عواصم – ش – وكالات
أكّد مصدر قَبلي يمني وقوف تنظيم القاعدة وراء التفجيرات الدامية التي ضربت مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت بشرق اليمن، وجاءت كرد فعل انتقامي على هزيمة التنظيم هناك على يد القوات اليمنية وقوات التحالف العربي، موضحا أن البيانات المنشورة على الإنترنت والتي يتبنى فيها تنظيم داعش قتل وجرح العشرات في المكلا "وهمية"، وأنّ تنظيم القاعدة وراء الهجمات. وشرح أنّ تنظيم القاعدة لجأ إلى هذه الطريقة للتغطية على مسؤوليته عن قتل وجرح العشرات من أبناء قبائل حضرموت من مدنيين ومنتسبين للقوات اليمنية لأنّه يضم في صفوفه عناصر تنتمي للقبائل ذاتها ما يعني تورط هؤلاء في قتل أبناء جلدتهم. ولم ينف المصدر وجود داعش في اليمن، لكنه أكّد أنه غير فاعل بدرجة كبيرة، وأنّ التنظيم يسكت عن البيانات المنسوبة إليه، لأن مثل تلك الهجمات لا تسوؤه مهما كانت دمويتها بل يرى في نسبتها إليه خدمة له لإعلان وجوده في اليمن، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة العرب اللندنية يوم أمس الثلاثاء.
وفي الأثناء؛ كشفت صحيفة البيان الإماراتية يوم أمس الثلاثاء، السبب في توجه دول التحالف لمحاربة الإرهاب في اليمن، إذ أنها حملة تأتي في إطار التصميم على تحرير اليمن من براثن الإرهاب وتنظيماته الخطيرة والمدمرة.
وكشفت الصحيفة الإماراتية سبب محاربة التحالف للإرهاب في اليمن بالقول: "هذا الإرهاب الذي لو تُرك لينمو في اليمن وينتشر في أرجائها، فسوف يمتد إلى السعودية والإمارات وباقي دول المنطقة، ولديه من الإمكانيات والدعم الخارجي ما يساعده على ذلك، وليس أدل على ذلك من كم الأسلحة الهائل الذي نجحت قوات التحالف العربي في مصادرتها من خلال العملية البطولية التي قامت بها بالأمس القريب ضد تنظيم القاعدة في حضرموت".
وعلى صعيد آخر؛ ينخرط ممثلو الحكومة اليمنية والحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء من شمال البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء، في محادثات سلام صعبة تتوسط فيها الأمم المتحدة بالكويت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في واشنطن إن الوفدين "اتفقا من حيث المبدأ على تبادل لنصف جميع السجناء والمعتقلين الذين يحتجزهم كلا الطرفين" بحلول أول شهر رمضان في مطلع يونيو.
وأضاف أن المحادثات الناجحة في مدينة الكويت "ما تزال مهمة للغاية لتحقيق سلام وأمن واستقرار بعيد المدى في اليمن وأن الولايات المتحدة تثني على الطرفين لانخراطهما في تلك المحادثات وللخطوات المهمة التي اتخذاها بالفعل". ودعا كيربي "جميع الأطراف إلى اتخاذ خيارات صعبة وإيجاد حلول وسط من شأنها أن تؤدي إلى اتفاق نهائي هناك في اليمن".
يذكر ان المباحثات بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد انطلقت في العاصمة الكويت في الحادي والعشرين من أبريل الفائت.
وتهدف هذه المباحثات الى وضع حد للاضطرابات التي يشهدها اليمن وتولى الحكومة الشرعية إدارة البلاد بعد استيلاء الحوثيين على مفاصل الدولة مطلع عام 2015م.
إلى ذلك؛ وجّهت جماعة “أنصار الله” اليمنية، رسائل للسعودية، وصفها مراقبون بالإيجابية؛ مؤكدة أنه لا سلام في اليمن دون التفاهم مع السعودية؛ حيث جاء ذلك بعد تصريح سابق لوزير الخارجية عادل الجبير، الذي قال فيه إن "الحوثيين جيراننا".
وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة رئيس وفدها في مشاورات الكويت محمد عبدالسلام: إن “علاقة “أنصار الله” مع إيران ليس في أجندتها استهداف المملكة، أو أي أحد في المنطقة؛ فنحن نتقاسم ثوابت ثقافية واجتماعية مشتركة بين الشعبين؛ لا سيما أهل شمال اليمن وجنوب السعودية".
وأضاف “عبدالسلام” في مقابلة مع صحيفة “الجريدة” الكويتية نشرتها يوم أمس: "إذا فتحت المجالات؛ فسنكون أقرب إلى دول الجوار، وعلاقتنا بالسعودية وسلطنة عمان ذات خصوصية".
ولفت إلى أن “لدى المملكة مخاوف، من علاقتنا بإيران وغيرها من المسائل المبهمة، ونحن نتفهم ذلك”؛ معتبراً أن هناك "مبالغة في التقارير التي تتحدث عن علاقة الحوثيين بطهران، ودورها في اليمن". وشدد على أن “السعودية حريصة على التفاهمات"؛ مؤكداً أن جماعته على قناعة بأنه "من دون تفاهم مع المملكة لن تتوقف الحرب في اليمن".
ودعا المسؤول الحوثي دولَ الخليج وخصوصاً السعودية، إلى "احتواء أي جماعات في المنطقة"؛ مضيفاً أن "لدى دول الخليج تعددية وأطيافاً مختلفة، ونحن من جانبنا نتمنى أن نتمكن من استنساخ تجربة الكويت الرائدة في التعايش".
وعن المشاورات، شدد “عبدالسلام” على أهمية توافق الطرفين اليمنييْن على سلطة انتقالية، ورئيس توافقي، وتشكيل حكومة وطنية تُشرف على كتابة الدستور، وتحديد شكل الدولة؛ مجدداً مطالبة جماعته بأن يكون النظام الاتحادي للدولة قائماً على “إيجاد تنوع جغرافي وتوزيع عادل للثروات”.
*-*
تجار يحذّرون من ثورة جياع في صنعاء
حذّر تجار جملة في العاصمة اليمنية صنعاء، من ثورة جياع قد تشهدها المدينة، نتيجة تواصل ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وتواصل انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مبدين مخاوفهم من حالة شغب وفوضى قد تشهدها المدينة، نتيجة الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي تشهده حالياً، فيما يرى مراقبون أن استمرار تدهور الريال قد يؤدي إلى ثورة جديدة في اليمن.
ونقلت يومية “الإمارات اليوم” عن صفوان أحمد، وهو تاجر مواد استهلاكية بالجملة قوله إن التجار لمسوا خلال اليومين الفائتين حالة من السخط والغضب والاستياء الشديد من قبل سكان المدينة، خلال محاولة شراء حاجاتهم الضرورية منهم، وذلك عندما فوجئوا بالأسعار الجديدة للسلع، نتيجة ارتفاع سعر الدولار، ومواصلة الريال انهياره.
وأضاف أحمد، أن عدداً من المتسوقين رددوا عبارات تطالب بثورة ضد تجار الفساد وقاتلي الشعب بـ«البارود والجوع»، ومن جانبه، قال أحمد الجعفري، تاجر تجزئة، إن أسعار السلع المحلية والمستوردة تواصل ارتفاعها بشكل يومي، نتيجة الفوضى التي تشهدها الأسواق المحلية، وفي ظل غياب كامل لمؤسسات الدولة وسط التدهور المتواصل في سعر الريال اليمني، الأمر الذي ينذر بثورة حقيقية،على حدّ وصفه.