الشبيبة - وكالات
وصلت شاحنات مياه إضافية وعشرات رجال الإطفاء إلى منطقة لوس أنجلوس يوم الاثنين استعداداً لعودة الرياح العاتية التي من المتوقع أن تهدد التقدم المحرز في إخماد حريقين هائلين دمّرا آلاف المنازل وأوديا بحياة ما لا يقل عن 24 شخصاً.
قامت الطائرات برش المنازل والتلال بمواد كيميائية وردية مضادة للحرائق، في حين تمركزت الفرق ومركبات الإطفاء في مواقع معرضة للخطر بسبب الجفاف. وتدفقت عشرات شاحنات المياه لتجديد الإمدادات بعد أن نفدت المياه من صهاريج الإطفاء الأسبوع الماضي عند اندلاع الحريقين الأكبر حجماً، حسب "CNBC عربية".
وأعربت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، ومسؤولون آخرون عن ثقتهم في قدرة المنطقة على مواجهة التهديد الجديد، مع تعزيز جهود مكافحة الحرائق بمزيد من رجال الإطفاء القادمين من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، رغم الانتقادات التي وُجهت للسلطات بشأن استجابتها الأولية للحرائق التي اندلعت الأسبوع الماضي، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وقال رئيس إدارة الإطفاء بمقاطعة لوس أنجلوس، أنتوني ماروني: «نحن مستعدون بشكل أفضل بالتأكيد»، وذلك رداً على سؤال حول ما الذي سيكون مختلفاً عن الأسبوع الماضي، عندما دفعت الرياح العاتية، التي وصلت إلى قوة الإعصار، حرائق متعددة عبر المنطقة الجافة المليئة بالشجيرات، والتي لم تشهد أمطاراً منذ أكثر من ثمانية أشهر.
تُشير التوقعات إلى أن الرياح ستشتد في وقت متأخر من مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، لكنها لن تصل إلى قوة الإعصار كما حدث الأسبوع الماضي. ومع ذلك، قد تتسبب في وقف عمل الطائرات المستخدمة في مكافحة الحرائق، وفقاً لما ذكره رئيس الإطفاء، أنتوني ماروني، الذي حذّر من أنه في حال بلغت سرعة الرياح 70 ميلاً في الساعة (112 كيلومتراً في الساعة)، «سيكون من الصعب جداً احتواء الحريق».
وأوصى مسؤولو الإطفاء السكان في المناطق عالية الخطورة بمغادرة منازلهم فوراً وعدم انتظار صدور أوامر إخلاء رسمية إذا شعروا بالخطر.
في أقل من أسبوع، أتت أربعة حرائق في محيط ثاني أكبر مدينة في البلاد على مساحة تزيد عن 62 ميلاً مربعاً (160 كيلومتراً مربعاً)، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة مانهاتن تقريباً.
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن الأحوال الجوية ستكون «خطيرة للغاية» اليوم الثلاثاء، حيث قد تصل سرعة الرياح إلى 65 ميلاً في الساعة (105 كيلومترات في الساعة). ويخضع جزء كبير من جنوب كاليفورنيا، بما في ذلك المناطق المكتظة بالسكان مثل ثاوزاند أوكس ونورثريدج وسيمي فالي، لتحذير من خطر حرائق شديد حتى يوم الأربعاء.
من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، وفقاً لما صرّح به شريف مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، يوم الإثنين، حيث أشار إلى أن ما لا يقل عن 24 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال لونا إنه يدرك أن السكان يتوقون للعودة إلى منازلهم وأحيائهم لتفقد الأضرار، لكنه طالبهم بالصبر. وأضاف: «لدينا فرق تعمل حرفياً على البحث عن رفات جيرانكم».
وخلال اجتماع مجتمعي عُقد مساء الإثنين لمناقشة حريق باليسيدز، صرّح مسؤول في شرطة لوس أنجلوس بأن العديد من الأشخاص الذين تم الإبلاغ عن فقدانهم قد تم العثور عليهم. ولم يتضح ما إذا كان هناك تداخل في الأرقام التي قدمها الشريف.
هدأت الرياح خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما سمح لبعض الأشخاص بالعودة إلى المناطق التي تم إجلاؤهم منها سابقاً. ومع ذلك، لم يكن لدى العديد منهم فكرة عما إذا كانت منازلهم أو أحياؤهم لا تزال قائمة.
حثت رئيسة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس، كريستين كراولي، الناس على الابتعاد عن الأحياء المحترقة المليئة بخطوط الغاز المكسورة والمباني غير المستقرة.
ولا يزال أقل من 100 ألف شخص في مقاطعة لوس أنجلوس تحت أوامر الإخلاء، وهو نصف العدد مقارنة بالأسبوع الماضي.
الحرائق التي اندلعت يوم الثلاثاء شمال وسط لوس أنجلوس أتت على أكثر من 12 ألف منزل وسيارة وغيرها من المنشآت.
ولم تحدد السلطات سبباً رسمياً لأي من الحرائق. وأقرت شركة Southern California Edison بأن الوكالات تحقق فيما إذا كان معداتها قد تسببت في اندلاع حريق أصغر.
وتقدمت دعوى قضائية يوم الاثنين تزعم أن معدات الشركة تسببت في اشتعال حريق إيتون الكبير. ولم ترد شركة إيديسون على طلب للتعليق، وفي الأسبوع الماضي قالت إنها لم تتلق أي إشارات على أن معداتها أشعلت هذا الحريق.
تشير تقديرات AccuWeather الأولية إلى أن الحرائق قد تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، متجاوزة الـ 250 مليار دولار، بما في ذلك الأضرار التي قد تحدث في الأيام المقبلة. ويقدّر تقرير من شركة CoreLogic لرصد بيانات العقارات أن تكلفة إعادة بناء الممتلكات التجارية والسكنية في المناطق التي تشهد حرائق نشطة قد تصل إلى 14.8 مليار دولار.