سالم العبدلي يكتب: شركة تنمية نفط عمان .. والتوجه نحو الاستدامة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٨/يناير/٢٠٢٥ ١٢:٤٣ م
سالم العبدلي يكتب: شركة تنمية نفط عمان .. والتوجه نحو الاستدامة
سالم بن سيف بن سالم العبدلي – كاتب ومحلل اقتصادي

تشرفنا مؤخرا بالمشاركة في زيارة ميدانية لبعض مشاريع شركة تنمية نفط عمان (PDO)بدعوة كريمة من إدارة الشركة ضمن وفد اعلامي يمثلون عدة جهات وكانت الزيارة تحديدا الى منطقة مرمول وقت أستغرقت الرحلة بالطائرة حوالي ساعة وربع من مطار مسقط الدولي الى مطار مرمول ، وحقيقة إننا ما شاهدناه هناك من مشاريع وبرامج تنموية وجهود جبارة تقوم بها الشركة في الصحراء يثلج الصدر والاهم من هذا وذاك هو بناء الانسان العماني حيث قابلنا كوكبة من الشباب الطموح والذين قامت الشركة بتأهليهم وتدريبهم في مختلف المجالات ووفرت لهم كل سبل الراحة حيث يشكل نسبة العمانيين بالشركة اكثر من 90% وفي مختلف المواقع والتخصصات و تدعم الشركة توظيف الكوادر العمانية، كما إنها تعمل على تطوير مهاراتهم من خلال برامج تدريبية متخصصة .

وما لفت الانتباه هو حرص الشركة على السلامة والحفاظ على البيئة والتنوع الاحيائي ومحاولة التوازن بين ما تخلفه عمليات التكرير من بعض الملوثات كالكربون وغازات الاشتعال والمياه المصاحبة للنفط والتي تشكل عبء كبير نظرا لصعوبة تحليتها والاستفادة منها إلا أن الشركة ابتكرت بعض الوسائل والتقنيات التي ساهمت في الحد من الاثار السلبية على البيئة وكانت من اهم أهداف هذه الزيارة هو الاطلاع على بعض هذه الوسائل والمشاريع الصديقة للبيئة كما تهتم الشركة بتطوير التقنيات لتحسين عمليات الإنتاج وإدارة موارد الطاقة بطريقة مستدامة.

 تقوم شركة تنمية نفط عمان بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والاجتماعية في مجالات التعليم، الصحة، والبنية التحتية مساهمة منها في السئولية الاجتماعية خصوصا في المناطق القريبة من حقول الامتياز بالاضافة الى المحافظات الاخرى وتعمل باستمرار على تحقيق توازن بين الإنتاج المسؤول ودعم التنمية الوطنية.

وتعتبر شركة تنمية نفط عمان الشركة الرائدة في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز في سلطنة عمان، حيث تأسست في عام 1937م، وتعتبر إحدى أبرز الشركات الوطنية في البلاد كما إنها تعتبر المشغل الرئيسي للحقول النفطية والغازية في السلطنة، حيث تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، وتمتلك حكومة سلطنة عمان ما نسبته 60 % من أصول الشركة والنسبة الباقية تمتلكها شركة شل العالمية وتوتال إنرجيز، وبارتيكس بنسب متفاوتة.

وفيما يخص التوجه نحو الاستدامة تركز الشركة على تعزيز استخدام الطاقة النظيفة وتقليل البصمة الكربونية وتسثمر الشركة في مشاريع الطاقة المتجددة والممارسات البيئية المسؤولة، وضمن برنامج الزيارة قمنا بزيارة مشروع أمين للطاقة الكهروضوئية وهو مشروع يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية ويوفر حاليا حوالي 10 % من احتياجتها من الطاقة على ان ترتفع هذه النسبة لتصل الى 30% في عام 2026 و50% في عام 2030 م حيث تطمح الشركة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 م.

بعد ذلك قمنا بزيارة مشروع محطة معالجة المياه بمنطقة نمر والتي يشرف عليها شركة متخصصه واستمعنا الى شرح مفصل عن المشروع واهدافه ومن ثم قمنا بجولة ميدانية حول المشروع حيث تعبتر هذه المنطقة هي أكبر مستنقع صناعي في العالم مع وجود حوالي 200 الف متر مكعب من المياه المصاحبة للنفط ، ويتم زراعة نوع من القصب الذي يتحمل الملوحة العالية والمياه الملوثة ويقوم القصب بتصفية هذه المياه بطريقة طبيعية وهناك بعض البحوث التي تجرى على هذه المياه لمحاولة استخدامها واستعلالها بطريقة علمية واقتصادية من خلال زراعة بعض الانواع من النباتات والاشجار كالقطن وبعض النباتات الزيتية التي يمكن الاستفادة منها في مستحضرات التجميل وغيرها.

وأخيرا نقول بأن مثل هذا الزيارات مهمة للغاية من أجل تعريف المجتمع بمثل هذه المشاريع الحيوية والتي تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني فمن المناسب ايضا ترتيب زيارات لطلبة العلم خاصة من الجامعات والباحثين في المعاهد والكليات المتخصصة كما ينبغي اجراء المزيد من البحوث حول تقليل تكلفة الاستفادة من الطاقة البديلة وتوسع إستخدامها واستغلال المياه المصاحبة للنفط والتي تعتبر ثروة اذا ما تمت معالجتها بشكل جيد وبتكلفة أقل.