فيلم «باترسون» لجيم جيرموش يحتفي بالشعر والحياة

مزاج الثلاثاء ١٧/مايو/٢٠١٦ ٠٥:١٤ ص
فيلم «باترسون» لجيم

جيرموش يحتفي بالشعر والحياة

كان –
الحديث عن السينما التي يقدمها المخرج الأمريكي جيم جيرموش يعني الحديث عن نهج سينمائي راح يتأكد بأنه طليعي متجدد وثري بالأفكار والمضامين.

ففي فيلمه الجديد «باترسون» لا يتكلف ولا يبالغ ولا يدعي بل إنه يذهب الى موضوع بسيط جدا نكتشف أنه يحتفي من خلاله بالشعر وكبار الشعراء وايضا بالحياة التقليدية للناس البسطاء.
ودعونا نذهب إلى المتن الروائي الذي استند عليه الفيلم حيث حكاية الشاب «باترسون» – ادم درايفر - سائق الباص الذي يعيش في مدينة باترسون بنيوجيرسي، وتمر أيامه بكثير من البساطة والهدوء، حيث يستيقظ مبكرا كل صباح ليبدأ عمله على خط «باترسون» في الباص الذي يعمل عليه، ويصادف يوميا عشرات الوجوه والشخصيات والحكايات. وهو يتقن عمله بكثير من الانضباط مع الاهتمام بكتابة الشعر في دفتره الخاص والذي تسميه زوجته بالدفتر السري وتحفزه لمزيد من الكتابة بل تذهب الى ماهو أبعد من ذلك حيث تطلب منه طباعة نسخ مما يكتب والتفكير جديا بطباعة ديوانه كيف لا وهي تنتمى إلى باترسون التي أنجبت أهم الشعراء الأمريكان.
سينما عالية المستوى بل نحن أمام تحفة سينمائية سيكثر الحديث عنها لعمقها ومضامينها والاحتفاء بالحياة والناس البسطاء والهامشيين وحكايات الناس وايضا الشعر والشعراء حيث يقوم جيم جيرموش بكتابة القصائد على الشاشة جزء من البناء والحدث الدرامي.
علاقة بين المكان والكلمة والزمن والمتوالية اليومية لكل انسان وحينما نتأمل الفيلم بعمق أكبر نشاهد أنفسنا وذواتنا تتحرك على الشاشة وكان جيرموش يقول شاهدوا أنفسكم تأملوا ذواتكم احتفوا بالبساطة عيشوا الفرح والحياة وأيضا التقاليد الأسرية الحقيقية التي تجمع العاطفة بكل معطياتها.
ونعود الى السينمائي الأمريكي جيم جيرموش الذي يحمل تاريخه السينمائي كم الإبداعات والبصمات السينمائية الخالدة ومنها «لا يبقى سوى الحب» 2013 و «زهور بروكلين» 2006 و «قهوة وسجائر» 2004 و»الرجل المجنون» 1995 و «القطار الغامض» 1989 وغيرها حيث الفعل السينمائي المقرون بالتغيير والفعل الثري بالمضامين الفكرية التي تشتغل على الشعر والثقافة والعلاقة مع الآخر وقبوله وكم آخر من المضامين العالية القيمة.