صادق بن محمد بن سعيد اللواتي يكتب: وقف إطلاق النار

رغم أنني لا أعرف شيئاً على وجه الدقة عن الاتفاق بين حزب الله وحركة أمل والحكومة اللبنانية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، حول اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ صباح أمس 2024:11:27، إلا أن كل معلوماتي هي ما نسمعه من تحليلات في وسائل الإعلام، ولا يمكن اعتباره أمراً واقعاً.

وربما كان في الاتفاق بنود معلنة وأخرى سرية، وهكذا هي أغلب الاتفاقات بين الدول، وخاصة تلك المتعلقة بالحرب.

ولكن رغم كل هذا، أود أن أشرح عن نقطتين في هذا الصدد رداً على طلب بعض الزملاء لمعرفة رأيي في الاتفاق. هناك أمران، الأول هو حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، ومشاركة حزب الله في حرب 8 أكتوبر 2023 على الجبهة الجنوبية اللبنانية، دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.

كتبت مقالا بتاريخ 14/10/2023 بخصوص حرب غزة أوضحت فيه أن هجوم حماس على المواقع الإسرائيلية في المستوطنات على حدود غزة-إسرائيل كان من تدبير إسرائيل وعرضت عدة أدلة تثبت وجهة نظري، وقلت إن لإسرائيل ثلاثة أهداف من حرب غزة، وهي بذلك تنفذ مؤامرة أميركية عربية إسرائيلية فقط، والأهداف هي:

1) القضاء على كل حركات المقاومة الفلسطينية.

2) القضاء على حزب الله.

3) إدخال إيران في الحرب مع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.

ولكن مع قوة المقاومة الفلسطينية لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها من حرب غزة رغم مرور أكثر من أربعمائة يوم على بدء الحرب. فهل بهذا الاتفاق تنازل حزب الله عن شرطه المعلن وهو وقف الحرب في غزة أولا؟ وترك غزة وحدها لمقاومة إسرائيل ومجازرها وتدمير بنيتها التحتية؟ أنا شخصيا لا أعتقد أن حزب الله سيفعل ذلك، ولا شك لدي أن هناك بندا في الاتفاق يتعلق بوقف الحرب على غزة.

لقد أعدت إسرائيل لحزب الله أن يشارك في الحرب حتى لو لم يتطوع الحزب لدعم غزة، وهذا ما أعلنه سماحة الشيخ نعيم قاسم مؤخراً. وكان لإسرائيل ثلاثة أهداف في حرب لبنان: أولاً: القضاء على حزب الله. ثانياً: نزع سلاح حزب الله.

ثالثاً: إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان تمتد 15 كيلومتراً داخل لبنان، والمعروفة بالحزام الأمني.

فهل استطاعت إسرائيل تحقيق شروطها؟ بالطبع لا. لذا أستطيع أن أقول بفخر أن حزب الله هزم إسرائيل وانتصر عليها، والأيام القادمة ستكشف حقيقة هذا الأمر. أما عن جر إيران إلى الحرب مع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي بقيادة أميركا، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها.