فاس - الشبيبة
أطلق الفنان والموسيقار العالمي سامي يوسف أحدث إصداراته الموسيقية والتي عود فيها جمهوره الكبير على التحليق في سماوات الجمال والجلال الموسيقي الممتع.
وهذه المرة أطل على جمهوره بمقطوعة "في الأندلس - En al-Ándalus" والتي استوحاها من الموشح الأندلسي المشهور والمحبوب الذي مطلعه "جادك الغيث إذا الغيث همى" للشاعر والفيلسوف الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب هاته القطعة التي تعد تجربة فنية مغايرة بكل المقاييس على ماتعود عليه الجمهور المتابع لفن سامي يوسف.
مستخدما السلم الموسيقي الغربي ،وجيتار الفلامينكو إضافة إلى الموثرات السلتية الدقيقة،أعاد يوسف إحياء الموشح بجدوره الأوربية، إذ يعود أصله الى الأندلس (المنطقة الجنوبية من إسبانيا).
وفي تمازج متقن بين الموسيقى والكلمات العاطفية التي تعبر عن الحب العميق بذكريات الماضي العريق والسعيد في الأندلس، والمتعة بين الأحبة وجمال الطبيعة، يسافر بنا الفنان سامي يوسف بإبداعه المتفرد مرورا إلى تحول درامي متمثلا في الكلمات الإسبانية المستنبطة من نص "ليلة الروح المظلمة" للقديس خوان دي لاكروز والتي جسدها باقتدار الفنان الإسباني إسرايل مورو، إلى جانب الصوت الدافئ للفنانة المتألقة نبيلة معن التي أعطت للقطعة رونقا خاصا.
لتتعاقب بعد ذلك ارتجالات العود والجيتار الفرنسي الكلاسيكي الذي فسح المجال أمام جيتار الفلامينكو وإيقاعات"البالمس"(التصفيق الإيقاعي التقليدي للفلامينكو). ليُطل علينا الفنان إسماعيل بوجيا بموال عربي هائل يمتزج مع الإيقاع العاطفي للموشح مختوما بالتجاوب بين الأصوات لتكتمل بذلك الدائرة.
و"في الأندلس" ليست مجرد قطعة موسيقية؛ إنها تحمل رسالة قوية. تذكرنا بزمانٍ عشنا فيه معًا في سلام. ورغم أن ذلك الزمن قد أصبح في الماضي، فإنه ليس مفقودًا منا، وهناك أمل في المستقبل بأنه على الرغم من الظلام الذي يكتنف عالمنا اليوم، يمكننا أن نعيش معًا في تناغم مرة أخرى. هذه الأغنية هي تكريم لتلك الحقبة الذهبية من السلام، ومنارة للأمل تفيد بأنه يومًا ما، سيعود السلام. في وقتٍ تمر فيه البشرية بأعظم المحن في تاريخها، تُعد "في الأندلس" نداءً مخلصًا للوحدة والتفاهم، حاملةً معها وعدًا بغدٍ أفضل.
وتم تسجيل العمل مباشرة في مهرجان فاس للموسيقى العالمية ٢٠٢٤ من ألبوم “Alma"
بمشاركة آلات موسيقية تقليدية من موسيقيين من ثلاث قارات
الفنانون المشاركون:
سامي يوسف
نبيلة معن
إسرايل مورو
إسماعيل بوجيا