واشنطن - وكالات
تحول المريخ من كوكب كان من الممكن أن يدعم الحياة إلى عالم صحراوي بارد، عندما فقد غلافه الجوي قبل مليارات السنين.
لكن ما حدث بالضبط للهواء الكثيف الذي كان يحيط بالكوكب الأحمر قد حير العلماء لعقود من الزمن.
والآن يعتقد الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة أن الإجابة قد تكون "مختبئة في مرأى من الجميع"، داخل طين الكوكب الغني بالحديد.
"لا تشبه أي شيء شوهد من قبل".. رصد صخرة "حمار وحشي" على المريخ!
ويقترحون أن جزءا كبيرا من الغلاف الجوي المفقود للمريخ تم امتصاصه بواسطة قشرة الكوكب - في شكل ميثان - منذ نحو 3.5 مليار سنة.
وقال الباحثون إن هذا يثير الأمل في أنه في يوم من الأيام، يمكن استعادة الميثان المخزن في طين المريخ واستخدامه كوقود في البعثات المستقبلية بين المريخ والأرض، وفق موقع روسيا اليوم،.
وأوضح أوليفر جاغوتز، أستاذ الجيولوجيا في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "قد يكون هذا الميثان موجودا وربما يستخدم كمصدر للطاقة على المريخ في المستقبل".
ويعتقد أن المريخ كان له ذات يوم غلاف جوي سميك وماء سائل وحقل مغناطيسي قوي، وهي الظروف الأساسية التي تسمح للحياة بالازدهار على الأرض.
ويزعم الباحثون أنه بمرور الوقت، تسرب الماء على سطح المريخ عبر الصخور، ما أدى إلى تفاعل بطيء متسلسل سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وحوله إلى الميثان، وهو شكل من أشكال الكربون.
وأضاف الدكتور جوشوا موراي، الذي تخرج مؤخرا من برنامج الهندسة الكهربائية والإلكترونية التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "في هذا الوقت من تاريخ المريخ، نعتقد أن ثاني أكسيد الكربون موجود في كل مكان، في كل زاوية وركن، وأن الماء المتسرب عبر الصخور مليء بثاني أكسيد الكربون أيضا".
وقال الباحثون إن الماء كان ليتفاعل أولا مع معدن غني بالحديد يُعرف باسم الزبرجد، والذي يتوفر بكثرة على المريخ، لتكوين أكسيد الحديد، ما يعطي الكوكب لونه البرتقالي المحمر.
وأضافوا أن هذا من شأنه أن يسمح لجزيئات الهيدروجين الحرة من الماء بالاندماج مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين الميثان.
وفي الوقت نفسه، قال الباحثون إن الزبرجد الزيتوني قد تحول ببطء بمرور الوقت إلى نوع من الطين الغني بالحديد المعروف باسم السمكتيت.
وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق أن السمكتيت يمكنه تخزين الكربون لـ"مليارات السنين".
وحسب الباحثون أن السمكتيت على الكوكب الأحمر يمكن أن يحمل ما يعادل نحو 80% من الغلاف الجوي للمريخ في وقت مبكر.
وأضاف الدكتور موراي: "وجدنا أن تقديرات أحجام الطين العالمية على المريخ تتفق مع نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الأولي على المريخ والتي تم عزلها على شكل مركبات عضوية داخل القشرة الغنية بالطين".