صادق بن محمد اللواتي يكتب: غزة تنتصر على إسرائيل

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/يناير/٢٠٢٥ ١٨:٢٧ م
صادق بن محمد اللواتي يكتب: غزة تنتصر على إسرائيل
صادق بن محمد اللواتي
ما كان يجري في غزة من 2023:10:7 إلى 2025:1:19 يوم إعلان وقف إطلاق النار هناك، كان مؤامرة إسرائيلية أميركية للقضاء على كل حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة، وتغيير وجه الشرق الأوسط إلى وجه جديد يبقى من خلاله الكيان الصهيوني ممتداً على أرض فلسطين إلى الأبد، حيث لا مقاومة لتحرير فلسطين. وقد تعاونت في تنفيذ المؤامرة الخبيثة عدة دول هي نفسها التي كانت تتفرج على الإبادة الجماعية في غزة. وقد فصلت هذه المؤامرة في عدة مقالات لي، أولها بتاريخ 2023:10:14، ولا حرج في تكرار بعض التفاصيل في هذا المقال عن المؤامرة لإنعاش ذاكرة القراء في حال نسوا ما تنبأت به حينها. أولا: القضاء على حركة حماس ومعها كل حركات المقاومة الفلسطينية، ونقل من تبقى من السكان الذين لم يتأثروا بالمجازر إلى سيناء المصرية، ونقل سكان الضفة الغربية إلى الأردن، وضم غزة والضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني. كما كان موقفي سابقاً أصر عليه حتى اليوم، فإن هجوم حماس على غلاف غزة كان من صنع إسرائيل. ثانياً: إقحام حزب الله اللبناني في الحرب ومن ثم القضاء عليه. ثالثاً وأخيرا: جر إيران إلى حرب مع أميركا وبعض دول الناتو، حيث جلبت هذه الدول أساطيلها البحرية إلى المنطقة بهدف الدفاع عن الكيان الصهيوني ومحاربة إيران. وبالفعل تصدت القوات البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية للطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في هجومها الثاني على إسرائيل، وربما أسقطت بعضها قبل أن تصل إلى أهدافها في الكيان الصهيوني. وتصرفت هذه الدول وكأنها في حرب مع إيران. ويبدو أن إيران كانت على علم بالمؤامرة لتوريطها في الحرب مع الناتو، فتوقفت عن مهاجمة الكيان الصهيوني، وفشل المتأمرون في جر إيران إلى حرب شاملة.
تعالوا معي لنرى هل حقق المتأمرون أهدافهم خلال 471 يوماً من عدوانهم على غزة، وسأذكر هنا أولا بعض التصريحات من الجانبين، الجانب الإسرائيلي، والجانب الداعم للفلسطينيين، لأبين للقارئ أن المؤامرة فشلت بكل معنى الكلمة، مع كل المتأمرين بلا استثناء:
1. قال بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي في 17 يناير 2025: (عندما نرى الاحتفالات البهيجة لأنصار حماس في غزة والضفة الغربية، ندرك أي طرف استسلم. الصفقة تعني هزيمتنا).
2. قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في 2025:1.19 إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به نتنياهو هو فشل ذريع لإسرائيل.
3. رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق اللواء احتياط غيورا آيلاند: الحرب في غزة انتهت بفشل مدؤ لـ إسرائيل وحماس انتصرت.
4. قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر 2025:1.19(:إن إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب بالرغم مما وصفها بالضربات القوية التي وجهتها لحماس، وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية).
5. قال قائد فيلق القدس الإيراني العميد إسماعيل قاآني: (بعد 15 شهراً من الجرائم اللامحدودة التي ارتكبت بحق شعبي فلسطين ولبنان، اضطر الكيان الصهيوني اليوم إلى قبول وقف إطلاق النار في ذروة الإذلال، واليوم ستنكشف أعظم هزيمة للكيان الصهيوني).
لا شك أنه بات معلوماً لكل إنسان صغيراً كان أو كبيراً أن الحرب الإسرائيلية والأميركية على غزة كانت مشروع إبادة وإلغاء اسم فلسطين عن خارطة الوجود الدولية، لكن المقاومين والشعب الفلسطيني بصمودهم البطولي والإسطوري أفشلوا المخطط الإسرائيلي الأميركي الخطير بتضحياتهم العظيمة جداً التي وصلت إلى 160 ألف شهيد وجريح وتدمير 70% من البنية الاساسية، لقد تحمل هذا الشعب العظيم كل معاناة الجوع والعطش والمرض والبرد، لكن هذه التضحيات والصمود هي التي أفشلت المشروع الإسرائيلي الأميركي المزدوج الآثم ومنعت تصفية القضية الفلسطينية. خرج الشعب الفلسطيني قوياً منتصراً، وحملت المقاومة سلاحها، وبقيت حركة حماس مع كل فصائل المقاومة، وحققت المقاومة الاتفاق ذاته الذي لم يتغير عما طرح في أيار 2024، مما يدل على صمود المقاومة، وأنها أخذت ما أرادت ولم تستطع القوة المستكبرة تحقيق ما خططت له. وهنا يجب أن يدرك المتأمرون أنهم فشلوا ليس عسكرياً فقط، بل اقتصادياً ونفساساً وسياسياً، حيث وصلت أصداء القضية الفلسطينية إلى العالم أجمع وأحدثت تحولا كبيراً في المشهد العالمي، كما تشهد على ذلك المظاهرات الحاشدة في الغرب، وهذا دليل آخر على فشل السياسة الخارجية الأميركية والإسرائيلية، ومن المرجح أن يذهب نتنياهو إلى مزبلة التاريخ في الأيام المقبلة.
عن قتلى وجرحى جيش الاحتلال الصهيوني قالت صحيفة "كلكليست" العبرية: منذ بداية حرب 7 أكتوبر قتل 840 جندياً إسرائيلياً وجرح نحو 14 ألفاً، بمعدل نحو ألف جريح جديد كل يوم.
ولنذكر هنا الخسائر الفادحة التي تكبدها الكيان الصهيوني في حربه على غزة، إذ قدرت وزارة المالية الإسرائيلية إجمالي الخسائر الاقتصادية حتى الآن بنحو 34.09 مليار دولار، في حين قدر بنك إسرائيل أن تكلفة الحرب ستتجاوز 67.57 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.
وفي الختام أقول: لقد واجه الشعب الفلسطيني الظلم والجريمة بشجاعة نادرة، وخرج مرفوع الرأس فخوراً بمقاومته، ولم يستسلم كما أراد المتآمرون، بل قاوم بشجاعة وبطولة منقطعة النظير في مواجهة أقوى جيش في غرب آسيا، ومعه كل المرتزقة من دول عديدة تطوعوا لإسرائيل مع مجموعة صغيرة من المقاتلين الفلسطينيين وبأسلحة محدودة. وكان الباطل كله (إسرائيل ومن وقف معها) يواجه الحق كله (المقاومة الفلسطينية). ونحن الشعب العماني نهنئكم على صمودهم البطولي وانتصارهم المبين.