نفط عمان يرتفع بثبات ويتخطى السعر الوسطي للموازنة

مؤشر الاثنين ١٦/مايو/٢٠١٦ ٢٣:١٣ م
نفط عمان يرتفع بثبات ويتخطى السعر الوسطي للموازنة

مسقط - فريد قمر

لأول مرة في العام 2016 تخطى نفط عمان عتبة 45 دولاراً ليصل بذلك إلى السعر الوسطي المتوقع في الميزانية العامة للدولة.
وأفادت بورصة دبي للطاقة بأن سعر نفط عُمان بلغ أمس 45.36 دولار تسليم شهر يوليو مرتفعاً بذلك 1.02 دولار مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي الذي بلغ 44.34 دولار أمريكي.
لكن وصول السعر إلى المستوى المتوسط الذي حددته الموازنة لا يعني أن العجز توقف أو أنه تم الخروج من الأزمة النفطية، لاسيما أن الميزانية للسنة المالية 2016 توقعت عجزاً بقيمة 3.3 بليون ريال عماني اي بنسبة 13 في المئة من الناتج المحلي، وذلك على على السعر الوسطي 45 دولاراً الذي لم يبلغه نفط عمان إلى بعد النصف الثاني من العام.

كبح العجز
وفي النصف الاول من السنة بلغ المعدل الوسطي لنفط عمان، 35.04 دولار، أي أقل بنحو 10 دولارات من السعر الوسطي المحدد، مما يعني أن متوسط سعر نفط عمان للنصف الثاني يجب أن يكون 55 دولاراً على الأقل لكي يتطابق العجز الفعلي مع العجز المتوقع. لاسيما أن العجز الفعلي للسنة المالية 2015 بلغ نحو 4.5 بليون ريال عُماني بارتفاع تبلغ نسبته 80 % عن العجز المقدر، ويعود السبب في ارتفاع العجز العام الفائت لتدني السعر الفعلي للنفط والذي هبط بصورة مفاجئة، غير أن أرقام العام الحالي تشير إلى استبعاد تكرار ما حصل العام الفائت، لا سيما أن السعر الوسطي المحدد للنفط بني على أرقام موضوعية الأمر الذي أثبتته اسعار النفط الفعلية إذ تم الوصول إلى السعر الوسطي في بداية النصف الثاني.

تفاؤل مستقبلي
غير أن الإيجابي في ارتفاع سعر نفط عمان هو أنه يرتفع بشكل موضوعي وغير خاضع للتقلبات الأمنية والسياسية حول العالم، بل متأثراً بشكل أساسي بارتفاع الطلب الطبيعي على النفط لا سيما أن اسعار النفط العالمية ترتفع بالوتيرة نفسها. إذ ارتفعت أسعار النفط العالمية أمس بنحو 2% وبلغ سعر خام برنت في التعاقدات الآجلة 48.11 دولار للبرميل مقترباً من عتبة 50 دولاراً.
وذلك كنتيجة لعوامل عدة أثرت بشكل مباشر فيالأسعار، من أهمها انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية، وتراجع إنتاج النفط الصخري فيها للشهر السابع على التوالي مع توقف عدد كبير من الحفارات عن العمل، بالإضافة إلى انخفاض قيمة صرف الدولار الذي يؤثر مباشرة في أسعار النفط. وكذلك أدى هبوط الإنتاج في نيجيريا إلى قلة المعروض في السوق على الرغم من أن ارتفاع إنتاج أوبك.
وفي الوقت عينه توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن ينخفض إنتاج الدول من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بواقع 800 ألف برميل يومياً في العام اللجاري، أما من ناحية الطلب فجدد الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي عند 1.2 مليون برميل يومياً لهذا العام لكنها قالت إن المخاطر على التوقعات المستقبلية تميل إلى الارتفاع مما يعني المزيد من ارتفاع أسعار النفط العالمية ونفط عمان الذي يتأثر بالاتجاه النفطي العام.
وزاد الاستهلاك بشكل كبير في كل من الصين وروسيا والهند مما يساعد على تبديد المخاوف من هبوط جديد للأسعار، علماً أن الصين تشكل مستورداً أساسياً للنفط العماني.

ارتفاع ثابت
واستطاع نفط عمان، أن يحافظ على معدل ارتفاع ثابت منذ مطلع العام الجاري مستفيداً من ثقة السوق به من ناحية القدرة على التسليم الفعلي، وبحسب بورصة دبي للطاقة أن العقود الآجلة لنفط عمان استطاع أن تحافظ على مكانته الرائدة في السوق ليغدو العقد الأكبر من ناحية التسليم الفعلي عالمياً. وكذلك استطاع النفط العماني أن يدخل اسواق جديدة من بينها الولايات المتحدة الأميركية التي استلمت أول شحنة من النفط العماني الشهر الفائت.
وارتفع نفط عمان من 27.4 متوسط تسليم شهر مارس إلى أكثر من 45 دولار أمس لتسليم شهل يوليو أي بزايدة بنسبة 64 في المئة خلال 4 اشهر.
لذلك من المتوقع أن يستمر الارتفاع الثابت لنفط عمان خلال الأشهر المقبلة ليصل إلى عتبة 50 دولاراً قريباً، هذاإذا استمر النمو الطبيعي للنفط من دون أي تدخل خارجي، كأن تصل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق حول تجميد أو خفض الإنتاج في الاجتماع المتوقع عقده في يونيو المقبل.