هل تتراجع إيطاليا في أزمة "ريجيني" ؟

الحدث الاثنين ١٦/مايو/٢٠١٦ ٢٢:٥١ م
هل تتراجع إيطاليا في أزمة "ريجيني" ؟

جوليو ريجيني صاحب الـ 28 عامًا،الايطالي الذي وُجد مقتولاً وعلى جثته آثار تعذيب وجروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وآثار تعذيب أخرى، وهي ملقاة على قارعة الطريق على مشارف القاهرة في الـ 3 من فبراير الفائت، بعد اختفائه في الـ 25 من يناير الفائت.
أكدت صحيفة جارديان"البريطانية"، أن ملاحقة إيطاليا مصر بسبب قضية مقتل الشاب الإيطالي في القاهرة، بدأ يتراجع بسبب عدة عراقيل نتيجة القلق على الأمن القومي والذي يتعلق بتعاون مصر في الملف الليبي.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "الواقعية السياسية تعوق ملاحقة قاتل ريجيني" : في الآونة الأخيرة زادت حدة التوترات بين روما والقاهرة في أعقاب مقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني، لكن رغبة إيطاليا في تعاون مصر بخصوص ليبيا تعني أن هناك حاجة ملحة للدبلوماسية.
وكشف مسئول رفيع المستوى في الحكومة الإيطالية رفض الكشف عن اسمه إن بلاده تشعر بالقلق إزاء دعم مصر لـ خليفة حفتر، القائد العام لقوات الجيش الليبي التابع لحكومة طبرق .
وتدخل قوات حفتر في قتال مع " فجر ليبيا،" تحالف يضم الميليشيات الليبية الغربية والتي يلقى بعضها دعمًا من جانب حكومة الوفاق الوطني، وحكومة الإنقاذ الوطني ، والتي تتمركز في طرابلس.
ورفض وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني التعليق على دعم القاهرة المزعوم لقوات طبرق، لكن الخلاف المتصاعد سيرسم الخطوات التالية التي ستتخذها روما في قضية ريجيني.
فرج سليم الحباتي الملحق العسكري الليبي في القاهرة والموالي لحكومة طبرق أكد أن "ثمة تعاون على المستوى الاستخباراتي، لكن لا توجد هناك صادرات أسلحة تتدفق من مصر إلى ليبيا".
وأوضح الحباتي أن الدعم الذي تقدمه مصر لبلاده "لوجستي فقط"، مضيفا أن القاهرة ستدعم في النهاية حكومة الوحدة الوطنية، بمجرد انتهاء البرلمان الليبي من التصويت على القضية.
وتابع:"الخطوة التالية ستتمثل في المطالبة برفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا".
وتنشغل إيطاليا بـ 3 مصالح قومية أساسية في ليبيا، أولها أنها ترى الاستقرار في ليبيا ضروريا للحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى جنوبي البلد الأوروبي. والمصلحة الثانية تتمثل في دحر التهديدات التي يفرضها تنظيم "داعش" في ليبيا، جارتها الجنوبية، أما الثالثة والأخيرة فهي حماية أصول النفط والغاز الطبيعي المملوكة لشركات الطاقة الليبية.
وقال رفائيل ماركيتي ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة " لويس" الإيطالية:" مصر تدعم حفتر، سياسيا وعسكريا، والدعم يرتبط أيضا بدول الخليج التي تدعم حفتر، منذ البداية."
وأضاف ماركيتي أن إيطاليا تواجه" مسارا تصادميا" في مصر، حيث تسعى للإبقاء على القاهرة داخل الشأن الليبي وذلك حرصًا على مصلحتها القومية، لكنها أيضا تستجيب للضغوط السياسية التي تطالبها بردة فعل تجاه مقتل جيوليو ريجيني.
وتسبب مقتل ريجيني في وصول العلاقات المصرية الإيطالية إلى أسوأ حالاتها، في الوقت الذي رفض فيه المسؤولون الإيطاليون مختلف الروايات التي ذكرها المحققون المصريون عن ملابسات مقتل ريجيني، ومن بينها أنه قتل في حادث مروري أو نتيجة تسوية حسابات شخصية أو حتى على أيدي عصابة إجرامية تخصصت في سرقة الأجانب بالإكراه.