الشبيبة - العمانية
حذر خبراء البيئة من النتائج غير المتوقعة للعبث بالنظام البيئي غير المعلوم في قاع المحيطات.
وفي بحث صدر مؤخرًا، يقول الباحثون فيه إن التركيزات التي تحتوي على العديد من المعادن، والتي تأمل شركات التعدين في استخراجها من قاع المحيطات قد تكون مصدرًا للأوكسجين الذي تحتاجه الكائنات البحرية والنباتات والبكتيريا، التي تعيش في هذه الأماكن.
ويتركز الاهتمام البالغ على صخور بحجم قطع البطاطس-أو التركيزات متعددة المعادن- الموجودة في مناطق بقاع المحيطات، وهذه التركيزات تحتوي على معادن مثل الكوبالت والنيكل، التي تتطلبها صناعة البطاريات وتحتاجها تقنيات الطاقة الخضراء.
وعلى مدى سنوات تحاول عدة شركات، إقناع السلطة الدولية المنظمة لاستغلال قاع البحار، لإعطاء الضوء الأخضر لتمرير خططها باستخراج هذه التركيزات المعدنية، في منطقة كلاريون كليبر بالمحيط الهادئ، وهي امتداد بحري يمتد لمسافة 4500 ميل بين هاواي والمكسيك.
وتحتج الشركات بأن هذه المعادن ضرورية لبناء التقنيات التي لا تعتمد على الوقود الأحفوري، مشيرة إلى أن تأثير عمليات التعدين على قاع المحيط ليس ضئيلًا فحسب، بل لا يقارن بما يحدث حاليًا من تدمير الغابات المطيرة والتجمعات البشرية، بسبب عمليات التنقيب عن المعادن تحت سطح الأرض.
ولكن خبراء البيئة وعلماء المحيطات وغيرهم، يقولون إن إدخال آلات جمع المعادن في أنحاء قاع المحيطات البكر، والذي ليست لدينا معرفة دقيقة بأحواله، يمكن أن تكون له عواقب كارثية وغير متوقعة، ويحث العلماء نواب البرلمانات على سن تشريعات، تؤجل أو تحظر هذه الأنشطة التي تعتزم الشركات القيام بها، للحفر في أحد آخِر النظم البيئية "التي لم تمس" على كوكب الأرض.
ويرجع هذا التقدير إلى أن فريقًا من العلماء الدوليين، اكتشفوا أن التركيزات المعدنية الثمينة تنتج غاز الأوكسجين، ويمكن أن تكون مصدر إثراء لهذا النظام البيئي المظلم النائي، بأحد أهم عناصر الحياة.