الثامن عشر من نوفمبر من كل عام يوافق العيد الوطني العُماني يحتفل به الشعب العُماني بكل بفخر واعتزاز، حيث يستذكر فيها المسيرة التنموية والنهضة الحديثة التي أسسها السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- وتستكملها قيادة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله-. يحتفل العمانيون بالعيد الوطني، وهو ذكرى تحمل معها مشاعر الانتماء للوطن والاعتزاز بما حققته سلطنة عمان من إنجازات تاريخية وتحولات نوعية خلال العقود الماضية.
يعود تاريخ النهضة العمانية الحديثة إلى عام 1970، عندما أطلق السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- مسيرة البناء والتطوير، متخذاً رؤية طموحة تقوم على تحقيق التنمية الشاملة والارتقاء بمستوى حياة المواطن العماني. كانت هذه البداية نقطة تحول كبرى في تاريخ السلطنة، حيث شهدت البلاد تطوراً في مختلف المجالات، سواءً في التعليم أو الصحة أو الاقتصاد والبنية التحتية. وسرعان ما أصبحت سلطنة عمان مثالاً يُحتذى به في مجال التنمية المستدامة والحداثة، مع حفاظها على هويتها الوطنية وثقافتها العريقة.
يأتي العيد الوطني ليذكر الجميع بالإنجازات التي تحققت في ظل القيادة الرشيدة، وما بذلته السلطنة لتحقيق التنمية والرخاء لشعبها. فتحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، تسير عمان بخطى واثقة نحو المستقبل، حيث استمرت السلطنة في تنفيذ خطط التنمية الشاملة عبر رؤية “عُمان 2040”، التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وجعل السلطنة مركزاً إقليمياً وعالمياً في عدة قطاعات.
وقد حققت السلطنة بسبب رؤيتها الوطنية الصادقة تقدما ملموسا في توطين الوظائف ، وتنمية الاعتماد على العنصر الوطني ، نجحت في تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية.
وتعتبر رؤية عمان 2040 جزءاً من استراتيجيات السلطنة التي تهدف إلى تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام، وبيئة استثمارية محفزة وجاذبة للمستثمرين، بجانب دعم الابتكار وريادة الأعمال.
يتميز الاحتفاء بالعيد الوطني العماني بمجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تعكس وحدة وتماسك الشعب العماني، فتُقام الاحتفالات الرسمية والشعبية، وتكتسي المدن والقرى بالأعلام والأنوار، فيما يعبر العمانيون عن فخرهم وولائهم للوطن من خلال تنظيم المسيرات والعروض التقليدية التي تستعرض التراث العماني الغني بالألوان والأزياء والفنون التقليدية. وتتزين المنازل والشوارع بالأعلام، وتقام المسيرات والعروض العسكرية التي تعبر عن القوة والانتماء والتلاحم بين القيادة والشعب.
كما يشمل العيد الوطني تكريم الشخصيات الوطنية التي أسهمت في مسيرة بناء السلطنة، تقديرًا لجهودهم وعطائهم. ويعتبر هذا العيد الوطني فرصة مهمة لغرس قيم الوطنية والانتماء في نفوس الشباب والأجيال القادمة، مما يعزز لديهم الروح الوطنية والحرص على متابعة مسيرة البناء والتنمية التي بدأها الآباء والأجداد.
ويُعد تاريخ عمان العريق منذ يوم 18 نوفمبر عام 1744م وهو تاريخ تأسيس الدولة البوسعيدية، وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، حيث كانت السلطنة شاهدة على محطات مهمة في التاريخ العربي والإسلامي. ويمتد هذا التاريخ ليشمل علاقات عمان الودية والمتوازنة مع مختلف الدول، حيث تبنت السلطنة سياسة خارجية حكيمة تقوم على مبادئ السلام والحوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، مما جعلها تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع.
تشهد العلاقات بين سلطنة عمان ومملكة البحرين تميزًا واستقرارًا على مدى عقود، حيث تربط البلدين قيادة وشعبًا روابط تاريخية متينة وأخوية. فقد أرسى قادة البلدين دعائم علاقة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، مما انعكس إيجابيًا على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ويعمل البلدان جنبًا إلى جنب لتعزيز التعاون الخليجي المشترك، ودعم الاستقرار والسلام في المنطقة. وعلى الصعيد الاقتصادي، يشهد البلدان تبادلًا تجاريًا واستثماريًا متزايدًا، في حين تشجع قيادتا البلدين الجهود المشتركة في مجالات التعليم والثقافة والسياحة، مما يعزز التقارب بين الشعبين.
تجسد العلاقة بين سلطنة عمان ومملكة البحرين نموذجًا للتعاون الثنائي المثمر بين الدول العربية، وتسعى القيادتان إلى تعزيزها بشكل مستمر، بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في دعم الاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة الخليج.
إن العيد الوطني العماني ليس مجرد احتفال، بل هو تجديد للعهد والولاء للوطن وللقيادة الحكيمة، وفرصة لتجديد العزيمة على تحقيق المزيد من التقدم والنماء. ومن خلال استلهام هذه القيم، يسعى الشعب العماني إلى بناء مستقبل مشرق يتماشى مع الطموحات الكبيرة لرؤية “عمان 2040”.
وختامًا، يظل العيد الوطني العماني رمزًا للفخر والاعتزاز بإنجازات الوطن، ودعوة للجميع للعمل من أجل رفعة السلطنة وازدهارها.
ويطيب لي بهذه المناسبة العزيزة تهنئة القيادة الرشيدة في سلطنة عمان ، كما وارفع التهنية لكافة اصدقائي واخواني العمانين في البحرين وفي السلطنة وفي دول الخليج ، وكل عام والسلطنة قيادة وشعبا في تطور وازدهار.