يبدو أننا موعودين بشكل مستمر على مواجهة وظهور العديد من السلبيات المتعلقة بسلامة وجودة الغذاء والمستلزمات الاخرى الموجودة في اسواقنا من مسندم الي ظفار، فكل فترة واخرى تطالعنا وسائل الاعلام المختلفة عن أكتشاف مخالفات جسيمة ترتكبها الشركات او المحلات التجارية ولقد طالبنا خلال الفترة الماضية وفي مقالات اخرى على اهمية تعزيز وتفعيل الرقابة الصحية على الاسواق ليس فقط فيما يتعلق بالغذاء وانما في كل مانشترية من السوق سواء ادوية او قطع غيار او غيرها من المستلزمات الضرورية والسلع والمنتجات المختلفة ولكن بلاشك سلامة الغذاء يتصدر المشهد فهو من الاساسيات التي تواجه العاملين في مجال الأغذية ولها اهمية كبرى في الحفاظ على صحة وسلامة افراد المجتمع ، فرغم ثقتنا في مختلف المؤسسات الرقابية في البلاد بانها تقوم بواجبها في مسألة الرقابة والتفتيش على المطاعم والمقاهي والمحلات والمراكز الغذائية وعلى السوق بشكل عام الا ان هناك علامة استفهام في موضوع الرادع او العقاب للذين يخالفوا اللوائح والانظمة من مختلف الشركات والمحلات فالملاحظ ان العقاب حتى الان لايصل لدرجة المخالفات الجسمية التي تحدث وتؤثر بشكل كبير على حياتنا لذلك فهي تتكرر للاسف وبشكل مستمر في مختلف الولايات والمحافظات وبعض منها تصل لنا عبر وسائل الاعلام والكثير للاسف الشديد لايصل لنا!.
لقد تابعنا خلال الفترة الفائتة التعميم الصادر من قبل مركز سلامة وجودة الغذاء والذي كشف عن عدم مطابقة بعض عينات الشرب المعبأة للمواصفات القياسية الخليجية والتأكيد على عدم صلاحية هذة العينات مما استدعى من المركز مطالبة البلديات بسحب هذه المنتجات من السوق والتي وللاسف الشديد موجودة في الاسواق من فترة طويلة ويتم استخدامها وتوزع هذه المنتجات في كافة اسواق السلطنة مما يعني اننا كأفراد المجتمع تستخدم هذه المياة الملوثة ولسنوات مما يفتح ملف وقضية كبيرة في جودة وسلامة هذه المياة خاصة واننا لاحظنا خلال الفترة الماضية ظهور ووجود العديد من منتجات المياة والعلامات التجارية الموجودة في السوق وبشكل ملفت حيث يمكن ان نتصور اننا مثلا قبل 10 سنوات لم تكن هذه العلامات التجارية الجديدة موجودة وكانت اسماء المنتجات تعد باصابع اليد وموثوقة ومعروفة بانها تنتج من مصانع عمانية وعليها رقابة وحتى هذه المنتجات ورغم انها تصدر من شركات معروفة ومن مصانع محددة الا ان التلوث قد طالها ايضا أما اليوم هناك العديد من العلامات التجارية الغير معروفة والتي لانعرف حتى مصدرها وكيف يتم انتاجها بحيث اصبحت توزع في المحلات والمراكز التجارية بشكل كبير مما يعني اننا امام مرحلة خطيرة في مسألة جودة وسلامة الغذاء بشكل عام والمياة بشكل خاص واننا في مرحلة ضعيفة فيما يتعلق بموضوع المراقبة والمتابعة لهذه المنتجات او مايتم بيعة في المحلات والمراكز التجارية المختلفة فالجهات المسؤولة عن هذا الموضوع عليها ان تتحمل مسؤوليتها في هذا الجانب وان تقوم بتنظيم الحملات التفتيشية والتشديد على المراقبة بشكل مستمر فهذا الموضوع يتعلق بصحة الناس ووقايتهم من الامراض بمختلف انواعها .
