مسقط - ش
الدواء عبارة عن مركب كيميائي يتكون من مادة أو أكثر يستخدم لتشخيص وعلاج المرض وكذلك الوقاية منه ، ويتم الحصول عليه من مصادر طبيعية كالنباتات أو الحيوانات أو المعادن ، أو من مصادر مصنعة إما عن عن طريق تفاعلات كيميائية بين مادتين أو أكثر أو عن طريق خلط مادة حيوية مع مادة كيميائية ، وتلعب الأدوية دوراً رئيسياً في الرعاية الصحية، فمن المهم أن يتم وصفها وصرفها واستخدامها بصورة صحيحة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة، زيادة مستمرة في المنتجات الدوائية وتوفرها في السوق المحلية والعالمية وزيادة استهلاكها والإنفاق عليها حيث تصرف مبالغ كبيرة في شراء الأدوية ، فكلما تقدمت المجتمعات حضارياً وثقافياً وعلمياً واقتصادياً كلما زاد استهلاك الأدوية بشكل عام وخصوصاً الأدوية التي تصرف بدون وصفه طبية. فالكثير من الناس يعتقدون بأنهم في حاجه لدواء ليكونوا أصحاء أو لاستعادة صحتهم وان كل الأمراض تتطلب دواء ولا يمكن شفاء المرض دونه.
والدواء كسلعة لا يمكن التعامل معه كباقي السلع، فهو يخضع لضوابط عديدة في التصنيع والاختيار ويتم توفيره على أسس وشروط صارمة ومن مصادر مجازة وخاضعة للرقابة والتفتيش، ويتم التعامل معه بحرص شديد حيث أنه لا يوصف ولا يصرف إلا من قبل المختص المخول بذلك ومن خلال مؤسسات صحية مصرح لها بذلك و أيضاً خاضعة للرقابة و التفتيش كما أنه لا يروج له مثل بقية السلع التجارية حيث تحكم ذلك وتنظمه قواعد و قوانين محلية ودولية ويتطلب استخدامه بحكمة من قبل المريض وذلك من خلال الالتزام بتعليمات وإرشادات وتحذيرات واصف الدواء وصارفه.
إن الدواء نافع ومفيد ومنقذ للحياة إذا أحسن استخدامه فالاستخدام غير الرشيد للدواء قد ينتج عنه عدم الاستفادة من الدواء في الوقاية أو العلاج بل وأنه قد يعرض حياة الإنسان للخطر وقد يؤدي إلى الوفاة بالإضافة إلى ما يكلفه من مصروفات غير ضرورية على الفرد والمجتمع إذا استعمل بدون وصفة طبية أو أخذ بجرعات غير التي حددها الصحي المهني المختص أو أوقف استعمال الدواء دون استشارة طبية أو إستعمل في غير المواعيد و الفترة المحددة أو أخذ معه أدوية أخرى أو أعشاب طبية دون علم الطبيب أو الصيدلي أو حفظ بطريقة خاطئة أو استخدم بعد انتهاء فترة صلاحية أو ترك في متناول أيدي الأطفال
زيارة أكثر من مرفق صحي
يقوم بعض المرضى بزيارة عدة مرافق صحية في نفس الوقت أو المعالجة عند أكثر من طبيب لعلاج نفس المرض ، وقد يكون ذلك ناتجا عن رغبة المريض في الشفاء السريع أو لعدم تحقيق طلباته أو توقعاته ويؤدي ذلك زيادة عدد الأدوية الموصوفة أو المصروفة. ويتسبب ذلك في أخطار صحية تتمثل في زيادة التأثيرات الجانبية و السمية و التفاعلات الدوائية كما أن زيارة مرفق صحي آخر غير المرفق الذي عادة ما يقوم المريض بزيارته والذي لا يوجد به التاريخ المرضي والدوائي الكامل للمريض لا يتيح للطبيب المعالج التشخيص المناسب للحالة وبالتالي اعطاء العلاج المطلوب .
المتابعة الجيدة
وقد يعود سبب عدم تحسن المريض أو شفائه إلى بطء الاستجابة للدواء أو عدم ملازمة المريض لأخذ الدواء، كما في حالة توقف المريض عن استخدام العلاج أو عدم الانتظام بالعلاج أو عدم التقيد بالجرعات .
وقد يحتاج الدواء الى وقت كاف ليعطي نتائجه حيث إن الأدوية بصورة عامه لا تعطي نتائجها بصورة فورية أو سريعة, لذا على المريض أن لا يقرر الذهاب إلى مرفق صحي آخر إذا لم يشف خلال الفترة التي كان يتوقعها، بل ينبغي عليه الاستمرار في استعمال الدواء للمدة المحددة من قبل الطبيب المعالج. أما إذا استمرت أعراض المرض أي لم تتحسن الحالة الصحية بعد المدة المحددة من قبل الطبيب المعالج فمن المستحسن عودة المريض إلى نفس المرفق الصحي ليتسنى للمعالج تتبع التاريخ المرضي والدوائي للمريض من خلال سجله (ملفه) المحفوظ لدى المرفق بدلا من عرض الحالة من جديد لمعالج آخر أو التداوي الذاتي.
