مسقط - خالد عرابي - تصوير: خالد البوسعيدي
قدّمت دار الأوبرا السلطانية مسقط مساء يومي الخميس والسبت الماضيين ( 23 و25 يناير الجاري ) أوبرا "سيمون بوكانيجرا" لجوزيبي فيردي، وقد قدمت هذا العرض فرقة مسرح مارينسكي المرموقة، بمصاحبة عازفين مشهورين، وقد جاء العرض التراجيدي في قمة الروعة قصة وعرض و إخراجا وكذلك من حيث الديكور والأزياء فقد غلب على الديكور والملابس الألوان الغامقة والتي تتوشح بالسواد في بعض الأحيان لغلبة روح الحزن على القصة والتي تتناسب مع التراجيدي والحبكة الفنية في القصة.
وقد جاء هذا العرض الأوبرالي الفريد من حيث القصة و الحبكة الفنية مع الأخراج و الديكور و الموسيقى الرائعة التي تجذبك معها لتشعر في كثير من الأحيان وكأنها تمتزج مع الأصوات الأوبرالية للفنانيين .
ولذا فقد استطاع هذا العمل الأوبرالي الرائع أن يبهر جمهور دار الأوبرا السلطانية واستمتع الجمهور على مدى الليلتين بواحدة من روائع فيردي الأوبرالية، فتفاعل مع هذا الأداء المذهل، والموسيقى الآسرة، فأمضى عطلة نهاية أسبوع توّجت بجلال العظمة الأوبرالية والموسيقى الفيردية.
لقد جسدت أوبرا "سيمون بوكانيجرا" لجوزيبي فيردي ختام من "المسك" كما يقال لشهر يناير في دار الأوبرا السلطانية مسقط، حيث اختتمت بعظمة الأوبرا الكلاسيكية فأمضى جمهور الدار عطلة نهاية أسبوع مع واحدة من روائع الأوبرا ذات الشهرة العالمية، وخرج الجمهور وقد استحوذت عليهم حكاية (سيمون بوكانيجرا) المؤثّرة لفيردي، القادمة من إيطاليا المعاصرة، على إعجاب الجمهور في دار الأوبرا السلطانية مسقط، من خلال عرض تشويقي مدهش عكس الصراعات الداخلية واحتفى بقدرة الإنسان على التوبة والغفران.
هذا و تعتبر أوبرا "سيمون بوكانيجرا" واحدة من أبرز الأعمال الأوبرا الكلاسيكية الرائعة لجوزيبي فيردي التي حققت حضورا مميّزا منذ عرضها لأول مرة في عام 1857، وواصلت نجاحاتها، فدوّنت على خشبة المسرح مسيرة مهنية رائعة على مدى ستة عقود، وقام جوزيبي فيردي (1813-1901) بتأليف (سيمون بوكانيجرا)، وهو في ذروة قوّته حيث فتح آفاقًا جديدة للفن الأوبرالي، ووضع أسسا شكّلت جوهر العروض الأوبراليّة المعاصرة، وقد أظهر هذا العرض على خشبة المسرح عبقرية فيردي وقدراته الاستثنائية كمؤلّف موسيقي.
وفي نفس السياق استضافت دار الأوبرا السلطانية - دار الفنون الموسيقية على مسرحها روائع الأوبرا الروسية بمشاركة فناني وكورال وأوكسترا مارينسكي التي جلبت ألحانًا جميلة ومقتطفات سيمفونية من الإرث الفني لكبار المؤلفين الموسيقيين الروس مثل: جلينكا وتشايكوفسكي، بورودين، روسيني، سيليا، فيردي، بوتشيني، موزارت، و فاغنر، أدّاها عازفو الأوبرا الشباب من مسرح مارينسكي، وخريجو برامج الفنانين الشباب المعروفن مثل: برنامج أتكينز للشباب بمسرح مارينسكي، وأكاديمية أوبرا لا سكالا، وغيرهم ، وقدّموا أشهر الألحان من الإرث الفني الروسي بما في ذلك ريمسكي كورساكوف، وتشايكوفسكي، و موسورسكي، عبر أداء مميّز سلّط الضوء على المواهب الأوبرالية الصاعدة في روسيا.
وتعليقا على التميز الأوبرالي خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال أمبرتو فاني، المدير العام والمدير الفني لدار الأوبرا السلطانية مسقط: " إنه لشرف كبير أن نقدّم أوبرا (سيمون بوكانيجرا) لجوزيبي فيردي، في مسقط لأول مرة من قبل مسرح ماريسنكي، وهو مسرح يشكّل علامة بارزة في تاريخ الأوبرا. فأمضى الجمهور وقتا طيّبا، مع هذا العرض الذي سيبقى ماكثا في الذاكرة، وصعب النسيان، لذا نعتبره واحدا من أبرز العروض في موسمنا"
لمزيد من المعلومات، زوروا موقع دار الأوبرا السلطانية مسقط
(www.rohmuscat.org.om).