العامرات- عبدالله بن خلفان الرحبي
يشارك بالقرية التراثية أكثر من 200 حرفي وحرفية يرسمون بأناملهم لوحات جمالية من الصناعات الحرفية التقليدية بكل شغف.
الحرفيون الذي رافقوا المهرجان منذ انطلاقته الأولى يتواجدون في معظم الزوايا والأركان لينقلوا للزائر كل تفاصيل الحياة العمانية القديمة ومهارة الإنسان العماني الذي جعل من صنعته مصدراً لقوت يومه حتى أصبحت جزءاً من حياته اليومية.
وفي حديقة العامرات تحديداً بالقرية التراثية نجد أولئك الحرفيين يجسدون تجسيداً واقعياً القرية العمانية بتفاصيلها الدقيقة، فحوَّلوا القرية التراثية إلى متحف مفتوح يختزل الزمان والمكان لاكتشاف روعة التراث وثرائه، فأينما حط الزائر رحالة في زوايا وأجنحة القرية التراثية يستوقفه الحرفيون بابتسامتهم وترحيبهم المعتاد، ففي البيئة الزراعية نجد حرفيين يمتهنون حِرفاً تتعلق بالزراعة إضافة إلى صناعة الأدوات الزراعية التقليدية وطرق جلب المياه من الآبار وطرق الري وطرق الزراعة، أما البيئة البحرية فهي غنية بالكثير من المهن بمهارة وخفة اليد حيث نجد حرفيين يصنعون بعض قوارب الصيد بأنواعها وكذلك خياطة شباك الصيد مع ترديد جملة من الأغاني البحرية لتشكل تلك الألحان مصدر حيوية ونشاط وتسلية.
وإذا انتقلنا إلى البيئة البدوية سنجد المرأة تقف بجانب الرجل في حياكة العديد من المنتجات الحرفية الصوفية والتي يستخدمها الرجل البدوي في حياته اليومية سواءً في معيشته كأثاث المنزل أو التي تستخدم للجمال من إكسسوارات تُعلّق على عنق وظهر الجِمال وبألوانها الجميلة وبذوق فني يحكي تفاصيل الإبداع.
أما في سوق الحرفيين الذي يُعد مقصد الزوار بكل فئاتهم، فيجمع صفوة من الحرفيين في مجال السعفيات وصناعة المناديس وصناعة الأبواب القديمة المزخرفة وصناعة الحضية وصناعة نماذج السفن القديمة والتي تستخدم كتذكار وكهدايا يحرص الزوار على اقتنائها لتبقى كذكرى في كل دورة من مهرجان مسقط، وأيضا صناعة الجلود وخياطة الكمه العمانية.
وفي ساحة القرية التراثية تبرز مجموعة من النساء الحرفيات اللاتي يعطرن أجواء ساحة القرية التراثية بأنفاس من العطور وروائح البخور، فأي زائر للمهرجان يستهويه الذهاب إلى ذلك السوق الحرفي النسائي لكي يقتني ما يفضله من بخور أو لبان أو مخمريات بروائحها الزكية، وهنا تتجلى روعة وجمال القرية التراثية التي تجمع بين أروقتها صفوة من آبائنا الذين أجادوا الحِرف التقليدية، فهم يشكلون إضافة حقيقية لسحر وجمال مهرجان مسقط.
جدير بالذكر أن بلدية مسقط أجرت جملة من التوسـعات والإضافات على القرية وسيستمتع الزوار بالسوق الشعبي الذي يتواجد به الحرفيون والذي يُحاكي تفاصيل الأسواق التقليدية بما تحويه من منتجات مختلفة ووجود باعة البخور والعطورات والكثير من السلع، وقد تم توسيع القرية البحرية ونقلها إلى مكان آخر لتكون أكبر مساحة مع إضافة مطعم شعبي بمساحة كبيرة، وأيضاً سيتم تفعيل المسرح الكبير بالقرية التراثية أيضاً، ويوجــد بموقع القرية التراثية بعض المسارح التي تستقطب الفِـرق الشعبية الحماسية القــادمة من مختلف ولايات السلــطنة.