نيويورك - العُمانية
يعد الالتهاب الرئوي شكلا من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين لدى الإنسان، وهو مرض يأتي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وتشير إحصاءات منظمة الأمم المتحدة إلى أن مرض الالتهاب الرئوي أودى بحياة / 740180 / طفلا دون سن الخامسة في عام 2019، ممّا يمثّل 14% من مجموع الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة، و22٪ من جميع وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم سنة إلى 5 سنوات، حيث سجلت أعلى نسبة من الوفيات في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ويعاني الأطفال المصابون من عدة أعراض أبرزها السعال وصعوبة التنفس والحمى. وينتشر داء الالتهاب الرئوي من خلال الجزيئات المحمولة في الهواء (كما هو الحال عند السعال أو العطاس) وقد ينتشر من خلال السوائل كالدم عند الولادة أو من خلال الأسطح الملوثة.
ويُعزى سبب ما يقارب من نصف وفيات الالتهاب الرئوي إلى تلوث الهواء. فتلوث الهواء الخارجي يعد خطراً على الأطفال وخاصة في ظل التوسّع الحضري المتزايد في الدول ذات العبء الأكبر للالتهاب الرئوي. أما تلوث الهواء الداخلي — بسبب الوقود غير النظيف المستخدم للطهو والتدفئة فيشكل خطراً أكبر على المستوى العالمي.
وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى وضع خطة عمل عالمية متكاملة خاصة بالوقاية من الالتهاب الرئوي والإسهال ومكافحتهما المشتركة بين منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف من خلال تسريع مكافحة الالتهاب الرئوي بتوليفة من التدخلات الرامية إلى حماية الأطفال ووقايتهم من الالتهاب الرئوي وعلاج المصابين منهم بهذا المرض.
وتتضمن تلك التدخلات، حماية الأطفال من الالتهاب الرئوي باتخاذ إجراءات تشمل تعزيز الرضاعة الطبيعية الخالصة والتغذية التكميلية الكافية؛ والوقاية من المرض بالتطعيم؛ وغسل اليدين بالماء والصابون، والحد من تلوث الهواء داخل المنزل، والوقاية من فيروس العوز المناعي البشري، واستخدام الكوتريموكسازول لوقاية الأطفال المصابين بفيروس العوز المناعة البشري والمعرضين للمخاطر، والتركيز على حصول جميع الأطفال المرضى على الرعاية المناسبة.
ووضعت بلدان عديدة، منها بنجلاديش والهند وكينيا وأوغندا وزامبيا، خططاً خاصة بالمناطق والولايات وخططاً وطنية لتكثيف الإجراءات المتعلقة بمكافحة الالتهاب الرئوي والإسهال.
وقامت بلدان كثيرة أخرى بإدراج إجراءات محدّدة بشأن مكافحة الإسهال والالتهاب الرئوي في استراتيجياتها الوطنية المعنية بصحة الأطفال وإبقائهم على قيد الحياة.
يُذكر أن التشخيص والعلاج الفعّالين للالتهاب الرئوي أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص بقاء الطفل على قيد الحياة. ويعدّ وضع حدّ للوفيات الناجمة عن الإسهال والالتهاب الرئوي التي يمكن تلافيها أولوية ملحة لتحقيق غايات الهدف 3-2-1 من أهداف التنمية المستدامة (خفض وفيات الأطفال).