لايختلف اثنان على ان الصحة من المجالات المهمة في حياتنا والجميع يبحث للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لكافة الامراض التي تصيب الانسان خاصة في وقتنا الحالي التي تنوعت وتغيرت فيها الامراض على مختلف مستوياتها ودرجاتها ويبحث الجميع دون أستثناء عن هذا الامر اذا تعرض لمرض معين – لاقدر الله – وتجد كل واحد منا حريص على اختيار العيادة او المركز الصحي أو المستشفى المناسب الذي يقدمة له هذه الخدمات الصحية ذات الجودة العالية والنتائج الايجابية سواء كان ذلك في السلطنة او خارجها من خلال الذهاب الي دول اخرى في المنطقة او على مستوى دول العالم ولايهم للمريض أن كان وجهته لتحقيق ذلك في مراكز ومستشفيات حكومية او خاصة المهم وجود التشخيص والعلاج السليم والمناسب فكما تقول الحكمة المشهورة " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراها إلا المرضى " حيث يمر الانسان بحالة من الضعف عند مواجهتة للمرض مهما كان نوعة او مستواه فتجدة يبحث ويسأل مثل المجنون عن المكان والمستشفى المناسب لاخذ العلاج الصحيح خاصة في الحالات والامراض الصعبة والمحرجة فالصحة كما ذكرنا مهمة جداً لنا جميعاً وتتعلق بحياتنا ومستقبلنا وسلامتنا .
منذ بزوغ شمس النهضة العمانية المباركة والمعاصرة في عام 1970 كانت الصحة ولاتزال من الاوليات فشهدنا خلال السنوات الماضية من هذه المسيرة الناجحة انشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في كافة ولايات ومحافظات السلطنة كما شهدنا انشاء عدد من المستشفيات التخصصية مثل مستشفى النهضة ومستشفى خولة ومراكز اخرى تخصصية لامراض وعلاجات معينة كذلك شهدنا تطوير في المنظومة الصحية من خلال فتح المجال للاستثمار في القطاع الصحي الخاص حيث شهد هذا القطاع تطور كبير وظهور مجموعة من المستشفيات والعيادات الصحية بمختلف انواعها ان كانت عامة او تخصصية وهذا أمر ايجابي يتطلب الاهتمام به أكثر وأكثر خلال المرحلة المقبلة بحيث نستطيع جلب علامات تجارية صحية لكبرى المستشفيات الاقليمية والعالمية لتقدم خدماتها في السلطنة ورغم هذا التطوير والانتشار للقطاع الصحي يبقى عند العمانيين والمقيمين وجهة واحدة مفضلة واسم واحد موثوق فيه بأنة يقدم أفضل الخدمات الصحية انة " المستشفى السلطاني " الذي تم افتتاحة في ديسمبر عام 1987 وشهد العديد من مراحل التطوير خلال السنوات الماضية شملت مختلف المجالات الصحية والمرافق والخدمات التي يقدمها ولعل من اهم مايميز هذا المستشفى وجود الكادر الطبي ذوي الخبرة الطويلة في مجالات معينة ونوعية الاجهزة الصحية المتوفرة ووجود الكادر الطبي المساعد الذي ايضا يتميز بالخبرة مع الحرص والاهتمام على تقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية بدأ من وصول المريض باب المستشفى مروراً بمراحل العلاج والتنويم وغيرها من المراحل التي يمر بها المريض في رحلة العلاج ، ومع النجاحات والانجازات التي يحققها هذا المستشفى جراء تنفيذ مجموعة كبيرة من العمليات الجراحية الناجحة او غيرها من العمليات الطبية او مستوى الرعاية الصحية أستطاع ان يكسب ثقة الجميع بانه الافضل في السلطنة مقارنة بالمستشفيات الاخرى حتى على مستوى المستشفيات الخاصة