خلال السنوات الأخيرة اصبحت المواطنة او الوطنية لدى البعض تباع وتشترى وتضحى بها بكل سهولة احيانا من أجل حفنة من المال او من أجل متاع قليل خصوصا في ظل الانفتاح العالمي وتوسع استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتي اصبحت متاحة لمن هب ودب لذا رأينا وتابعنا من يستجدي بالاخرين ويمحدهم على حساب وطنه فقط من اجل الوصول الى غاية في نفس يعقوب بل أن البعض من حيث يدري او من حيث لا يدري تراه يكيل التهم على أبناء جلدته وينقل الاشاعات المغرضة ضد وطنه، ويتفكه بقذف اعراض الناس ولم يسلم حتى علماء الدين منهم، لذا نقول لا للمزايدة على الوطن ولا للإساءة إليه.
الوطنية ليست جواز سفر يتم الحصول عليه والعبور او التنقل به، كما انه ليس مجرد مكان نعيش فيه ونأكل من خيراته فحسب، وانما الوطنية احساس واخلاص وعمل وتفاني والوطنية هي تضحية وفداء ، هي حفظ لكرامة الانسان وصون للمكتسبات ، والوطنية هي عطاء بلا حدود ، كما إن الوطنية لا تباع ولا تشترى فهي تسري في العروق كما يسري الدم تغذي الجسم بالحب والحنان ، الوطنية احترام للنظم والقوانين.
الوطن اغلى ما نملك وقديما قيل "الوطن عزيز ولو كان صحراء قاحلة" ، فكيف اذا كان الوطن هو عمان الغالية والتي ينبغي ان ندافع عنها بكل ما نملك ونذود عن حياضها بالروح والدم ونسهر على حفظ اسمها عاليا خفاقا ، ونضعها بين اعيننا لانها وطن ليس ككل الاوطان.
عمان في كل حرف من حروفها معنى ومغزى ففي العين عزة وكرامه وفي الميم مودة وتماسك وفي الالف الفة ومحبة وفي النون نور وضياء، عمان التي قال عنها جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- انها لا تنبت الا طيبا ولا مكان فيها للنباتات السامه والرديئه.
ان من يفقد وطنه ويعيش مشردا لا شك انه يعرف معنى الوطنية وحب الوطن وتحضرني ابيات من الشعر العراقي المغنى تعبر عن حب الوطن وانه لا يشترى بالمال ولا يمكن نسيانه تقول :
"إلي مضيع ذهب سوق الذهب يلقاه والي مضيع حبيب يمكن سنه وينساه
بس الي مضيع وطن وين الوطن يلقاه"
هناك من يخون وطنه بأشكال متعددة وهناك من يزايد عليه من خلال الحصول على الرشاوي او الهبات من اجل تسهيل معاملة او الحصول على خدمة او العمل لصالح جهه او جهات اخرى بهدف زعزعة الامن والاستقرار وتسريب معلومات لاطراف خارجية لأغراض غير اخلاقية ، مخالفة في ذلك القوانين والاعراف الدولية.
إن من يخون وطنه او يزايد عليه مقابل حفنه من المال ليس له مكان على هذه الارض فمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الافعال المشينه ينبغي ان ينال اشد العقاب ليكون عبرة للاخرين، أما النقد البناء المفيد والمطالبة بالحقوق فهي مشروعة وكفلها النظام الاساسي للدولة فمن حق كل وحد ان يطالب بحقوقه بطريقة صحيحة دون شخصنة ولا تجريح ، عندما ننتقد او نعلق على موضع معين من اجل الوطن يكون النقد بناء و من أجل الاصلاح والتعديل بينما النقد الهدام لا يخدم الوطن في شيء بل على العكس سوف يكون له اثر سلبي ،وفي المقابل هناك ايضا من يطبل ويمدح ربما للحصول على مأرب شخصية فمثل هذا لا تهمه مصلحة الوطن ويعد هذا نوع من النفاق ولابد من الحذر منه.
واخيرا ينبغي تربية الابناء على حب الوطن وعلى التمسك بترابه ولابد من زيادة جرعة التثقيف والتعليم في المدارس والجامعات بأهمية حب الاوطان وكيف انها اغلى ما نملك .