار إدارة ترامب فرض رسوم جمركية جديدة خطوة "تزيد تكاليف التشغيل، وتضر بالعمال والمستهلكين، وتتسبب في أضرار غير ضرورية للاقتصادات، كما تؤدي إلى ارتفاع التضخم"، بالإضافة إلى الآثار السلبية على قواعد المنافسة وعلى تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر وعلى المشروعات التنموية المحلية التي تتعثر أو تتوقف في الكثير من الدول
حيث تلعب الصادرات الخارجية وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر دورا رئيسا في استدامة النمو الاقتصادي فى هذه الاقتصادات ، التي تتعرض لاتجاه معاكس في حركة رءوس الأموال والاستثمارات، إذا تم سحب رءوس الأموال والاستثمارات وإعادة توجيهها إلى الاقتصادات المنافسة الأكثر قوة ونموا واستقرارا، وتعرض الدول الصغيرة لموجات من تيارات من العنف والإرهاب والتقلبات الاجتماعية والسياسية ـ اذا لم يتم التراجع عن مثل هذه السياسات الاقتصادية الحمائية الأمريكية وأن إثارة ترامب عملية طرد العمال المهاجرين غير النظاميين على نطاق واسع من أمريكا ، من شأنه أن يفاقم مشكلة نقص العمالة في الولايات المتحدة.
وقد تؤثر على 8.3 مليون عامل غير مصرّح لهم. وأن ذلك يؤدي إلى تراجع النمو ويرفع معدل التضخم ليس في الولايات المتحدة فقط بل وفي أوروبا والصين أيضا ، إذا استمر التخبط في السياسات الأميركية الخارجية والقرارات والإجراءات غير المتوقعة