الطائرة الماليزية المفقودة.. أكثر من عامين من البحث دون فائدة

الحدث الثلاثاء ١٧/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م

سيدني – – وكالات

قال مسؤول أسترالي إن هناك «تراجعاً في إمكانية» العثور في أي وقت من الأوقات على الطائرة الماليزية التي فقدت خلال الرحلة رقم «إم.اتش 370»، حيث لم يبق من المنطقة المحددة للبحث سوى جزء صغير لم يتم مسحه بعد. وحتى الأسبوع الفائت، تم البحث في أكثر من 105 الاف كيلومتر مربع من قاع البحر جنوبي المحيط الهندي. واتفقت حكومات ماليزيا واستراليا والصين على عدم توســيع نطاق البحث لأبعد من مساحة الـ 120 ألف كيلومتر المتفق عليها منذ البداية.

وقال مارتين دولان، رئيس المكتب الأسترالي لسلامة النقل، لصحيفة «جارديان» البريطانية إنه لا تزال هناك «احتمالات جيدة» للعثور على الطائرة، ولكننا «يتعين علينا أن نتوقع الآن إمكانية ألا نعثر على الطائرة». يشار إلى أن المكتب الأسترالي لسلامة النقل هو الذي قاد عمليات البحث عن الطائرة التي فقدت في 8 مارس 2014 بينما كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصاً. وحتى الآن ، تأكد أن خمس قطع من الحطام عثر عليها في جنوب أفريقيا وموزمبيق وجزر موريشيوس وجزيرة ريونيون هي من الطائرة المفقودة. ووصفت السلطات المواقع التي عثر بها على هذه القطع بأنها تتسق مع النماذج التي حددتها نظم الكمبيوتر للمناطق التي يحتمل أن ينتقل إليها الحطام بفعل تيارات المحيط من الموقع المفترض لتحطم الطائرة.

وأنفقت الدول الثلاثة المشاركة ما يقرب من 150 مليون دولار على عمليات البحث.

اللغز المحير

طائرة من نوع بوينغ 777-200 إي أر تابعة للخطوط الجوية الماليزية، فقدت في الرحلة رقم 370 بين كوالالمبور في ماليزيا والعاصمة الصينية بكين، يوم 8 مارس 2014 وعلى متنها 239 راكباً من ضمنهم طاقم الطائرة (12 شخصاً). وصف اختفاؤها بأنه من أعقد ألغاز حوادث الطيران في التاريخ. فقد الاتصال بالطائر بعد إقلاعها بساعة، وشاركت قرابة 13 دولة في عمليات البحث بالسفن والطائرات والأقمار الاصطناعية، لكنها لم تتمكن رغم مضي أكثر من أسبوع على فقدانها من العثور على أدلة مؤكدة على سقوطها أو تحديد مصيرها. هيمنت الاحتمالات والفرضيات، وبقيت الطائرة لغزاً محيراً يحمل بين ثناياه مصير 239 راكباً من 14 جنسية منهم 153 صينياً. ظـهرت بعض الصور والآثار في بحر الصين وخاصة الجزء الجنوبي منه، قيل إنها تعود للطــائرة، ولكـــــن التــــــحقيق أثبــــــت عدم صحة ذلك، وطرح احتمال أن تكون الطــــــائرة ضحية عمـــــــل إرهابي استناداً لمعلومات بخصــــوص حجز مقعدين بجوازي سفر مسروقين، الأول سويــسري والآخر إيطالي. لــكن التحقــيق لم يثبت ما يؤكد هذه الفرضية.

