القدس المحتلة – زكي خليل
استفاق المقدسيون صباح أمس على أصوات جرافات تابعة لبلدية الاحتلال، وهي تهدم، منزلين يعودان لعائلة طوطح والتوتنجي في حي الصوانة/ واد الجوز قرب سور القدس التاريخي، بمزاعم البناء غير المرخص. وكانت قوات كبيرة ومعززة من قوات الاحتلال ضربت طوقا عسكريا محكما على المنطقة فجرا، وطلبت من سكان المنزلين إخلائهما قبل أن تقوم الآليات التابعة للبلدية بهدمهما.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جمد عملية الهدم في وقت سابق بفعل اتصالات وضغوط أمريكية ؛ لكنه عاد وقرر عملية الهدم؛ علما بان القنصل الامريكي زار في وقت سابق العائلتين واستمع منهما إلى الخطط الإسرائيلية بشأن هدم مكان سكناهما.
فيما سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد منتصف الليلة قبل الماضية ، جثماني الشهيدين المقدسيين الطفل معتز عويسات (16 عاما)، المحتجز في الثلاجات منذ شهر تشرين أول الماضي، والشهيدة فدوى أبو طير (51 عاما)، المحتجزة ايضا في الثلاجات منذ شهر آذار الفائت ، لعائلتيهما، حيث تم مواراتهما الثرى في مقبرتي أم طوبا وجبل المكبر .
وقال محامي مؤسسة الضمير محمد محمود في بيان له، إن المخابرات الإسرائيلية كانت قد قررت في وقت سابق ، تسليم جثمان الشهيد أبو طير عند مقبرة قرية أم طوبا، وعويسات عند مقبرة جبل المكبر، بمشاركة 45 شخصا في الجنازة والتشيّع، ودفع مبلغ 20 ألف شيكل لضمان الالتزام بالشروط، لافتا إلى أن التسليم تم بشكل متتالي.
من جانب اخر استهجن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، رئيس الهئية الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ورئيس مجلس الأوقاف بالقدس الشيخ عبد العظيم سلهب، ومدير عام أوقاف القدس الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، اعتذار دولة فرنسا عن دعمها التاريخي والمشرف لقرار "اليونسكو" بخصوص القدس، وهو القرار الذي أقرّه المجلس التنفيذي لليونسكو ضمن قرار "فلسطين محتلة" منتصف شهر نيسان 2016، كما انه قرار متكرر تدعمه دولة فرنسا ودول العالم المساند للقضية الفلسطينية منذ احتلال القدس عام 1967 .
وعبرت المرجعيات الدينية والإدارية في القدس الشريف ، عن استغرابها من رضوخ دولة بحجم فرنسا لضغوطات وتفسيرات الاحتلال الإسرائيلي الذي يتهم قرار "اليونسكو" بأن فيه نكران لصلة اليهود بالقدس، الامر الذي لا أساس له من الصحة، ولم ينص عليه القرار ولا علاقة للغة القرار به.
وأكدت المرجعيات الدينية المقدسية ، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بتظلمها ضد القرار المذكور تسعى للفت أنظار العالم عن ممارسات الاحتلال بحق تراث مدينة القدس، ولتلفيق تهمة تزوير التاريخ لمنظمة "اليونسكو" ، في الوقت الذي يعرف فيه كل العالم أن إسرائيل هي قوة احتلال، وهي التي تمضي بتهويد معالم المدينة المقدسة، وتزوير روايتها التاريخية ، مستهدفة المعالم الإسلامية والمسيحية فيها .
وأضافت المرجعبات المقدسية أن قرار "اليونسكو" أتي واضحا جدا في توصيف وإدانة حقائق ثابتة على الأرض، وهو قرار استند على أكثر من مئات الأدلة المصورة لانتهاكات الاحتلال خلال العامين 2015 و2016، والسنوات الماضية، علما بأن الحقائق التي جاءت في القرار تستند لمصادر توثيق إسرائيلية واقعية وعلمية.
وتساءلت الجهات المقدسية باستهجان عن استمرار ضعف المجتمع الدولي، وعدم مقدرته على وقف ما تقوم به سلطات الاحتلال من تدمير التراث العالمي في محيط المسجد الاقصى المبارك، وفي القدس القديمة، عن طريق الحفريات والأنفاق وبناء الصروح التهويدية الضخمة لتغيير طابع المدينة المقدسة، على حساب التراث الإسلامي والمسيحي فيها.
ورجحت المرجعيات المقدسية أن أهم ما استثار غضب إسرائيل في القرار المذكور هو التأكيد على بطلان تغيير الوضع القائم في القدس، الذي تعمل قوة الاحتلال على تغييره ليل نهار، وتحاول سلطات الاحتلال إيهام وتضليل المجتمع الدولي بأن ما أحدثته سلطات الاحتلال من تغيير وتهويد وتزييف للتاريخ هو جزء من الحقيقة التاريخية.
وطالب مفتي القدس والديار الفلسطينية والهئية الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف ومدير عام أوقاف القدس ، فرنسا ودول العالم الحر الأخرى ، بالحذر من مخاطر قبول أو شرعنة إجراءات الاحتلال الباطلة بحجة تقبل تباكي وتظلم إسرائيل ، حيث أن مثل هذا التوجه إن حصل سيكون بمثابة تأجيج الصراع الديني وتحويل الجلاد إلى ضحية.
*-*
حماس: تأجيل مؤتمر السلام فشل لخيار التسوية
غزة – ش
شددت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله أمس الثلاثاء، على موقف القيادة في تأييد المبادرة الفرنسية ودعمها لا سيما في ظل مناسبة الذكرى الثامنة والستين للنكبة. وأكدت الحكومة الفلسطينية انه في ظل هذه الذكرى الأليمة التي حلت بالشعب الفلسطيني فمزقته وشردته، وبأرض فلسطين فصادرتها وغيبتها، زتابعت : فإننا لا نقف لنبكي على حقوق اغتصبت، ولا لنستحضر كل ما ترسب في نفوسنا من ذكريات مريرة، وكل ما اختزنته قلوبنا من مشاعر بالظلم والإجحاف، وإنما لنجدد العهد على استعادتها، بكل ما تنطوي عليه الروح الفلسطينية من إرادة وعزم وتصميم.
في المقابل اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إعلان فرنسا تأجيل المؤتمر الدولي للسلام دليلاً إضافياً على فشل خيار التسوية ومشروع محمود عباس. ودعا الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري أمس، قيادة حركة فتح إلى التخلي عن العبث السياسي وأوهام التسوية والعودة إلى الخيارات الوطنية على قاعدة الثوابت والشراكة والمقاومة.
و اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس عن تأجيل المؤتمر الدولي للسلام الذي كان مقررا انعقاده في الثلاثين من هذا الشهر في العاصمة الفرنسية باريس. وبحسب ما نشرت المواقع العبرية فان الرئيس الفرنسي هولاند أكد بأنه سيتم تحديد موعد جديد للمؤتمر سيعلن عنه لاحقا، وبرر الرئيس الفرنسي تأجيل عقد المؤتمر لعدم تمكن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الحضور في الثلاثين من هذا الشهر، ولضمان حضوره المؤتمر عندما يجري تحديد الموعد الجديد.