ميناء صحار والمنطقة الحرة تحتفل بمرور 20 عامًا من التنافسية العالمية

مؤشر الأحد ٢٩/سبتمبر/٢٠٢٤ ٢١:٢٦ م
ميناء صحار والمنطقة الحرة تحتفل بمرور 20 عامًا من التنافسية العالمية

صحار - الشبيبة

تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وبحضور ممثلين من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، احتفل ميناء صحار والمنطقة الحرة بمرور عقدين من الإنجازات المتواصلة في تعزيز النشاط التجاري والصناعي.

واستطاع ميناء صحار والمنطقة الحرة على مدار الأعوام تحقيق تحولات كبيرة، وأصبح نموذجاً وطنيا للبناء والتنمية ودعم الابتكار.


وتمكن عبر مسيرته الناجحة من تأسيس وتطوير معايير عالية للجودة والتميز في إدارة الموانئ والمناطق الحرة، كما استفاد من الموقع الاستراتيجي لعُمان كبوابة بين الشرق والغرب ودمجها في سلاسل التوريد العالمية، وقادت إسهاماته الوطنية في قطاع الخدمات اللوجستية إلى تحفيز التنوع الاقتصادي وتحقيق الاستدامة.



تمكن ميناء صحار والمنطقة الحرة من جلب اسثمارات بلغت 29 مليار دولار أمريكي حتى الآن وهو ما يعكس الأداء الاقتصادي الفعال للمؤسسة، وفي النصف الأول من عام 2024م حصل الميناء والمنطقة الحرة على 3.4 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات. تؤكد هذه الاستثمارات جاذبية ميناء صحار والمنطقة الحرة كوجهة رئيسية للتجارة الدولية.


ولقد تم تنفيذ تحسينات كبيرة في البنية التحتية ضمن المرحلة الثانية من تطوير المنطقة الحرة، أدت إلى توفير 345 هكتارًا من الأراضي القابلة للتأجير، وجاء هذا التوسع الاستراتيجي مواكبا للطلب المتزايد على المساحات الصناعية والتجارية، ومن المتطلع أن يساهم في زيادة الاتصال والتعاون الاقتصادي مع الأسواق الدولية المختلفة.




وقال المهندس عبدالله بن خلفان الجابري رئيس مجلس إدارة ميناء صحار والمنطقة الحرة: "يعد ميناء صحار والمنطقة الحرة من المؤسسات الفاعلة في الحياة اليومية للناس في جميع أنحاء سلطنة عُمان، حيث تصل البضائع عبر مرافقنا إلى كل منزل في أرجاء البلاد، وقد حرصنا خلال العقدين الماضيين على الالتزام بالتميز وذلك انطلاقا من أهميتنا الاستراتيجية كمركز لوجستي عالمي، ونحن نعمل باستمرار على تطوير عملياتنا وإيجاد شراكات متينة تحقق الضمان في إمداد السلع الأساسية، وهو ما يساهم في دعم النمو وتطوير الصناعات المحلية والاقتصاد الوطني بشكل عام ".



وتحدث إميل هوخستيد الرئيس التنفيذي لميناء صحار عن الدور الحيوي للشركة قائلا: "تجاوز ميناء صحار والمنطقة الحرة مرحلة البنية التحتية التقليدية، ليصبح حافزا حيويا للتجارة والنمو الاقتصادي في سلطنة عُمان، فلقد قمنا على مدى العقدين الماضيين ببناء منظومة أعمال متكاملة ومزدهرة، نسعى من خلالها إلى دعم التنمية المحلية وتعزيز تنافسيتنا على المستوى العالمي. وفي إطار احتفالنا بهذه الإنجازات المتحققة فإننا نؤكد التزامنا التام بدفع عجلة الابتكار وتسريع اكتشاف الفرص، ساعين إلى أن يكون ميناء صحار والمنطقة أحد الأدوات الأساسية في رفد التقدم الاقتصادي لسلطنة عُمان على الساحة العالمية".

وأضاف هوخستيد "لقد كان للشراكة الاستراتيجية بين مجموعة أسياد وميناء روتردام دور محوري في تشكيل قصة نجاح ميناء صحار وترسيخ مكانته كمنشأة بمواصفات عالمية تتميز بنموذجها التشغيلي ونهجها المتقدم، والتزما من ميناء صحار في مواصلة التقدم فقد عقد ميناء صحار تحالفات مع شركات دولية بارزة أخرى، مثل المبادرة الرائدة مع شركة يونايتد سولار القابضة لإنشاء أول مصنع للبولي سيليكون في المنطقة، وذلك بهدف جذب الاستثمارات التحويلية التي تدعم رؤيتنا كمجموعة صناعية ومركز تصنيع للمنتجات الخضراء.