لذلك أصبح شائعاً لدى الاغلبية عندما يمرضون يحاولون بكل الطرق الذهاب الي المستشفى السلطاني لتلقى العلاج كوجهة رئيسية ويرفضون او يترددون للذهاب الى المستشفيات الاخرى وهذا للاسف يرجع للسمعة التراكمية لهذه المستشفيات والقصور الموجود فيها من حيث الكادر الطبي المؤهل او ضعف الرعاية والاهتمام الصحي وعدم توفر الاسر الكافية وبسبب كثرة الاخطاء الطبية وغيرها من الاسباب ويحاولون أغلبية المرضى وبشتى الطرق اخذ الموافقة او التصريح على الانتقال من المستشفيات الموجودة في المحافظات لتلقى العلاج في " المستشفى السلطاني " لثقتهم وقناعتهم بانهم سيجدون العلاج والرعاية أفضل في السلطاني مقارنة بالمستشفيات الاخرى فافضل الاطباء والممرضين يتم تعينهم في السلطاني مع توفر كافة الاجهزة والامكانيات الاخرى التي تحتاجها مراحل العلاج وخاصة فيما يتعلق بالتشخيص في المقابل ايضا بعض المرضى وخاصة المقتدرين يحرصون على الذهاب خارج البلد لتلقى العلاج ولنفس الاسباب وهي البحث عن التشخيص والعلاج الافضل والمناسب فلا تهاون مع الموضوع اذا تعلق بالصحة بكافة مجالاتها .
أن تعزيز المنظومة الصحية خلال السنوات المقبلة وتطويرها لمواكبة مختلف المستجدات والتطورات في هذا المجال يعد امر في غاية الاهمية لنا جميعاً ومن اولويات رؤية عمان 2040 وهذا لن يتحقق الا من خلال اعداد خطة مستقبلية ترفع الي مجلس الوزراء الموقر ويتم اعتماد تنفيذها على مراحل تتضمن كافة الاحتياجات الصحية والطبية المطلوبة من مستشفيات ومراكز صحية ومن اطباء وكادر تمريضي على مستوى عالي واجهزة طبية متطورة وغيرها من الامكانيات التي يحتاجها القطاع الصحي حتى يكون في عمان اكثر من مستشفى سلطاني واحد وهنا ليس المقصود الاسم وانما ماتتمتع به المستشفيات من أمكانيات وبالتالي نحن لاننظر في التطوير الي الشكل فقط او انشاء مزيد من المستشفيات والمراكز الصحية وانما المطلوب تطوير المستشفيات الحالية الموجودة في المحافظات لتصبح مثل المستشفى السلطاني وأفضل من حيث توفير واختيار أفضل الكوادر الطبية في مختلف التخصصات وتعزيز الرعاية الصحية وتوفير كافة الاجهزة والامكانيات المختلفة والمتابعة المستمرة على اداء هذه المستشفيات لتقوم بدورها على اكمل وجهة وبالتالي كسب ثقة المراجعين والمرضى من جديد بهذه المستشفيات وهذا سيساهم في التقليل من رغبة المرضى في الانتقال والذهاب الي المستشفى السلطاني وكذلك من النقاط المهمة العمل على تطوير القطاع الصحي الخاص والحرص على فتح المجال للاستثمار في القطاع الصحي من خلال توفير التسهيلات والمزايا والحوافز لجلب عدد من الشركات والمؤسسات الطبية العالمية لفتح فروع لها في السلطنة فالقطاع الصحي على مستوى العالم يشهد طفرة وتطوير كبير ومستمر وهناك العديد من الدول تعتمد على هذا القطاع لتعزيز مايسمى بالسياحة الطبية لذلك علينا ان نولي اهتماماً كبيراً بهذا القطاع خلال الفترة المقبلة لاهميتة بالنسبة لنا جميعاً وتخصيص الميزانية الكافية لتنفيذ هذه الخطة التطويرية ، نأمل ان تكون كافة مستشفياتنا في المحافظات أو في محافظة مسقط على مستوى عالي في تقديم أفضل الخدمات الصحية وينجح هذا القطاع في كسب ثقة المرضى والمراجعين خلال المرحلة المقبلة .