مسقط - الشبيبة
• 191 سداً في مختلف ولايات السلطنة حتى يونيو 2024 بسعة تخزينية تبلغ 357.7 مليون متر مكعب.
• سدود جديدة قيد التنفيذ في محافظة مسقط، من أبرزها: سد الحماية بوادي عدي (G2)، سد الحماية على وادي الخوض، سد مجلاص في ولاية قريات، وسدّي الأنصب 2 و3 في وادي الأنصب بولاية بوشر.
• تمثل السدود جزءًا من استراتيجية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على الموارد المائية وضمان توازن بيئي مستدام.
• تنقسم السدود لثلاثة أنواع رئيسة هي: سدود التغذية الجوفية، سدود التخزين السطحي، وسدود الحماية من مخاطر الفيضانات
تُعد السدود ركيزة أساسية في إدارة الموارد المائية بسلطنة عمان، حيث تسهم في تعزيز استدامة المياه ودعم الأنشطة الزراعية والبيئية من خلال تغذية المياه الجوفية ورفع منسوب الأفلاج والآبار، إضافة إلى تخزين المياه الفائضة أثناء الفيضانات لاستخدامها لاحقًا في ري الأراضي الزراعية وتحقيق التوازن البيئي.
وتشرف وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على 191 سدًا حتى منتصف 2024، بسعة تخزينية تبلغ 357.7 مليون متر مكعب، فيما احتجزت أكثر من 3 مليارات متر مكعب من مياه الفيضانات، مما يعكس دورها الاستراتيجي في الاستدامة.
وفي محافظة مسقط، تسهم السدود في تقليل مخاطر الفيضانات الناتجة عن الأودية الموسمية وحماية البنية التحتية، فضلًا عن دورها في تخزين المياه لمواجهة الجفاف وتعزيز تغذية المياه الجوفية، ضمن استراتيجية متكاملة للحفاظ على الموارد الطبيعية والتوازن البيئي. ويوجد ثلاثة أنواع رئيسة من السدود هي: سدود التغذية الجوفية، سدود التخزين السطحي، وسدود الحماية من مخاطر الفيضانات.
• سدود التغذية الجوفية
تعمل سدود التغذية الجوفية على تعزيز المخزون المائي في الطبقات الجوفية من خلال استغلال مياه فيضانات الأودية، والتي قد تضيع عادةً نحو البحر أو الصحراء. يتم تخزين هذه المياه مؤقتًا في طبقات الأرض السفلى لاستخدامها لاحقًا في مختلف الأغراض. وتُبنى سدود التغذية الجوفية على مجاري الأودية الغرينية، بحيث تُحتجز المياه في بحيرات السدود لمدة تصل إلى أربعة عشر يومًا كحد أقصى، لتقليل فقدانها بالتبخر والحد من المخاطر الصحية. بعد ذلك، تُطلق المياه ببطء لتتسرب إلى الطبقات الرسوبية السميكة تحت السد، مما يسهل استخراجها عند الحاجة.
في محافظة مسقط، يوجد ثلاثة سدود من هذا النوع، هي: سد وادي الخوض بولاية السيب، وسد السرين العلوي والسفلي بولاية العامرات، وتصل السعة التخزينية الإجمالية لهذه السدود إلى 1339 مليون متر مكعب.
• سدود التخزين السطحي
تهدف هذه السدود إلى توفير موارد مائية مستدامة ودعم تنميتها لسكان القرى والمجتمعات الموجودة في المناطق الجبلية، وخاصة على ضفاف الأودية وسفوح الجبال، حيث تندر المصادر التقليدية للمياه. كما تستفيد من هذه السدود المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بالسيارات، مما يسهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين ويشجعهم على الاستقرار في مناطقهم. ومن أمثلة هذه السدود في محافظة مسقط سد وادي ضيقة وسد عمق الرباخ، وتبلغ سعتهما التخزينية التقديرية حوالي 100,004,000 متر مكعب.
• سدود الحماية من مخاطر الفيضانات
يهدف هذا النوع من السدود إلى حماية المناطق من أخطار الفيضانات ومنع تسرب مياه البحر إلى الأراضي الزراعية، وهي مشكلة تحدث غالبًا أثناء فترات المد وقد تؤدي إلى تدهور التربة. تساهم هذه السدود أيضًا في تقليل تركيز الأملاح في التربة عبر جمع مياه الفيضانات وتصريفها إلى البحر عبر قنوات مخصصة، مما يحافظ على جودة التربة ويدعم الزراعة. إضافة إلى ذلك، تساعد السدود في تغذية طبقات المياه الجوفية وتعزيز المخزون المائي في المنطقة.