الجرعة والمدة
في كثير من الأحيان قد لا يكون اختفاء أعراض المرض مؤشرا على الشفاء التام من المرض لذلك على المريض الاستمرار في مواصلة استعمال الدواء بالجرعة و التكرار و الفترة التي حددها الطبيب المعالج حتى وإن شعر بتحسن حالته الصحية أو تهيأ له الشفاء من المرض، إذ إن وقف استعمال الدواء من تلقاء الشخص نفسه قد يؤدي إلى حدوث انتكاسه وتفاقم الحالة المرضية وصعوبة وطول فترة علاجها وقد يؤدي إلى المناعة الميكروبية أي اكتساب الجراثيم المسببة للمرض مناعة من مضادات الجراثيم المستخدمة وبالتالي يفقد الدواء فعاليته في الوقاية و العلاج من الأمراض التي تسببها هذه الجراثيم. فالدواء مفيد و منقذ للحياة إذا استعمل للفترة الزمنية التي حددها مقدم الخدمة، ولكنه قد لا يفيد أو تقل فائدته أو يؤدي إلى أخطار إذا لم يستكمل المريض الفترة الزمنية المحددة.
لذا من المهم الاستفسار حول متى يمكن التوقف عن استخدام الدواء و هل يمكن تكرار الدواء عند الشعور بالحاجة وأن لا يتوقف المريض عن أخذ الدواء قبل نهاية المدة المحددة له حتى لو شعر بتحسن أو اختفت الأعراض كما يجب أن لا يقوم المريض بتكرار الدواء مره أخرى دون استشارة الطبيب.
حفظ الدواء في المنزل
تختلف طرق حفظ الأدويه تبعاً لنوع الدواء، لذا يجب حفظ الأدويه حسب تعليمات الطبيب و الصيدلي بناءِاً على الإرشادات المكتوبة على العبوة، فثبات الدواء ومحافظته على جودته وفعاليته يتأثر بعوامل مختلفه تتلخص في درجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة كثيراً والرطوبة العالية وأشعة الشمس المباشرة، كما أن بعض الأدوية قد تتأثر بالضوء والتلوث والتفاعلات التي قد تحدث عند حفظ أكثر من دواء في علبه واحدة. وعلى الرغم من أن القليل من الأدوية يتطلب حفظها في الثلاجة حيث قد يؤدي الى تلفها وخاصة الادوية التي تترسب نتيجة البرودة أو تلك التي تتأثر بالرطوبة. فمن المهم جدا أن يعرف المريض أين وكيف ومدة حفظ الدواء الخاص به وعدم ترك الدواء في السياره أثناء النهار لوقت طويل وحفظه بعيداً عن مصادر الحرارة والرطوبة بمكان معتدل الحرارة (أقل من 30 درجة مئوية) كالغرفة بعيداً عن متناول الأطفال (يوضع في دولاب يعلق على الجدار في مكان مرتفع)، حيث إن معظم الأدوية يمكن حفظها في درجة حرارة الغرفة العادية وعدم حفظه في الثلاجه مالم يبلغ الصيدلي بذلك ولا تحفظ الأدوية السائلة في درجة التجمد أو في المطبخ أو دورة المياه نظرا لأن درجة الحرارة والرطوبة بهما غير مناسبة لحفظ الدواء.
كذلك من الضروري حفظ الدواء في العلبة الخاصة به وعدم تركه بدون الغلاف الخارجي المسجل عليه الإرشادات أو نقله الدواء من الوعاء الأصلي الى وعاء آخر وعدم الاحتفاظ بأكثر من دواء في علبة واحدة كما يجب التأكد من إغلاق العلبة بإحكام بعد فتحها لأخذ الجرعة الموصوفة مع عدم الإحتفاظ بكميات من الأدوية تزيد عن حاجه المريض أو تفوق المعقول.
وإن الاحتفاظ بالأدوية المتبقية واستخدامها فيما بعد قد لا يفيد المريض بل ربما تسبب له أخطارا صحية نتيجة تلفها لسوء خزنها أو انتهاء فترة صلاحيتها أو التداوي الذاتي بها من قبل الشخص العادي الذي ليس بمقدوره تشخيص المرض و تحديد المشكلة الصحية التي يعاني منها. فلا بد من الحد من الأدوية المتبقية من وصفات أو استعمالات سابقة وحسن التخلص منها بإرجاعها الى الصيدلاني وعدم استخدامها حتى وإن ظهرت نفس أعـراض المرض السابق فقد تتشابه الأعراض ولكن لا يعني ذلك نفس المرض.
