المستشفـى الجامعــي يعالـج الصرع بجهاز تحفيز العصب المبهم

بلادنا الثلاثاء ١٧/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٢٨ ص
المستشفـى الجامعــي يعالـج

الصرع بجهاز تحفيز العصب المبهم

مسقط -
حرصاً من إدارة مستشفى جامعة السلطان قابوس على تقديم خدمة صحية ذات جودة عالية وفق آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، أجرى فريق طبي بمستشفى جامعة السلطان قابوس بنجاح عملية زرع جهاز تحفيز العصب العاشر (العصب المبهم) لعلاج حالات الصرع الحادة ومساعدة المرضى الذين يعانون من داء الصرع المستعصي على العلاج الطبي.

قام بالعملية فريق طبي من المستشفى الجامعي وذلك بالتعاون مع قسم جراحة الأعصاب بالجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تجرى مثل هذه العمليات للمرة الأولى في السلطنة. وقد أجريت العملية حتى الآن على ثلاثة مرضى يعانون من الصرع الحاد، والإجراءات قائمة لإجراء خمس عمليات أخرى لمرضى آخرين يعانون من نفس المرض قبل نهاية هذا الشهر. وهؤلاء المرضى يتعرضون لنوبات تشنج مستمرة رغم خضوعهم للعلاج بأدوية مختلفة وعدم جدوى التدخل الجراحي لاستئصال بؤرة النوبة الصرعية بالمخ.

صممت هذه التقنية للتقليل من نوبات الصرع عن طريق إرسال نبضات كهربائية معتدلة ومنتظمة إلى المخ عبر العصب المبهم، ويتم إرسال هذه النبضات بواسطة الجهاز المزروع تحت الجلد بمنطقة الصدر.

ويشرف على هؤلاء المرضى كل من د. عبدالله بن راشد العاصمي، استشاري أول مخ وأعصاب، ود. آمنة بنت محمد الفطيسية، استشارية أولى مخ وأعصاب أطفال، ود. طلال بن حمد المشايخي، استشاري أمراض الصرع، بالاضافة إلى طاقم تمريضي متخصص.

وقام بالعملية فريق طبي مكون من د.يحيى بن ناصر البداعي، استشاري أول أذن وأنف وحنجرة، بالتعاون مع د.مروان نجار من الجامعة الأمريكية ببيروت، وعدد من أفراد الطاقم التمريضي والتخدير بالمستشفى الجامعي.
استغرقت العملية الواحدة حوالي ساعة من الزمن، تم فيها زراعة جهاز خاص وتوصيل أليافه المعدنية حول العصب المبهم في الرقبة، ويزرع الجهاز في أعلى الصدر ليرسل نبضات كهربائية للعصب.
ويعمل الجهاز تلقائياً على تحفيز العصب، وبقوة يحددها الطبيب المعالج الذي يمكنه برمجة الجهاز خارجياً عن طريق جهاز الحاسوب. ولا تسبب عملية زراعة الجهاز أية أعراض جانبية رئيسية، عدا بعض التحسس في الحلق والبحة المؤقتة في المراحل الأولى. وغالباً ما يخرج المريض من المستشفى في اليوم الثاني ويعود إلى ممارسة حياته الطبيعية. وأصبحت عملية تحفيز العصب المبهم جزءا لا يتجزأ من العلاج الطبي الحديث لمرضى الصرع المستعصي. وحول العملية أفاد د.يحيى بن ناصر البداعي بأن مثل هذا النوع من العمليات المستحدثة يحتاج إلى خبرات متقدمة وجراحة دقيقة حيث إن توصيل ألياف هذا الجهاز بالعصب المبهم قد يمثل خطورة على العصب.
وقالت د. آمنة بنت محمد الفطيسية: الهدف من العلاج هو وقف نوبات الصرع دون إيذاء المريض بالمشاكل والآثار الناتجة من ذلك العلاج، ومن أهم الطرق العلاجية: الأدوية والجراحة ومنها زراعة منشط العصب المبهم والغذاء ممثلا بالغذاء الكيتوني.
ويقول د. عبدالله بن راشد العاصمي: توضح الدراسات الطبية أن أكثر من 70% من مرضى الصرع يمكن معالجتهم بالدواء ويتجاوبون مع العلاج دون الحاجة إلى أي شيء آخر.
وأضاف: في حالة تعدد البؤر التي من الصعوبة استئصالها أو التخلص منها جراحياًً يلجأ الأطباء إلى عملية زرع جهاز خاص يقوم بإصدار شحنات كهربائية بسيطة على العصب المبهم.
وقال د. طلال بن حمد المشايخي: لا يحتاج المريض للتنويم في المستشفى ما بعد عملية زرع جهاز شحن العصب المبهم، ففي اليوم التالي من تركيب الجهاز يخرج المريض، ولكنه يراجع العيادة بعد أسبوع لمعاينة التئام الجرح.
وأضاف: إلى الآن تم تركيب ثلاثة أجهزة لطفلتين وشاب، دون ظهور أي أعراض جانبية كبيرة، وقد لاحظ أهاليهم أن هناك تحسنا في حالتهم الصحية.