صلالة - العمانية
تشكل مصائد "الصفيلح" أهميةً اقتصاديةً واجتماعيةً في محافظة ظفار، وينحصر وجود "الصفليح" في سلطنة عُمان على الشواطئ الممتدة من ولاية مرباط إلى شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات، ويشكل موسم "الصفيلح" أحد أهم مواسم الصيد في المحافظة.
ويعرف "الصفيلح" باسم " أذن البحر" وهو من الكائنات البحرية الرخوية ذوات الصدفة الواحدة، ويعيش في البيئة الصخرية ملتصقًا بالصخور، وتتميز محافظة ظفار بهذا الكائن البحري المعروف علميًّا بـ "هاليوتس ماريا"، وهو النوع الذي تنفرد به سلطنة عُمان عن الأنواع الموجودة في بقية دول العالم.
وقال المهندس فائل بن محمد الجحفلي، مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار، بالحلول: إنّ موسم الغوص على "الصفيلح" في مناطق شرق ظفار بدأ قبل سبعينات القرن الماضي، واستمرت عمليات الغوص إلى فترة التسعينات، إذ ارتفعت أسعاره، وازداد عدد الغواصين وبدأ جهد الصيد والضغط على المخزون بالتصاعد.
وأضاف: عملت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على تنظيم عمليات الصيد للحفاظ على هذه الثروة من خلال تحديد مواسم صيد الصفيلح وتحديد الأحجام القانونية للصيد ومنع الممارسات الخاطئة التي تؤثر عليه، وكذلك السماح بالغوص الحر لاستخراجه دون استخدام الأجهزة المساعدة على التنفس تحت الماء.
وتابع أنه بعد عدة أعوام ومع تزايد عدد الغواصين والضغط على المخزون، وعدم التزام بعض من الغواصين بالنظم والإجراءات، أدى إلى تعرض بعض مواقع المخزون للاستنزاف، مثل موقع شربثات وعدد من المواقع الأخرى، موضحًا أنه في عام 2007م، ومن خلال مؤشرات حالة المخزون التي أظهرت نتائج سلبية جدًا، اضطرت الوزارة إلى إغلاق موسم صيد "الصفيلح" خلال الفترة من عام 2008 إلى 2010؛ بهدف تعافي المخزون وتكاثره، لافتًا إلى أنّ نتائج المسح أظهرت بعد فترة الإغلاق تحسّن حالة المخزون بشكل أفضل نوعًا ما.
وأوضّح أن المختصون بوزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه أوصوا باستمرار الغلق لسنة أخرى لإعطاء فرصة للمخزون ليصل الصفيلح إلى أحجام أفضل، إلا أنه وبناءً على حاجة المجتمع المحلي فقد أُفتتح الموسم مجددًا في عام 2011م، إذ وصل عدد الغواصين إلى 4396 غواصًا مرخصًا، فيما وصل الإنتاج إلى ما يقارب 150 طن كأعلى كمية إنتاج مقارنة بالمواسم الأخرى، مشيرًا إلى أن الموسم التالي شهد انخفاضًا في الإنتاج بنسبة تفوق 65 بالمائة نتيجة جهد الصيد العالي، ما دفع بالغواصين بالامتناع عن الغوص في موسم 2013 رغبةً منهم في عدم إلحاق مزيدٍ من الضرر للمخزون.
وحول توقعات كميات الإنتاج لهذا الموسم يقول مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار بالحلول: إن المؤشرات العلمية ونتائج البحوث لمصائد الصفيلح لهذا العام تبشّر بنسب تعافي جيدة كنتيجة طبيعية لسنوات من إغلاق موسم الغوص خلال الفترة من عام 2020 إلى 2023م، إذ أن التحكم بجهد الصيد بما يتوافق مع حجم المخزون يسهم في استدامته، لافتًا إلى أن من أسباب تدهور المصائد بعد عام 2011 م يعود إلى استخراج كميات كبيرة جدًا، حيث إنّ تحقيق الاستدامة في المواسم وعدم إغلاقها يتطلب التحكم في عدد الغواصين إلى الحد الذي يمكن هذه المصائد من البقاء والعطاء، على جانب الالتزام بعدم صيد صغار الصفيلح وتقليب الصخور وعدم استخدام الخطاف والكشاف، وتحديد الكمية المتاحة للصيد في كل موسم.
وأكد على أنّ متابعة برامج وخطط الوزارة في إغلاق المصائد في عددٍ من المواسم ساعد على استعادة عافية المصائد، وعودة نسب الكثافة إلى معدلاتها الطبيعية بما سمح بفتح موسم الصيد هذا العام بحذر شديد من خلال تقنين جهد الصيد والمدة الزمنية للموسم، مبينًا أنّ الوزارة من خلال تشريعاتها وإجراءاتها تهدف إلى ضمان استمرارية موسم الغوص على الصفيلح متواصلاً دون إغلاق من خلال تعاون الغواصين، ووعيهم لحالة المصائد وتأثرها بلجوء عدد منهم لوسائل مضرة بالمخزون كصيد صغار الصفيلح وتقليب الصخور، إضافة إلى الصيد خارج الموسم المحدد.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه حددت موسم الغوص لصيد الصفليح هذا العام خلال الفترة من 3 إلى 12 نوفمبر المقبل، وفق الشروط والضوابط التي تساعد في الحفاظ على هذه الثروة واستمرارها.