ان المتتبع لبيع منتجات المياة في الاسواق وفي كافة المحافظات يجد ان هناك العديد من العلامات التجارية وبمسميات مختلفة يتم بيعها وباسعار رخيصة جداً تثير التسأولات والشكوك حول مصدرها وجودتها حيث يمكن ان نتصور كرتون من المياة مثلا يوجد به 30 علبة سعة 250 ملم يباع بسعر 300 بيسة وتتنافس المحلات التجارية وتقدم عروض لنفس الكرتون بسعر 250 بيسة وايضا لعلامات تجارية متنوعة مما يجعلنا نطرح سؤال كيف يمكن لشركة تنتج مياة ذات جودة عالية تتطلب مواصفات ومعايير معينة وظروف انتاجية سليمة وتصرف مبالغ كبيرة على هذه المنتجات وعلى العمالة وغيرها من عمليات التشغيل وفي الاخر تبيع الكرتون بهذا السعر الزهيد جدا وتحقق ربح ايضا ! فهذا يقودنا للحديث على ان العديد من هذة المنتجات وللاسف الشديد لايتم انتاجها في مصانع معتمدة او في ظروف انتاجية سليمة ولايوجد بها مختصين يتابعون ويراقبون معايير الرقابة وسلامة وجودة هذه المياة وهذه مسألة خطيرة جدا وهنا اتذكر انني التقيت قبل فترة باحد المسؤولين في احدى الشركات المعروفة في انتاج المياة ودار بيننا حديث حول موضوع انتاج وتوزيع المياة وقال ان السلطنة بها مصانع محددة لبعض الشركات الكبيرة والمعروفة بانتاج المياة وان الباقين من شركات توزيع المياة والموجودة في السوق لايوجد لها مصانع معتمدة والجهات المعنية تعرف هذا الشي واغلب هذه المنتجات الجديدة التي أصبحت موجودة في السوق وللاسف الشديد يتم انتاجها في ظروف غير صحية ولذلك نجد بين فترة واخرى بعض الظواهر السلبية المتعلقة بجودة وسلامة المنتجات.
في مقالات سابقة ذكرت اننا نحتاج لوقفة جادة من قبل المؤسسات المعنية للحد من هذه التجاوزات والتصدي لها بحزم فلقد اصبحنا بشكل يومي نتابع عبر وسائل الاعلام المختلفة ومن تصريحات وبيانات رسمية عن نتائج حملات التفتيش التي تقوم بها الجهات المعنية والتي تشير الي وجود مخالفات جسيمة ومتكررة وغيرها من المخالفات التي قد لاتصل الي المؤسسات الرقابية او لايتم الابلاغ عنها سواء فيما يتعلق بجودة منتجات مياة الشرب او جودة الغذاء بشكل عام لذلك فانه يجب تكثيف الحملات التفتيشية وخاصة من قبل البلديات المنتشرة في الولايات وتحديداً اقسام التفتيش وصحة وسلامة الغذاء وذلك بشكل مستمر وفي كل الاوقات والظروف وفي نفس الوقت تغليض العقوبات ومحاسبة من يقوم بهذه الاخطاء والتجاوزات والاعلان عنها وعدم الاكتفاء بطرح المشكلة او سحب المنتجات او حتى انذار الشركة فقط وانما يجب التشديد على العقوبات ونشر اسماء المحالات او الشركات التي ترتكب مثل هذه الاخطاء وكذلك على الجهات المعنية ان تراقب عمليات الانتاج وانه يجب ان تكون وفق المعايير المعتمدة فهذه المواضيع لها علاقة مباشرة بسلامة وصحة الانسان ، وكذلك على المواطن والمقيم دوراً مهماً في هذا الجانب فهو شريك اساسي في انجاح تحقيق الرقابة الصحية من خلال الابلاغ عن هذه المخالفات والتعاون مع المؤسسات المعنية وذلك بهدف التصدى لكل المظاهر السلبية التي تحدث في اسواقنا حتى تعود ثقة المستهلك بالمنتجات والسلع وكل مايتم تقديمة في السوق.