غزة - وكالات
أعلن الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة مساء اليوم الاثنين، تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت القادم، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
وقال أبو عبيدة في بيان: "راقبت قيادة المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق؛ من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات".
وأضاف: "وعليه سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15-02-2025، حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".
وتمتنع إسرائيل حتى اللحظة عن إجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي كان يجب أن تبدأ يوم الإثنين الماضي.
وتوجه إلى قطر يوم أمس الأحد، وفد إسرائيلي متدني المستوى، وأوعز رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، للوفد بألا تتطرق محادثات الوفد في الدوحة إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
ووفقا للاتفاق، فإنه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يبدأ بسحب قواته في محور فيلادلفيا، في اليوم الـ42 لبدء سريان الاتفاق، الذي يصادف مطلع مارس المقبل، وأن يستمر ذلك ثمانية أيام، وأن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، ما يعني وقف الحرب على غزة.
ويتخوف نتنياهو من أن وقف الحرب سيدفع رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى الانسحاب من الحكومة بسبب معارضته لوقف الحرب، ما يعني أن الحكومة لن تكون مدعومة بأغلبية في الكنيست، بعد انسحاب حزب "عوتسما يهوديت"، برئاسة إيتمار بن غفير، وتزايد احتمالات سقوطها بشكل كبير.
ومن أجل المناورة بين استمرار تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، من دون أن يوافق نتنياهو على الإعلان عن إنهاء الحرب، تجري مداولات في إسرائيل بمشاركة مسؤولين أمنيين حول "اتفاق مرحلي"، بدلا من الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وأن يتم في "المرحلة المرحلية" استمرار تبادل الأسرى من دون الإعلان عن نهاية الحرب، بادعاء استعادة إسرائيل أكثر ما يمكن من أسراها، قبل تفجر الاتفاق والمفاوضات بشأن استمرارها، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" والقناة 12 اليوم الإثنين.
وأشارت القناة 12 إلى أنه في ظل رفض نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية والانسحاب من محور فيلادلفيا، فإنه قد لا تكون مصلحة لدى باستكمال المرحلة الأولى.
وبحسب التقريرين، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتبر أن حلول شهر رمضان المقبل سيؤدي إلى تفجر الأوضاع، من دون انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وفي حال توقف تبادل الأسرى، وأن اتفاقا مرحليا يمكن أن يؤجل انفجار الأوضاع، وتطلق أجهزة الأمن على اتفاق مرحلي كهذا تسمية "دُفعة رمضان".
وسيساعد حل كهذا نتنياهو، بتمديد الفترة إلى حين الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم. والتوقعات في إسرائيل هي أن حماس ستطالب بتعويض يكون بتحرير عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة وزيادة وتسريع المساعدات الإنسانية للقطاع.
ولا تبدو احتمالات هذا السيناريو مرتفعة، بينما نتنياهو لا يزال يخشى سقوط حكومته. وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو يعلم أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين "تفقد حجمها بسرعة، كلما يتضح أنها غير واقعية، وأنه ليس متوقعا أن تحدث في المستقبل المنظور".
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين عملوا سرا، في الأشهر الأخيرة، على وضع خطط لتهجير سكان القطاع، "لكن في إسرائيل لا يعلقون آمالا كبيرة على إمكانية حدوث ذلك، سواء بقيادة أميركية أو إسرائيلية".