احتجاز 27 أكاديميا لتوقيعهم "إعلانا للسلام"

الحدث السبت ١٦/يناير/٢٠١٦ ١٧:٠٦ م
احتجاز 27 أكاديميا لتوقيعهم "إعلانا للسلام"

أنقرة - (رويترز) - قالت وسائل إعلام محلية إن قوات الأمن التركية احتجزت لفترة وجيزة 27 أكاديميا اتهمتهم ببث دعاية إرهابية من خلال إعلان انتقد العمليات العسكرية في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية ويدعو إلى رفع حظر التجول. وندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد صلاة الجمعة بالموقعين الألف على الإعلان وبينهم المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي قائلا إنهم "ظلاميون شائنون عنيفون". وقال بنبرة تهكمية إن من لم يرغب في ممارسة السياسة في البرلمان "عليه أن يحفر الخنادق أو يتوجه إلى الجبال". في إشارة إلى التكتيكات التي يستخدمها حزب العمال الكردستاني. وانتقدت المعارضة التركية والسفير الأمريكي في أنقرة الإجراءات التي اتخذها المدعون العامون وشملت فتح تحقيقات وتفتيش منازل الأكاديميين في أنحاء البلاد بعد انتقاد إردوغان للموقّعين في خطاب ألقاه أمس الأول الخميس. واستوحى الإعلان فحواه من الاشتباكات المستمرة بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني منذ انهيار هدنة بينهما في يوليو . وعزل الجيش مناطق بأكملها وقصف مراكز تابعة لحزب العمال في مناطق سكنية لكنه ينفي تسبب عملياته بتعريض حياة المدنيين للخطر وقتلهم. وذكرت وسائل إعلام محلية أن معظم الاعتقالات يوم أمس الجمعة تركزت في منطقة كوجالي الصناعية القريبة من اسطنبول. وقالت في وقت لاحق إنهم جميعا تم الإفراج عنهم. ولم يعلق مكتب الادعاء في كوجالي على الأمر.

واتهم الإعلان الذي نشر يوم الاثنين الحكومة باستخدام أساليب تعتمد القوة المفرطة ضمن جهود لاجتثاث المسلحين الذين ينقلون بشكل متزايد قتالهم من الجبال إلى داخل البلدات مما يرهق قوات الامن. وأضاف الإعلان "إن الحق في الحياة وفي الحرية والأمان -وبخاصة مناهضة التعذيب وضروب المعاملة القاسية- التي يحميها الدستور والأعراف الدولية قد انتهكت." وأضاف "نحن نطالب الدولة بوقف مجزرتها المتعمدة." ووقع أكثر من ألفي محام وثيقة ونشروها على الانترنت تعهدوا فيها بتوفير دعم قانوني مجاني للأكاديميين. وقال أستاذ قانون طلب عدم نشر اسمه خشية تعرضه هو نفسه للاعتقال "الاعلان لا يدعو للكراهية ولا يشيد بها ولا يدعو أيضا لارتكاب جرائم." تأثير سلبي وأثارت الوثيقة انقسامات حادة في الرأي بعد أن اجتذبت دعم أكاديميين في أرجاء العالم لكنها أيقظت المشاعر القومية داخل تركيا. ويقاتل حزب العمال الكردستاني منذ 1984. وكان يسعى في البداية من أجل استقلال كردستان وتحول هدفه الآن إلى إقامة حكم ذاتي للأكراد. وهو مدرج على قوائم الأرهاب الأمريكية والأوروبية والتركية أيضا. ووصف حزب الشعب الجمهوري وهو المعارض الرئيسي في البلاد الاعتقالات بأنها "غير قانونية على الإطلاق".

وغالبا ما يأتي تقييم تركيا سيئا في الدراسات المتعلقة بحرية الرأي وحرية الصحافة وهي تتعرض لانتقادات شديدة من شركائها الغربيين والأوروبيين. وقال السفير الأمريكي جون باس في بيان على حساب تويتر الخاص بالسفارة في أنقرة اليوم الجمعة "في الوقت الذي قد لا نتفق فيه في الرأي مع هؤلاء الاكاديميين غير أننا قلقون من أن يكون لهذا الضغط تأثير سلبي على التخاطب السياسي المشروع." في الوقت نفسه أبلغت مصادر أمنية رويترز أن الاشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني مما أسفر عن مقتل خمسة متشددين ورجل شرطة في مدينة سيرت في شرق البلاد. وقال الجيش في بيان ان 19 مقاتلا من حزب العمال قتلوا يوم أمس الخميس في ثلاثة أقاليم في جنوب شرق البلاد تخضع لحظر التجول. وتخضع بلدتا الجزيرة وسيلوبي اللتان تحدان العراق وسوريا وكذا منطقة سور التاريخية في إقليم دياربكر لحظر للتجوال منذ أسابيع. وفي منطقة شنار في دياربكر قالت مصادر أمنية إن هجوما بشاحنة ملغومة شنه حزب العمال الكردستاني أدى إلى مقتل ستة أشخاص يوم الخميس منهم مدنيون. وقال صلاح الدين دمرداش الذي يشارك في رئاسة حزب الشعوب الديمقراطي إنه لا يعرف الطرف الذي شن الهجوم في شنار. وأضاف "ولكن من قاموا بذلك عليهم أن يتقدموا باعتذار للناس عن قتل مدنيين ورضيع وأطفال."