علي المطاعني يكتب: الأسس العادلة لتحقيق السلام

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٦/فبراير/٢٠٢٥ ١٥:١٢ م
علي المطاعني يكتب: الأسس العادلة لتحقيق السلام
علي بن راشد المطاعني
في ظل هذا الجذب والصخب في الساحة السياسة العالمية وما يلي ذلك من تبادل وتعارض للمواقف تبعا للمصالح لا تبعا للعدالة والمبادئ الأخلاقية التي يفترض أنها تسوس الكون ، وما نراه الأن ماثلا أمام أعيننا من آراء ومقترحات تجدف بعيدا عن المنطق السديد وهو مايلقى بظلال له قاتمة على مستقبل كرتنا الأرضية برمتها وفي ظل هذا الصخب والجدل البيزنطي العقيم فإن الثوابت السياسية العُمانية ظلت ثابتة وراسخة كعاتيات الجبال وتؤمن وبما لايدع مجالا للشك أن الحوار المباشر وغير المباشر هو النهج الصحيح لحل كل المعضلات العالمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
ولعل حديث معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية وفي الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025 في المتحف الوطني بمسقط كان اكثر واقعية وانسانية لامس مشاعر الشعوب في العالم بما حمله وما تضمنه من منطق سديد وحجة دامغة تلامس شغاف القلوب ، إذ مضى معاليه بعيدا في تحديد الأسس والمبادئ الصحيحة والكفيلة بتنزيل الأمن والسلم العالميين لأرض الواقع من خلال شرحه لمنطلقات السياسة الخارجية العُمانية والثابتة كما هي منذ إنطلاق تباشير النهضة العُمانية منذ خمسين عاما خلت وكيف هي تعبر عن هويتنا الوطنية وعن الأرث الحضاري العريق الذي يتكئ ويستند عليه هذا الشعب والوطن العريق .
لقد كانت العدالة في معناها الأسمى والأنقى كانت هي السبيل الوحيد لإرساء دعائم الأمن والسلم بين شعوب كوكبنا ، وعدم إقصاء أي طرف وفي أي حوار ويشمل ذلك القضية الفلسطينية بكل ضخامتها وتعقيداتها وملابساتها ، إشارة إلى أن هناك أطرافا تسعى لفرض حلولا جائره رغم أنف الشعب الفلسطيني ، والأخطر والأدهى والأمر أن هذه الحلول تهدف لترحيل الشعب الغزاوي الى بلدان أخرى ، رغم معارضة تلك البلدان ورغم إستماته الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه ومهما عظمت التضحيات وأشتد لهيبا .
لقد جاء إستعراض معالية للرؤية والمبادئ التي تقوم عليها سياسة السلطنة الخارجية والمبادئ التي تقوم عليها المرتكزة على الإحترام المتبادل والحياد الإيجابي الذي تفتقره معالجة القضية الفلسطينة ، بل هو قائم على الإنحياز اللا إيجابي كاحد ابرز القضايا التي تؤرق الشعوب إزاء إختيار الطريق الذي تسلكه في مستقبل حياتها ، وسعيها للعيش في سلام كغيرها من الشعوب ، وبالتالي فإن إستبعاد مبدأ الحوار يعد أمر غير منطقيا ولا عقلانيا ، لقد كرم الله عز وجل الإنسان بنعمة العقل ، ليتفوق به على بقية المخلوقات ولتدين له السيادة على الأرض بهذا العقل ، واول سمات هذا العقل تقبله للحوار وللأخذ والعطاء معا ، ولايستطيع العقل البشري بالفطرة تقبل الأوامر الجاهزة بغير فهم أو إستيعاب وهذا عينه ما تفعله اطرافا أخرى وإذ هي ترى في القوة والقوة وحدها السبيل الوحيد لحل الخلافات والقضايا بما فيها القضية الفلسطينية العالقة منذ أكثر من 70 عاما .
فهذه القضية تحديدا لايمكن حلها إلا من خلال العدل الذي أشار إليه معاليه ، وليس عن طريق أقصاء أصحابها وأهلها ، وبما أن هذا هو الواقع القائم قبلا فإنها لم ولن تحل ، مالم تعود الأطراف المعنية لجادة الصواب .
فالتعاطي الأحادي الجانب والذي نراه ماثلا أمام اعيننا اليوم لن يخدم الأهداف المنشودة ولن يحقق متطلبات السلام ، بل يولد أفكارا عدائية وأحقادا تنمو وتكبر مع مرور الأيام وتوالي السنين .
نامل ان نرى خارطة طريق مستقبل الشرق الأوسط برمته تقوم على اسس عادلة للسلام وعدم اقصاء أي طرف من مراحل الحل السلمي القائم على مبدأ منح الشعوب حقوقها وتحقيق العدالة الدولية ليعم السلام كل دول العالم .