الناقل الوطني لاي دولة عبارة عن حلقة الوصل بينها وبين العالم الخارجي والذي يربطها بمختلف دول العالم ، وتسعى الدول الى تطوير وتوسيع وانتشار تواجدها من خلال شبكة نقل متصلة وتحاول البحث عن محطات مختلفة شرقا وغربا ، ويعتمد نجاح الناقل الوطني على امكانياته ومدى مقدرته على المنافسة والكثير من شركات الطيران في المنطقة بدات صغيرة جدا وخلال زمن قياسي استطاعت ان تنمو وتتطور وتتوسع في شبكتها المحلية الاقليمية والدولية وزيادة عدد من طائراتها بمختلف الاحجام وحققت ارباح كثيرة ، بل إنها استطاعت ان تنافس الشركات الكبرى من حيث جودة الخدمة والالتزام بالمواعيد.
ويعتبر الطيران العماني الناقل الوطني لسلطنة عمان بعد ان خرجت السلطنة من عضوية طيران الخليج فمنذ مارس من عام 1993 انطلقت رحلته التشغيلية الأولى، والتي كان مسارها بين مسقط وصلالة، وفي يوليو من نفس العام تم تسيير أول رحلة دولية للطيران العماني إلى دبي، ومن ثم بداء الطيران العماني في التوسع والانتشار وتم شراء واستيجار عدد من الطائرات وتجاوز عدد محطاته اكثر من اربعين محطة.
الا ان الشي الغير مفهوم هو استمرار الطيران العماني في تحقيق خسائر مستمرة ومتراكمة وصلت الى ملايين الدولارات خلال السنوات الاخيرة بينما عدد كبير من خطوط الطيران في المنطقة تحقق الأرباح الطائلة وتتوسع يوميا في شبكاتها وحضورها ما دعانا لكتابة هذا المقال هو ما شاهدناه من حركة ونشاط في احدى خطوط الطيران في المنطقة خلال هذا الصيف.
كنا في رحلة من احدى المحطات الرئيسية لهذه الشركة الى مدينة مانشستر البريطانية هذه المحطة كانت سابقا ضمن وجهات الطيران العماني الا انها توقفت ، ما لفت انتباهنا هو امتلاء جميع الكراسي بالمسافرين ذهابا وإيابا وكانت الطائرة من نوع البيوينج الكبيرة الحجم والتي تتسع الى أكثر من 350 راكب ، هذه الشركة تمتلك احد اعمدة الاندية الانجليزية ومجمع سكني استثماري وترعى عدد من الفرق ولديها اسطول كبير من الطائرات وحاليا وقعت عقد لشراء عدد من الطائرات ولم نسمع عنها انها تخسر.
الطيران العماني الذي بدا انطلاقته قبل حوالي 31 سنة وكانت بداية جيدة بداء في التراجع التدريجي وخلال الفترة الاخيرة استغنى عن عدد من المحطات التي كان يتجه اليها وتم التخلي عن عدد من الطائرات، إن إعادة الهيكلة لاي مؤسسة شي جيد الا انه ينبغي ان يكون مخطط لها بشكل جيد مع مراعاة التأثيرات السلبية والايجابية ، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نريد لمطار مسقط الدولي ان ينتعش وان يكتض بالمسافرين اذا كان الناقل الوطني يتنازل عن محطاته التي كان يستقدم منها المسافرين سواء للسلطنة او من خلال نقل العبور(الترانزيت)؟؟؟
لماذ لا نستفيد من تجارب الخطوط الاقليمية الاخرى ونحسن من الاداء ولا يتم ذلك الا بوجود مجلس ادارة كفؤ وادارة تنفيذية متخصصة تسابق الزمن مع تطبيق نظام الحوكمة فالاستغناء عن محطات رئيسة يترك مجال للخطوط الاخرى ان تستغلها وتستفيد منها ناهيك عن أن اعادة تشغيل تلك الخطوط مرة اخرى يترتب عليه إجراءات ومبالغ طائلة.
من الاشياء ايضا التي تدعوا الى الاستغراب بأن الطيران العماني وقع اتفاقية رعاية مع نادي تشيلسي البريطاني لكرة القدم في منتصف العام الماضي لمدة ثلاث سنوات طبعا العقد لم يفصح عنه بالتفصيل في حينه لا من حيث قيمته ولا من حيث المزيا التي سوف يحصل عليها الناقل الوطني وبعد اشهر سمعنا بأنه تم فصخ العقد أيضا دون إبداء الاسباب...
مثل هذه القرارات ينبعي ان تكون مدروسة بعناية ومن جهات متخصصة والسؤال المطروح من هو المسئول عن كل هذه القررات رغم ان هناك كما ذكرنا عدد من خطوط الطيران لديها عقود رعاية وتكسب منها الكثير من خلال استقطاب عدد كبير من المسافرين والترويج للدولة وجلب االإستثمارت وغيرها من المزايا.
وتبقى كل هذه الاسئلة وغيرها ألغاز محيرة تحتاج الى تفسير ، وعندما نذكر نطرح هذه التساؤلات والاستفسارات المشروعة لغيرتنا على هذا الوطن ، ونفتخر دائما بأي نجاح الا اننا حقيقة يحزننا كثيرا لما نراه من اخفاق في بعض الجوانب وعالم الطيران صناعة تحتاج الى تخطيط وبعد نظر ولابد من الشفافية والوضوح وتقييم الوضع إذا ما كنا ننشد النجاح والتميز.