لوس انجلوس - وكالات
لايزال رجال الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، غرب الولايات المتحدة، يكافحون من أجل السيطرة على حرائق الغابات التي اندلعت منذ عدة أيام وأدت لغاية اليوم لمقتل 10 أشخاص على الأقل وحولت أحياء بأكملها إلى رماد.
وقال خبراء لشبكة CNN، إن حتى الصنابير التي تعمل بكامل طاقتها لم تكن كافية لمكافحة حرائق بحجم تلك التي اندلعت هذا الأسبوع، خاصة عندما توقفت الموارد الجوية، مثل المروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة عن التحليق بسبب الرياح، في حين قال خبير الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا، غريغ بيرس: "لا أعرف نظام مياه في العالم مجهز لهذا النوع من الأحداث".
ومع ذلك، كان من الممكن أن تساعد الصنابير العاملة بكامل طاقتها في تقليل بعض الأضرار، أو إنقاذ منزل هنا، أو إطفاء الجمر هناك.
ووصف مسؤولو مدينة ومقاطعة لوس أنجلوس الحرائق بأنها حدث "عاصفة متكاملة" حيث منعتهم قوة الإعصار التي تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة من نشر طائرات مهمة كان من الممكن أن تسقط المياه ومثبطات الحرائق على الأحياء التي اجتاحها الجفاف، وكان إجماع الخبراء الذين قابلتهم شبكة CNN هو أن الجمع بين تلك الرياح والظروف الجافة غير الموسمية والحرائق المتعددة التي اندلعت الواحدة تلو الأخرى في نفس المنطقة الجغرافية جعل الدمار واسع النطاق أمرًا لا مفر منه.
ومع ذلك، كان من الممكن أن يتخذ البشر بعض الخطوات لتقليل تأثير غضب الطبيعة الأم، ومن المحتمل أن الإدارة غير المتسقة للنباتات، والبنية التحتية القديمة والمنازل، ونقص التخطيط ساهمت في الحرائق التي احترقت حتى الآن أكثر من 55 ميلاً مربعاً، ودمرت آلاف المباني وخلفت ما لا يقل عن 10 قتلى.
ووعدت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، بإجراء تحقيق كامل. وقالت: "كونوا مطمئنين... سنقوم بالتأكيد بإجراء تقييم للنظر فيما نجح وما لم ينجح، ولتصحيح - أو مساءلة - أي شخص، إدارة، فرد، إلى آخره".
ويتواصل انتشار النيران في مدينة لوس أنجلوس التي غطى الدخان الكثيف سماءها بالكامل، فيما أتت الحرائق على أكثر من 34 ألف فدان ودمرت ما يقرب ما يقرب من 10 آلاف منزل ومبنى.
ولم تنجح فرق الإطفاء بعد في احتواء الحريق الذي يلتهم حي باسيفيك باليسايدس الراقي الواقع بين ماليبو وسانتا مونيكا، شمال غرب لوس أنجلوس، رغم إرسال مروحيات لرش المياه مع تراجع مؤقت في حدة الرياح التي تؤجج النيران.
وبعد فترة هدوء عادت الرياح لتهب ما تسبب بحرائق جديدة.
وقال جهاز مكافحة الحرائق في كاليفورنيا إن النيران التهمت حتى الآن أكثر من 14160 هكتار في لوس أنجليس، مع إجلاء أكثر من 180 ألف شخص.
وأكد مسؤولون محليون أن الحرائق هي واحدة من الأكثر تدميرا في تاريخ لوس أنجلوس.
وقالت كريستين كراولي، رئيسة مكافحة الحرائق في لوس أنجلوس، إنها واحدة من أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ لوس أنجلوس.
وهدأت قليلا الرياح التي بلغت سرعتها أحيانا 160 كيلومترا في الساعة حاملة الجمر في الأجواء على مسافة كيلومترات. لكنها لم تخفت تماما فيما التلال تعاني من جفاف حاد جدا. وقالت السلطات إن الظروف "لا تزال خطرة جدا".
وبعد ظهر الخميس سجلت بؤرة نيران جديدة قرب كالاباساس وحي هيدن هيلز الراقي جدا حيث تقيم نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان.
أما في حي هوليوود، موطن صناعة السينما الذي كان مهددا لفترة من الوقت بسبب ألسنة اللهب، فتمت السيطرة على الحريق في التلال، وفقا للسلطات المحلية، وتم رفع أمر الإخلاء صباح الخميس.
وتأتي حرائق الغابات في أسوأ توقيت بالنسبة للوس أنجلوس مع هبوب رياح ساخنة وهي ظاهرة معروفة في الشتاء في ولاية كاليفورنيا، بسرعة تصل إلى 160 كيلومترا في الساعة.