احتمالات

وطرحت السلطات الماليزية احتمالات عديدة، وحققت فيها، منها احتمال انفجار الطائرة في الجو، غير أن الأقمار الاصطناعية والرادارات العسكرية لم ترصد ما يثبت ذلك. كما طرحت احتمال أن يكون ربان الطائرة «زهاري أحمد شاه» قد خطفها احتجاجاً على محاكمة واعتقال قائد المعارضة الماليزية أنور إبراهيم، أو احتمال سيطرة خاطف على الطائرة وعدم تمكن الربان من إبلاغ برج المراقبة بما حصل.
وطرح احتمال تسبب خلل في الطائرة بتوقف الأوكسجين وفقدان سريع لوعي الطيار يحول دون اتخاذ أي قرار، لكن ظلت مجرد احتمالات وفرضيات لا تستند لأدلة قاطعة، وبقي الغموض مهيمناً على مصير الطائرة التي سلمت للخطوط الماليزية في 31 مايو 2002، وتحمل رقم تسجيل 9M-MRO، وتشغّلها محركات رولز رويس ترنت 892. السلطات الماليزية لم تقفل باب البحث، وأرسلت خبراء ماليزيين للمشاركة في التحقيق وتحليل قطعة من جناح طائرة عثر عليها في بداية أغسطس 2015 في جزيرة لارينيون (التابعة لفرنسا) غرب المحيط الهندي، يعتقد أنها تعود إلى الطائرة المفقودة. وفي 5 أغسطس 2015 أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أن القطعة التي عثر عليها قرب الجزيرة المذكورة تعود للطائرة التي اختفت بصورة غامضة قبل أكثر من 17 شهراً. وقال «اليوم هو اليوم الخامس عشر بعد الخمسمئة لاختفاء الطائرة، وبقلب يعتصره الأسى، يؤسفني أن أبلغكم بأن فريق خبراء دوليين توصل إلى خلاصة بأن الحطام الذي عُثر عليه قرب جزيرة رينيون، هو في واقع الأمر لطائرة MH370». وعلى الفور ذكرت شركة الخطوط الجوية الماليزية في بيان لها، أنها أبلغت أهالي الضحايا، بأن الحطام يعود للطائرة المفقودة. وقد أخذت قضية الطائرة الماليزية أبعاداً إقليمية ودولية، خاصة وأن الطائرة فقدت في أجواء بحر جنوب الصين الذي يشكل موضوع صراع بين دول المنطقة التي تطل عليه. ورغم العثور على دليل ملموس يؤكد سقوط الطائرة الماليزية في المحيط الهندي وغرقها، فإن ذلك لم يقفل باب أسئلة عديدة، حول أسباب سقوطها، هل كان بســبب عـطل فني أو مناخي أم بفعل فاعل؟. وستبقى هذه الحادثة واحدة من أسوأ حوادث الطيران الماليزي 2014 وأعقد حوادث الطيران في التاريخ.

رحلة الشبح

في نهاية مارس الفائت أعلن رئيس الهيئة المكلفة بالبحث عن الطائرة الماليزية، مارتن دولان أنه سيتم العثور على الطائرة المفقودة في شهر تموز». وقد تم استئجار السفينة الأسترالية المخصصة للبحث ومعاينة الأماكن التي يمكن للطائرة الوقوع فيها، إضافة إلى سفينة ماليزية. والطائرتان تقومان بالبحث في أرض مساحتها 120.000 كيلو متر مربع. الرجل المسؤول بالبحث عن الطائرة الماليزية، انه يعتقد أن من المحتمل جداً العثور على الطائرة الماليزية المفقودة، وأن عملية البحث موشكة على الانتهاء وخاصة بعد صرف مبلغ ميزانية البحث مليوني دولار، وأن الباحثين يقولون إن البحث يدخل المرحلة الأخيرة. ويقول المسؤولون أن رحلة مثل تلك الطائرة الماليزية يطلق عليها، «رحلة الشبح»، إذ لم يشاهدها أحد ما في غرفة السيطرة، عندما هبطت إلى الأسفل. وبالنسبة لمارتن دولان، فهو يقول «إن الطائرة على علو 30.000 كيلو، وسيتم العثور عليها في شهر يوليو تقريباً، أو قبل ذلك. ومن المحتمل أن نجد الطائرة المفقودة في اليوم الأخير». ومع ذلك يقول، إن ما أتوقعه قد يكون نبوءة وتفاؤل أعمى». إن الظروف التي تحيط المكان الذي يتم البحث صعبة «فالمنطقة تحتاج إلى ستة أيام وعمق المياه فيها 6.000 ميل وتحت المياه توجد جبال». ويقول دولان أنه لن يكون دقيقاً في تحديد موعد نهاية البحث، ولكنهم سيبحثون في تلك المنطقة.

وهناك نظريات أخرى عن اختفاء الطائرة ويعتبر البعض من الباحثين أن هناك «نظرية الشبح لتلك الرحلة». وهناك نظرية أخرى، وهي أن الرحلة توجهت جنوباً، وإنها اختطفت حسب تعليمات فلاديمير بوتين. ومع انتهاء البحث، فإن الاحتمالات حول مصير الطائرة. وقد كتب في مجلة نيويورك 4.000 كلمة ويقول فيها «إن ما فكرّ به أمر يستحق سماعه، لقد كتب 4.000 كلمة، واشعر في داخلي، إنني على صواب. ولكن دماغي يعرف بأمر أفضل. ومع اختفاء البحث عن الطــائرة، فإن كل يوم يُلقي شكوكاً على اختفائها.