الشبيبة - العمانية
تصاعدت الأزمة اللبنانية الإسرائيلية واتسعت رقعة الصراع بينهما مع استمرار ضربات طيران الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في لبنان حتى اليوم.
وأعلن حزب الله اللبناني في بيان له اليوم إن مقاتليه تصدوا لجنود الاحتلال الإسرائيلي قرب قرية اللبونة الحدودية اللبنانية بقذائف المدفعية والصواريخ، وذلك بعد يوم من إعلان إسرائيل أنها قتلت اثنين من قادة الحزب.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم إن صفارات الإنذار دوّت في شمال إسرائيل، مضيفًا أن ثلاثة عسكريين إسرائيليين أصيبوا بجروح خطيرة أمس واليوم خلال القتال في جنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارةً صباح اليوم على بلدة السعيدة في البقاع شرق لبنان، ما أدى إلى مقتل شخص، وإصابة آخرين بجروح، إلى جانب حدثِ اشتباكٍ مع قوات الاحتلال، شهدته منطقة اللبونة في الجنوب.
وتستمر الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ 23 سبتمبر الماضي بشنّ غارات عنيفة على العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وطالت الغارات العاصمة بيروت وجبل لبنان وشماله. وأعلن الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر الحالي عن بدء عملية برية مركزة في جنوب لبنان.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي أمس، إن الغارات الجوية المكثفة على منشآت تحت الأرض لحزب الله في جنوب لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أدت إلى مقتل 50 مقاتلًا، على الأقل، بينهم ستة من قادة قطاعات ومسؤولون بالمناطق.
وحذر المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" أمس، من انهيار النظام الصحي في لبنان بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية، مشيرًا إلى الاتصالات المستمرة التي تقوم بها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان "جينين هينيس- بلاسخارت"، مع جميع الأطراف، وحثها على وقف الحرب وإيجاد مساحة للمبادرات الدبلوماسية.
بدوره أوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن أي هجوم على البنية الأساسية الإيرانية سيتم الرد عليه، محذرًا إسرائيل من مغبة تنفيذ وعيدها بالرد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت ألغى زيارة إلى واشنطن والاجتماع مع نظيره الأمريكي لويد أوستن الذي كان مقررًا عقده اليوم.
وذكر موقع أكسيوس، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، أن من المتوقع أن يُجري الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين اليوم حول أية خطط تتعلق بضرب إيران والأوضاع في الشرق الأوسط، وأن واشنطن تريد التأكد من أن إسرائيل تهاجم أهدافًا في إيران تكون مهمة لكن ليس مبالغًا فيها.
من جانب آخر، تسعى قوى غربية وعربية للتوصل إلى حل دبلوماسي خوفًا من أن يؤدي الصراع إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط ويجرُّ الولايات المتحدة إلى الحرب.
وفي كلمة نقلتها وسائل إعلام من مكان لم يُكشف عنه، أن نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله يؤيد محاولات التوصل إلى وقف الحرب، مضيفًا أن قدرات الحزب لا تزال بخير رغم "الضربات الموجعة" التي وجهتها إسرائيل، وأن هناك عشرات المدن في إسرائيل في مرمى صواريخ حزب الله. مشيرًا إلى أن حزب الله يدعم التحركات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لضمان وقف القتال. وللمرة الأولى، لم يتم ذكر انتهاء الحرب في غزة كشرط مسبق لوقف القتال في لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه أرسل الفرقة 146 إلى جنوب لبنان، وهي أول فرقة جنود احتياط يتم نشرها عبر الحدود، وأنه وسّع العمليات البرية ضد حزب الله من جنوب شرق لبنان إلى جنوب غربه، ورفض متحدث عسكري الإفصاح عن عدد القوات التي كانت موجودة في لبنان في توقيت محدد، مضيفًا أن ثلاث فرق أخرى من الجيش تعمل هناك، وهو ما يعني أن آلاف الجنود، على الأرجح، لا يزالون على الأراضي اللبنانية.
الجدير بالذكر أن الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله أدى إلى مقتل ما يزيد على ألف شخص في لبنان خلال الأسبوعين المنصرمين الذي فاقم التوتر الإقليمي واتسعت رقعته ودفع أكثر من مليون شخص إلى النزوح.
وواجهت الحملة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي تنديدًا واسع النطاق عربيًا وعالميًا بسبب مقتل نحو 42 ألف شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.