صلاحية الدواء
صلاحية الدواء عبارة عن ثبات الدواء من حيث مواصفاته النوعية والكمية ونقاوته وفعاليته. وتاريخ صلاحية الدواء هي الفترة من تاريخ التصنيع إلى التاريخ الذي ينبغي عدم استخدام الدواء بعده. ويعتمد تاريخ صلاحية الدواء على طريقة حفظه وفتح وإحكام إغلاق عبوته عند أخذ الجرعات، وإضافة المذيب (الماء) إلى مسحوق الدواء. فتاريخ الصلاحية المكتوب على علبة الدواء لا يعني شيئا إذا لم يحفظ الدواء في ظروف تخزين مناسبه، كما أن العبوة التي تفتح وتؤخذ كميات منها خلال فترة زمنية فإن الكمية المتبقية منها لا تعتمد صلاحيتها على الفترة المحددة على العبوة، فمثلاً الأدوية السائلة تنتهي صلاحيتها بعد فتحها بفترة قصيرة بصرف النظر عن مدة الصلاحية المكتوبة على العبوة وبالمثل الأدوية التي يتم حلها أي إضافة المذيب اليها مثل البودرة التي يضاف إليها الماء.
بصرف النظر عن تاريخ صلاحية الدواء فإن ملاحظة أي تغيرات على الدواء تدل على حدوث تلف في الدواء. فقد لا تلاحظ التغيرات الناتجة عن فساد الدواء بسبب سوء خزنه أو إنتهاء تاريخ صلاحيته على عكس الخضروات و الفواكه وبقية المواد الغذائية. وفي بعض الحالات يمكن الاستدلال على فساد الأدوية من خلال ظهور بعض العلامات مثل تغير رائحة أو لون أو طعم الدواء، و تشقق الحبوب أو هشاشتها أو ظهور بقع عليها و نعومة أو تشقق الكبسولة أو دخول قشرتها إلى الداخل و كذلك تغير كثافة الشراب (ثقيل مثلا) و تشقق انبوب المراهم و الكريمات وتسرب الدواء من الأنبوب أو خشونة قوامه أو تغير كثافته أو حدوث إنفصال المكونات. فإذا ظهرت على الدواء أي علامات من العلامات الداله على فساده فإنه ينبغي عزله والتخلص منه بطريقة آمنه إذا ثبت أنه تالف.
الآثار الجانبية
الآثار الجانبية للأدوية عبارة عن تأثيرات ضارة وغير مقصودة للدواء وتحدث من الجرعات التي يستخدمها الإنسان للتشخيص أو الوقاية أو العلاج ، وبشكل عام يزداد حدوث التاثيرات الجانبية وحدتها التي قد تصل الى درجة السمية كلما زادت الجرعة المستخدمة من الدواء أو تم استخدام عدد من الأدوية في نفس الوقت أو وجود عدة أمراض عند الشخص المستخدم للدواء مقارنة بالشخص الذي يعاني فقط من المرض الذي وصف له الدواء. وقد تعود التأثيرات الجانبية إلى طريقة أو وقت استعمال الدواء او وضع المريض عند استخدام الدواء، وقد تحدث تأثيرات جانبية أو تكون بالغة في بعض الأفراد دون غيرهم.
ولتجنب الآثار الجانبية أو الحد من حدوثها وتفادي أو التقليل من أخطارها يجب علينا تجنب استعمال الأدوية غير الضرورية واستعمال أقل عدد ممكن من الأدوية وعدم زيادة جرعة أو فترة استخدام الدواء عن الجرعة والفترة المحددة واستخدام الدواء بالطريقة المناسبة وفي الوقت والوضع المناسبين بحسب إرشادات المختص ، كما ينبغي أيضا الإبلاغ عن أي مرض آخر يعاني منه المريض أو أي حساسية لنوع من الأدوية لتجنب وصفها . والاستفسار حول التأثيرات الجانبية المحتملة للأدوية الموصوفة والإجراء المطلوب اتخاذه عند حدوثها والتوقف عن استخدام الدواء و مراجعة الطبيب فوراً عند حدوث أي تأثيرات جانبية .
إن جميع الأدوية بما فيها النباتات العشبية لها تأثيرات جانبية، لذا يجب على المريض معرفتها قبل استخدامه للدواء والإستفسار حول ما ينبغي اتخاذه عند حدوثها أو حدوث تأثيرات جانبية أخرى. وأيضا اتباع التحذيرات تجنباً لأي أخطار قد تنجم فمثلاً بعض مضادات الحساسية تؤدي إلى النعاس ففي هذه الحاله يجب تجنب قيادة السيارة أو تشغيل آلات ثقيلة تحت تأثير هذه الأدوية.
إعداد: دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية