الاحتفاءُ بالأعمال الفائزة في بينالي الفياب في نسخته الـ 36 للتصوير الضوئي

مزاج الاثنين ٣٠/ديسمبر/٢٠٢٤ ١٠:٤٢ ص
الاحتفاءُ بالأعمال الفائزة في بينالي الفياب في نسخته الـ 36 للتصوير الضوئي

الشبيبة - العمانية 

 احتفت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في الجمعية العُمانية للفنون بالأعمال الفائزة في بينالي الفياب في نسخته الـ 36 للتصوير بالأبيض والأسود وكأس العالم للتصوير الضوئي للجامعات والمؤسسات الأكاديمية، الذي تُختم أعماله مساء اليوم.

ويتجسد هذا الاحتفاء في معرض ضوئي يمثل نتاجًا لتتويج سلطنة عُمان بالميدالية الذهبية عن العمل الفني الرائع "مسير مهيب" بمشاركة 10 أعمال لـ10 مصورين عُمانيين؛ وما حققته جماعة "قمرة" بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، وحصولها على المركز الثاني في كأس العالم للتصوير الضوئي للجامعات والمؤسسات الأكاديمية، بمشاركة 88 فريقًا دوليًّا، كما حصل العديد من المصورين والمصورات على عدد من الجوائز الفردية في المسابقة.

وحول ماهية الحضور الضوئي العُماني عالميًّا، يقول أحمد بن سالم البوسعيدي، الممثل الرسمي لسلطنة عُمان في الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي (الفياب) إن الإنجازات المتتالية لفن التصوير الضوئي العُماني في مختلف المحافل الدولية التي يقيمها "الفياب"، تعود إلى تاريخ انضمام سلطنة عُمان إلى الاتحاد في عام 1993 ولغاية اليوم، وهذا دليل واضح على المستوى الراقي للمصور العُماني لنقل ما تزخر به سلطنة عُمان من تاريخ وحضارة وفن وإبداع ومهارة.

ويضيف أن خاتمة هذه الإنجازات لعام 2024 هو ما أظهرته اللحظات الحاسمة لعلاقة الإنسان العُماني بالإبل في "الثيمة" المهيبة التي تم اختيارها لتمثيل سلطنة عُمان في هذا البينالي الذي أُسست بداياته في العام 1950، وخُصّص للصورة الأصيلة المطبوعة بالأسود والأبيض، فقد اخترنا هذه الصور النادرة لعشرة مصورين عُمانيين لتنافس مصوّري العالم في هذا التسابق الدولي المهمّ، تتويجًا لمسيرة الإنجازات العُمانية في الاتحاد الدولي، فالصورة العُمانية غنية بطابعها المختلف، مليئة بروح الإنسان العُماني وبيئة عُمان الجذابة لاستقطاب مصوّري العالم باعتبارها وجهة للمصورين العالميين.

ويشير إلى أنّ إنجاز الشّباب في مؤسسات التعليم العالي بأعمالهم المتفرّدة تسهم في وضع بصمة عُمانية في كأس العالم للتصوير للجامعات والمؤسسات الأكاديمية الذي أقيم في دورته الأولى، فقد كان للصورة العُمانية تألّقٌ مبهجٌ يعكس جمال سلطنة عمُان من خلال الضوء والعدسة.

وعن فريق "قُمرة" يقول علي بن حمد الغافري إنّ فوز فريق قمرة بالمركز الثاني في كأس العالم للتصوير للجامعات والكليات هو إنجاز استثنائي يعكس الإبداع والتميز الذي يتمتع الطلبة في سلطنة عُمان في مجال التصوير، هذا الإنجاز أتى في ظل منافسة قوية مع جامعات عالمية متخصّصة في التصوير، وهو ما يبرز إبداع طلبة الجامعة الذين نجحوا في تحقيق هذا الإنجاز، ولا ننسى أن نشيد بالجهود المميزة لكل من ريماز الشكيلية، وماثر الغطريفية، وسرى الغطريفية، وعلياء الجابرية في هذا السياق ودعم الجامعة للأنشطة اللّاصفية وتطوير مهارات الطلاب في مختلف المجالات، يجعلهم مستعدّين للمنافسة في الفعاليات الدولية الفنية والإبداعية، وهذا الإنجاز هو خير دليل على ذلك.

وحول هذا الحضور الفنّي يقول المصوّر الضوئي حاتم بن ضحي الراشدي وهو مصوّر متخصّص في مجال البورتريه وحياة الناس إن صورتي المشاركة في المسابقة بعنوان "نهوض الجمل" تُوّجت بالميدالية البرونزية حيث قمت بالتقاطها في ميدان عرضة الإبل بجعلان بني بوعلي بكاميرا احترافية استخدمت العدسة الواسعة للحصول على المشهد بشكل فنيّ متكامل مع استخدام تقنية التصوير السريع لاقتناص اللحظة الرائعة، ويتطلب هذا النوع من التصوير جهدًا كبيرًا حيث تقام هذه الرياضات في الصباح الباكر، فمن خلال هذه الصورة استطعت المشاركة في المسابقة العالمية، وسبق أن مثلت سلطنة عُمان في المحافل الدولية بعد مشاركة في بينالي الفياب الثامن والعشرين للصور الملونة عام 2019م الذي أقيم في اسبانيا وتحقيق الميدالية الفضية.

كما يشير سالم بن سلطان الحجري وهو من الفائزين في المسابقة والمشاركين في أعمال المعرض الضوئي إلى أن رؤية الصورة التي حققت فوزا مهما بالنسبة لي ظهرت في تشكيل ملحمة الصحراء في ولاية بدية، حين تنساب الرمال مع إيقاع أقدام الإبل، وتتراءى مشاهد تخطف الأنفاس، فركض "عرضة الإبل"، هذا الحدث التراثي الذي يختزل قوة الصحراء وهيمنتها، يمثل لوحة حيّة ترسمها السرعة، الغبار، والأصوات الصادحة.

ويضيف أن الصورة بـ "أبيضها وأسودها" تظهر وكأنها وثيقة من الماضي تعكس الأصالة العُمانية، حيث يتحد الإنسان مع الإبل في مشهد ملحمي، والصبية بملابسهم التقليدية، ممسكين بأعنة الإبل بحزم وثقة، يعبّرون عن مهارة موروثة جيلا بعد جيل، وكأنهم يروون قصة الشجاعة والاعتزاز بالهُوية، في بيان روح الصورة، ونرى في الخلفية الغبار المتناثر، وكأنه يعبّر عن حوارٍ بين الصحراء والرياح، كاشفًا عن جوهر هذه الأرض العريقة، إنه ليس مجرد سباق؛ بل إحياء لذاكرة الأجداد واحتفاءٌ بروح التحدي والانسجام مع الطبيعة.

/العُمانية/ النشرة الثقافية