مشاركون يشيدون بالدورة الرابعة من المسرح الخليجي لذوي الإعاقة

بلادنا الاثنين ٠٤/يناير/٢٠١٦ ٠١:٣٥ ص
مشاركون يشيدون بالدورة الرابعة من المسرح الخليجي لذوي الإعاقة

مسقط -
اختتمت أمس فعاليات المهرجان المسرحي الرابع للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي استضافته السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية خلال الفترة من السابع والعشرين من شهر ديسمبر الفائت وحتى الثاني من شهر يناير الجاري، برعاية إعلامية من صحف عمان والوطن والرؤية والزمن، إلى جانب «الشبيبة».

وقدمت دولة الكويت مساء أمس الأول الجمعة عرضها المسرحي «الأعضاء» على خشبة مسرح الكلية التقنية العليا بالخوير، وتدور أحداث القصة حول خمسة أشخاص هم «الهاموري، وسائق المنطاد، والمرافق، والمضمد، والصديق»، حيث يسقطون في مكان مجهول مقطوع عن العالم، ويسلط الاهتمام الأكبر على الشخصية المرموقة بينهم وهو «الهاموري»، الذي يطلب منهم التبرع له بالكلية، فيتباعد عنه الجميع، ثم يقتربون منه حال سماعهم بالمكافأة الكبيرة التي سيقدمها للمتبرع، ولكنهم يكتشفون في النهاية أن هذا ما هو إلا اتفاق بين الهاموري وسائق المنطاد لكشف نواياهم السيئة.

ومسرحية الأعضاء من تمثيل أحمد الطباخ، ودعيج بوعركي، ومحمود ميرزا، وأحمد القلاف، وأحمد السرحان، وفي المؤثرات الصوتية مصطفى الفيلي، ومهندس إضاءة أيمن عبدالسلام، وفي الديكور شيماء بو صخر، ومدير المسرح علي رضا عامر، ومدير الإنتاج فراج العجمي، وأزياء ومكياج جعفر حاجية، والعرض المسرحي من تأليف وإخراج يحيى عبدالرضا. كما قدمت دولة قطر مساء الخميس الفائت عرضها المسرحي «طاح في الفخ»، وتدور أحداثه حول شخص إقطاعي يحاول تملك كل شيء حوله، ويسيطر على كل من حوله بمن فيهم المزارع المسكين «سالم»، ويحاول إقناعه بقتل «ناصر»، لأن ناصر متعلم وبدأ يفتح مكاتب تخدم القرية وهو يريد بقاء الناس حوله جهلة وغير متعلمين، لكي يسيطر على القرية بالكامل، ولكن «ناصر» متسلح بالعلم، واستطاع أن يدير الكفة لصالحه ولصالح القرية وإعادة الأمر إلى نصابه وتنوير مجتمعه بحقوقه وواجباته، وأن خيرات البلد لأبنائه سواسية.

وهذه المسرحية من تأليف علي سيف طاهري، وإخراج سلمان المري، وشارك في التمثيل مشعل الدوسري، ومحمد ناصر المري، وعبدالرحمن ضاوي.