تشمل هذه السدود سد الحماية من مخاطر الفيضانات بمرتفعات العامرات (بـ 15)، وسد الحماية من مخاطر الفيضانات في منطقة الجفنين (JIF07)، وسد الحماية في منطقة الجفينة بولاية العامرات في محافظة مسقط (بـ 6).
كما تعمل الوزارة حاليًا على بناء سد الحماية من الفيضانات على الخانق الجبلي بوادي عدي (G2) بولاية العامرات، والذي بدأ إنشاؤه في 17 فبراير، ويُتوقع الانتهاء منه في 16 أغسطس 2026. كذلك، يتم إعداد مستندات مناقصة التنفيذ لسد الحماية على وادي الخوض بولاية السيب، بينما ما زال سد مجلاص بولاية قريات في مرحلة مراجعة التصاميم والإشراف الاستشاري. أما سدّي الأنصب 2 و3 في وادي الأنصب بولاية بوشر، فهما حاليًا في مرحلة طرح مناقصة التنفيذ.
• سد وادي ضيقة بولاية قريات
يُعد سد وادي ضيقة، الذي أنشئ في عام 2009، من أكبر السدود في سلطنة عُمان بسعة تخزينية تبلغ 100 مليون م³. يتكون المشروع من السد الرئيسي بطول 410 م وارتفاع 75.43 م، والذي يقع أعلى قرية المزارع، والسد الجانبي بطول 360 م وارتفاع 49.16 م، واللذين يساهمان في حجز مياه الأودية الفيضانية ومنع تدفقها.
يحتوي السد على مفيض مركزي لتصريف مياه الفيضانات، حوض تهدئة لحماية الوادي من الانجراف، وبرج مأخذ مياه مزود بـ11 أنبوبًا للتحكم في تصريف المياه. كما تشمل مرافقه غرفًا للتحكم والمراقبة، ونظام سكادا لمتابعة العمليات، ونفقًا مخصصًا للمراقبة والتصريف، بالإضافة إلى آبار وأجهزة لرصد الحركة والزلازل. تغطي بحيرة التخزين عند امتلائها مساحة 350 هكتارًا، وتمتد لمسافة 6 كم، مع محيط يبلغ 28 كم.
أصبح السد وجهة سياحية بارزة بفضل تصميمه وموقعه الجغرافي. تحيط به مناظر طبيعية خلابة من الجبال والوادي، وتتوفر مرافق للزوار مثل مواقف السيارات وأماكن الجلوس والخدمات، مما يجعله وجهة مميزة لمحبي الطبيعة والسياحة البيئية.
• سد وادي الخوض بولاية السيب
أُنشئ سد وادي الخوض للتغذية الجوفية بولاية السيب عام 1985 بهدف تخزين مياه الأمطار والحد من السيول. يتميز السد بسعة تخزينية تبلغ 11.6 مليون م³، وطول إجمالي يصل إلى 5100 م، وارتفاع 11م. ويؤدي دورًا مهمًا في حماية المناطق السكنية المحيطة من الفيضانات، فضلًا عن مساهمته في تغذية المياه الجوفية بالمنطقة.
تم بناء السد باستخدام الأتربة المدكوكة، مع قاطع من الخرسانة اللدنة لضمان كفاءة العزل، ومفيض من الجابيونات بطول 3000 م لتصريف المياه الفائضة. كما زُوّد السد بمجموعة من أجهزة المراقبة، بما في ذلك أجهزة لقياس مناسيب المياه الجوفية، ومستويات المياه في البحيرة، ومحطة لرصد الأمطار، ما يضمن إدارة فعّالة ومتابعة دقيقة للموارد المائية.
• سد السرين السفلي والعلوي بولاية العامرات
تُعد سدود السرين السفلي والعلوي بولاية العامرات جزءًا من منظومة السدود الحيوية التي تهدف إلى إدارة الموارد المائية وحمايتها من الفيضانات. يسهم السدان، المصممان بتقنيات متطورة، في حفظ المياه وحماية المناطق السكنية وتعزيز الأمن المائي في المنطقة. تبلغ سعة سد السرين السفلي 1.07 مليون م³، مع طول قدره 249.75 م وارتفاع يصل إلى 19.5 م، بينما يتضمن مفيضًا خرسانيًا وجابيونات بطول 192 م. أما سد السرين العلوي فيمتلك سعة تخزينية 0.72 مليون م³، وطولًا يصل إلى 105.25 م وارتفاعًا أقصى 18 م، ويشمل مفيضًا خرسانيًا بطول 65 م، مما يعزز قدرة السدين على حماية المنطقة من الفيضانات وتخزين المياه لاستخدامها عند الحاجة.