وأوضح الرئيس التنفيذي لميناء صحار بأن ميناء صحار والمنطقة الحرة يعد اليوم كمنارة للازدهار الاقتصادي، حيث يساهم بأكثر من 2.1٪ في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان ويولد حوالي 36000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة. وأردف قائلا: "إن هذا الإنجاز يمثل لحظة هامة للتأمل في الأهداف المتحققة والتي شكلت رحلة ميناء صحار والمنطقة الحرة وأثره العميق على المشهد الاقتصادي في المنطقة، كما نعرب عن تقديرنا العميق لمساهمينا الأعزاء، الذين كانت ثقتهم ودعمهم المستمر أساس نجاحنا، وهو ما يعكس الشراكة المستدامة والرؤية المشتركة مع مساهمينا ونحن نحتفل معا بالذكرى العشرين لتأسيسنا".

يُعد ميناء صحار والمنطقة الحرة من المؤسسات الرائدة في مجال الاستدامة، يأتي ذلك من خلال تبني المبادرات التي تدعم وتحافظ على البيئة، ومن أبرز هذه المبادرات مشروع "مرسى الغاز الطبيعي المسال" الذي يُعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال المولَّد بالكامل باستخدام الطاقة الشمسية، ولقد تم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون بين مجموعة "أوكيو" العُمانية و"توتال إنرجيز" بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي، وتتماشى المبادرة مع مستهدفات رؤية عمان 2040 وأهداف الحياد الكربوني وتعزز في الآن ذاته من خدمات ميناء صحار البحرية.

إلى جانب مشروع الغاز الطبيعي المسال، يعكس ميناء صحار والمنطقة الحرة التزامه بالاستدامة من خلال مبادرات مثل "تحالف صحار للحياد الصفري"، إذ يهدف التحالف إلى تقليل الانبعاثات وتعزيز الطاقة المتجددة عبر تقنيات نظيفة مثل دمج الطاقة الشمسية واستكشاف الهيدروجين النظيف للتصنيع، كل هذه المبادرات تدعم تحقيق الاستدامة في عمليات تشغيل الميناء.

إن تنمية القوة العاملة هو ركيزة أساسية في مسيرة ميناء صحار والمنطقة الحرة بهدف تمكين أفراد المجتمع، لذلك قامت "صحار" بتنظيم برامج تدريب وتعليم متخصصة تسعى إلى تنمية ورعاية مواهب الجيل القادم، وتمثل ذلك في تنفيذ برنامج "مسير" وما يقدمه من ورش عملية وتطبيقات واقعية، تهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية اللازمة للنجاح في سوق العمل الذي يتسم بالتنافسية والرقمنة، وشهد البرنامج في هذا العام الجاري 2024 مشاركة أكثر من 400 طالب من ولايتي لوى وصحار.

يتطلع ميناء صحار والمنطقة الحرة إلى المستقبل برؤية واضحة تتماشى مع الأولويات والطموحات الوطنية لسلطنة عُمان مستندا بالإنجازات التي حققها في العقدين الماضيين، وترتكز هذه الرؤية على الاستثمار في بنية تحتية حديثة وتقديم مبادرات مستدامة، ويهدف الميناء والمنطقة الحرة إلى جذب الشركات العالمية ذات المزايا التنافسية، وتسعى هذه الجهود لتحفيز التنمية الاقتصادية في سلطنة عمان، والمساهمة في الازدهار وتطوير الكفاءات الوطنية.

نبذة عن ميناء صحار والمنطقة الحرة

يعد ميناء صحار والمنطقة الحرة من أسرع الموانئ نموًا في العالم في فئته، فقد استطاع أن يرسخ حضوره على مستوى المنطقة والعالم مستفيدا من موقعه الاستراتيجي، ويحتوي الميناء على محطات للحاويات، والسوائل، والبضائع الجافة والمجزأة، ونتيجة للشراكة الفاعلة بين ميناء روتردام ومجموعة أسياد يُصنف الميناء اليوم كأحد المشاريع الكبرى في سلطنة عُمان، ويضم تجمعات لوجستية وبتروكيماوية ومعدنية، بالإضافة إلى أول محطة زراعية متخصصة في المنطقة.

وبعد مضي 20 عامًا من التشغيل يُعتبر الميناء البوابة الرئيسية للاستيراد والتصدير في سلطنة عُمان، ويساهم بشكل مباشر بنسبة 2.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما يوفر حوالي 36,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

ويقود ميناء صحار الجهود الوطنية لتطوير وتحديث البنية التحتية اللوجستية مع تركيزه في الآن ذاته على التنمية المستدامة وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة تحقيقا لأهداف التنويع الاقتصادي في رؤية عمان 2040.