مسقط - حمود العامري
مما يلفت انتباه زوار مهرجان مسقط وبالتحديد في حديقة النسيم العامة منظر طاهي الحلوى وهو يحرك المكونات في إناء الطهي (المرجل) كي لا تلتصق بالقاع ويضيف مكوناتها بشكل متتال ويحركها لتخرج الروائح الزكية التي تجذب كل من يمر بجانبها كما أن منظرها أثناء الغليان تحتم على الزائر أن يقف قليلاً ليتذوق طعمها.
ومما يزيد الجمال جمالاً الشاب العماني خليل الندابي الذي يحرص بنفسه على إعداد الحلوى العمانية ويقوم شاب آخر بوضعها في أواني تمهيداً لبيعها لتكون عمانية خالصة، ويقدم خليل شرح تفصيلي لزوار المهرجان عن الحلوى العمانية مكوناتها وأنواعها وطريقة تحضيرها والوقت الذي تستغرقه لتكون جاهزة للأكل. ويؤكد خليل على أن الحلوى العمانية تنال إقبالاً وفيراً من زوار المهرجان حيث يقوم بطهي ثلاثة مراجل يومياً وتباع بأكملها في وقت قصير جداً بل تجد أحيانا من يقف ينتظر الحلوى أن تجهز لينال نصيبه منها. ويعزي هذا الإقبال إلى جودة المكونات المستخدمة في صنعها وسعرها المناسب حيث يصل سعر العبوة التي تسع ما يزيد عن نصف كيلوجرام ريال واحد فقط وهو سعر مناسب، كما أن الحلوى من الحلويات العمانية الأصيلة وبالتالي يقبل عليها العمانيون بشكل دائم ويشد هذا الإقبال الوافد الذي يجد من المهرجان فرصة للتعرف على الحلوى العمانية بكل تفاصيلها ومشاهدها مراحل إعدادها.
وحول مكونات الحلوى العمانية قال خليل: هناك مكونات أساسية تدخل في صنع جميع أنواع الحلوى وهي الماء والسكر الأبيض والأسمر والنشأ والسمن المحلي وهناك مواد إضافية تضاف حسب الرغبة وحسب نوع الحلوى مثل الهيل والزعفران والمكسرات والتين والعسل وغيرها، حيث نقوم في البداية بتسخين الماء والسكر حتى الغليان ثم نضيف له النشا ونقوم بالتحريك لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات ثم نضيف ماء الورد والزعفران والهيل والمكسرات ونقوم بتحريكها حتى تختلط المكونات وتمتزج ببعضها ثم نقم بتفريغها في إناء كبير (الدست) تمهيداً لوضعها في الأواني الصغيرة وعرضها للبيع.
ويؤكد الزائرون على طعم الحلوى الشهي وسعادتهم بالتعرف على مكوناتها ومراحل إعدادها عن قرب وعلى أكلها ساخنة لذيذة. ويوجد بالحديقة موقعان منفصلان لطهي وبيع الحلوى العمانية وبمكان مهيأ للزائر بأن يقف بجانب الطاهي ويلتقط الصور التذكارية كما أن بعض الزوار يتعدى ذلك ليقوم بالمساعدة في عملية تحريك الحلوى في الإناء وتجربة المشاركة في اعدادها.