• سد الحماية من مخاطر الفيضانات بمرتفعات العامرات
يعد هذا السد مشروعًا استراتيجيًا في ولاية العامرات يهدف إلى حماية المناطق السكنية والبنية التحتية من الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة والأودية. ويسهم في استيعاب المياه وتوجيه التدفقات الزائدة إلى مسارات آمنة، مما يقلل من الأضرار ويعزز تغذية المياه الجوفية. كما يساعد في غسل الأملاح العالقة بالتربة عبر تصريف المياه إلى البحر، ويغذي الحوض الجوفي بالمنطقة.
وتبلغ السعة التخزينية الإجمالية للسد (22) مليون م3 في عام 2012م، ويعتبر هذا السد جزءًا من منظومة الحماية المقترحة على وادي عدي، والتي تهدف إلى حماية المناطق المأهولة بالسكان في الأحباس العليا من المستجمع المائي، بالإضافة إلى حماية منطقة القرم التجارية من مخاطر الفيضانات. حيث يبلغ طول السد حوالي (2726م) ويصل أقصى ارتفاع له (23م)، ويبلغ طول المفيض (489م).
• سد عمق الرباخ للتخزين السطحي في ولاية قريات
يُعد سد عمق الرباخ من السدود المخصصة لتخزين المياه السطحية، ويهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز الأمن المائي في المنطقة. يتميز هذا السد بقدرته على جمع وتخزين كميات كبيرة من مياه الأمطار المتدفقة عبر الأودية المحيطة، مما يوفر مصدرًا إضافيًا للمياه يمكن الاستفادة منه خلال فترات الجفاف، ويساهم في تخفيف الضغط على الموارد المائية الجوفية.
ويعد تصميم سد عمق الرباخ نموذجًا للتقنيات الحديثة المستخدمة في تخزين المياه السطحية، إذ يتميز ببنية قوية وقدرة استيعابية كبيرة، ما يجعله ملائمًا لمواجهة التدفقات الكبيرة خلال موسم الأمطار. وقد أقيم سد عمق الرباخ للتخزين السطحي بولاية قريات في عام 2014م، بسعة تخزينية تقدر بحوالي (4000) م3، وبطول يصل إلى (18م)، وارتفاع (7م).
• سد وادي عدي
يعد سد وادي عدي أحد السدود المهمة بالقرب من العاصمة مسقط. حيث جاء إنشاؤه بهذا الموقع المهم لاعتراض مياه الأمطار والفيضانات القادمة من الأودية الجنوبية الستة بولاية العامرات المتدفقة من الأحباس العلوية إلى منطقة القرم، وهو ثالث سدود منظومة الحماية التي تضم ستة سدود أخرى من شأنها حماية منطقة القرم التجارية والتوسع العمراني بولاية العامرات من أمطار الأنواء المناخية.
وبدأت وزارة الثروة الزراعيَّة والسمكيَّة وموارد المياه في تنفيذِ مشروعِ سدِّ وادي عدي للحمايةِ من مخاطر الفيضانات، ويقع بمجرى وادي عدي بولايةِ مطرح بمحافظة مسقط. وتبلغ السعة التخزينية للسد تبلغ 23 مليون متر مكعب، ويتضمَّن المشروع معالجة أساسات السَّد بعُمقٍ يصل في بعض الأجزاء لـ(50) مترًا تحت سطح الأرض، وإنشاء سَدٍّ ركامي من الأحجار والأتربة المدكوكة بطولِ (220) مترًا وارتفاع (39) مترًا. وتقدَّر تكلفة إنشائه بـ(38) مليون ريال عُماني، ومن المتوقع أن يستغرق العمل عليه 30 شهرًا على أن ينتهي العمل نهاية عام 2026م.
• مشاريع قيد التنفيذ
تعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتنسيق مع بلدية مسقط، على طرح عدة مناقصات لمشاريع الحماية من الفيضانات في ولاية مطرح، والتي تشمل إنشاء أربعة سدود وقنوات لتصريف المياه، مع تحديد مدة 12 شهرًا للتصميم و18 شهرًا للإشراف. حاليًا، يتم إعداد التقرير الاستهلالي الذي يتضمن سيناريوهات مقترحة لإنشاء السدود وقنوات التصريف. كما تُحدَّث التصاميم الخاصة بقنوات التصريف أسفل سد الجفنين وسد وادي الخوض بولاية السيب، في حين بدأ العمل على مشروع خرائط الفيضانات لتحديد المناطق ذات المخاطر العالية والمتوسطة والمنخفضة. بالإضافة إلى ذلك، تشمل مشاريع الصيانة سدود وادي ضيقة في قريات، ووادي الخوض للتغذية الجوفية في السيب، وسد السرين العلوي 1 و2 بولاية العامرات، إلى جانب صيانة سد الحماية من مخاطر الفيضانات في العامرات.