استثمار الإمكانيات

وذكرت رئيسة الوفد الكويتي د.فاطمة عبدالله ملا أحمد أن المهرجان يسعى إلى استثمار إمكانيات وقدرات هذه الفئة والعمل على توظيفها وإبراز همومهم وقضاياهم وطرح القضايا التي تهم المجتمع الإنساني، ما يسهم في دفع دمجهم وتفاعلهم الإيجابي في تحقيق التنمية المجتمعية وتحقيق ورفع مستوى الإبداع بكل أشكاله وتعزيز الجوانب والاتجاهات الإيجابية لديهم.
وتقدمت رئيسة الوفد القطري نجاة دهام العبدالله بالشكر إلى السلطنة نظير جهود التنظيم التي رافقت أيام المهرجان في نسخته الرابعة التي قالت عنها: نجدها مختلفة في طرح القضايا التي تتناولها العروض المسرحية، كقضايا عامة وليست محصورة في قضايا هذه الفئة، كما أن المسرح الخليجي للإعاقة أصبح من المسارح المهمة، وساهم في زرع الثقة لديهم في هذا الجانب، على أن نراهم في السنوات المقبلة أكثر تطورا وإبداعا، ونتمنى مضاعفة دعم هذا المهرجان، وعرض مسرحياتهم في أكثر من مناسبة، حتى يتسنى مشاهدة المجتمع لمستوى قدراتهم الفنية.
وقال يحيى عبدالرضا مؤلف ومخرج مسرحية «الأعضاء» لدولة الكويت: نشيد بجوانب التنظيم والتسهيل التي رافقت أيام هذا المهرجان الذي له أهمية كبيرة ومهمة للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعتبرون جزءا مهما في المجتمع، ولهم إبداعات مختلفة، ومن خلال المسرح يظهرون إبداعاتهم الكامنة، ونشكر دولة قطر كون انطلاقه المهرجان بدأت منها، وتتطور شيئا فشيئا إلى أن وصلت السلطنة بوجه آخر من الإبداع والتنظيم. وهذه الفئة ظهر لهم مسرح مدمج مع باقي المجتمع، حيث إن المسرح عمل على ضمهم إلى المجتمع وأبدعوا في ثلاثة مهرجانات، وهذا المهرجان إثبات وبصمة للعاملين في مجال الإعاقة من حيث دورهم في إبراز الإبداعات، ولا ننظر إلى المعاق بجسده ولكن ننظر إلى المعاق بتفكيره، فالإنسان السوي سوي بعقله وفكره وأخلاقه وعلمه وعمله وما يقدمه لمجتمعه، والإعاقة بذلك لا تتمثل بالجسد، فكم من معاق جسديا يبهر مجتمعه بأخلاقه وعمله وفنه وإمكانياته وعطائه، وكم من سليم جسديا وعقليا معاق فكريا، فبذلك ليست الإعاقة جسدية أو حسية أو ذهنية بل هناك إعاقة فكرية.
وأشار محمود حافظ من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أن المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة انطلق في إطار عام وضع من حيث أهدافه والمواصفات المحددة لإطلاق المواهب لهذه الفئة في إطار إبداعاتهم وقدراتهم في الجوانب الفنية، وكل إنسان يمتلك موهبة وقدرات فنية يستطيع أن يعبر عنها، ولا تشكل الإعاقة حاجزا في هذا الجانب، وهناك مفهوم حقوقي أرسته الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في 2006م، وجميع الدول الخليجية صادقت عليها، والعروض كانت ممتعة ومتعددة في رسائلها، والأعمال لها دلالات إنسانية عميقة.

قادرون على العطاء

الممثل والمنتج العماني زكريا الزدجالي عرف بنفسه قائلا: أنا ممثل مسرحي سابق وأحاول أن أعود للمسرح حيث تنقصني الثقافة المسرحية بشكل كبير، لذلك أصررت أن أتابع المهرجان المسرحي العماني ومن بعده هذا المهرجان الخاص بذوي الإعاقة، وما أود التأكيد عليه أولا أنه يجب على الجمهور أن يعي أن سبب وجود مهرجان خاص لذوي الإعاقة ليس للتعاطف بل العكس فهذا المهرجان يجعلنا نشعر ويشعر ذوو الإعاقة بأنهم قادرون على العطاء حالهم كحال أي فنان آخر، فهم بالفعل مبدعون، ويجب على المخرجين النظر لها بعين الاعتبار فإذا كان لديك شخص من ذوي الإعاقة فأسند له الدور الذي لا يوضح إعاقته، فمعظم الشباب الممثلين في هذا المهرجان هم من ذوي الإعاقة البصرية أو الذهنية وكانوا متمرسين في عملية الأداء وتقمص الشخصية.
وأضاف: للأمانة كنت أتخوف من أن يتقدم الممثل ويسقط عن خشبة المسرح ولكن ما رأيناه خلال العروض المسرحية طوال فترة المهرجان يوضح عملية الاشتغال على البروفات بالشكل الصحيح كما أن قدرات الممثلين من ذوي الإعاقة ساعدت على إخراج عمل جميل جدا ومميز، وأنا شخصيا تغيّر لدي مفهوم يتعلق بالتمثيل، فحين كنت أقرأ نصا عن شخصية ضرير كان يأتي في مخيلتي فنان مغمور يتقمص دور الضرير ويؤديه بحرفية، وبالتالي يظهر بصورة البطل لأنه تقمص هذا الدور، في حين يوجد فنان ضرير فعلا ولديه طاقة وإبداع في تأدية الأدوار التي توكل له، فلماذا أعطي الممثل العادي وأبعد الممثل من ذوي الإعاقة؟ فاليوم رأينا ممثلين أبدعوا، والمفترض أن نأخذ بيدهم ونشركهم في الأعمال الدرامية لدينا ولا نحصرهم في خشبة المسرح الخاصة بذوي الإعاقة.
وأكد: أتمنى أن يغيب المنظور العاطفي لهذه الفئة، حيث إن العالم أجمع ينظر لهذه الفئة نظرة إنسانية ولكن نتمنى أن يتم انتقادهم وأن يقدم لهم النصح لتطوير قدراتهم وهذا ما أتمناه من لجنة التحكيم، أن تنتقد الممثلين النقد البناء الذي يسهم في الأخذ بيدهم وتطوير قدراتهم مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعضا من هذه الفئة حساس جدا.