بمناسبة ذكرى شارل ابدو المساجد الفرنسية تفتح أبوابها للديانات كافة

مزاج السبت ١٦/يناير/٢٠١٦ ٠٣:٥٦ ص
بمناسبة ذكرى شارل ابدو 


المساجد الفرنسية تفتح أبوابها للديانات كافة

باريس - هدى الزين

بمناسبة مرور عام على اعتداءات باريس التي تمت في شهر يناير الفائت والتي تم بها استهداف صحيفة شارل ابيدو الساخرة ومواطنين فرنسيين مسلمين من قبل الإرهاببين ومن اجل تغيير الصورة السلبية عن المسلمين خاصة بعد الاحداث الدرامية التي شهدتها باريس في مسرح ديكتالون وستاد دو فرانس ومطعم فرنسي وسقط فيه العشرات من الضحايا الابرياء، ومن اجل تصحيح صورة الاسلام في اذهان الفرنسيين والمشاركة بالذكرى بطريقة حضارية تعبر على ان الدين الاسلامي دين المحبة والتسامح والتآخي مع كل الاديان، قامت مئات من المساجد في فرنسا بتنفيذ مبادرة «الأبواب المفتوحة» التي لا سابق لها على صعيد الحجم وتستمر يومين، للدفاع عن إسلام «التفاهم» وعبر تقديم شاي الأخوة حيث شاركت مئات المساجد في فرنسا يومي السبت والأحد في مبادرة «الأبواب المفتوحة» للدفاع عن إسلام التفاهم، عبر تقديم «شاي الأخوة»، بعد سنة من هجمات يناير 2015.

وبالمناسبة توجه الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند في زيارة مفاجئة إلى المسجد الكبير بالعاصمة باريس، في أعقــــــاب تكريم ضحـــــايا الاعتداءات التي وقعت في يناير ونوفمــــبر في سـاحة الجمهورية.
وتبادل هولاند الحديث مع مسؤول المسجد، دليل بوبكر، ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أنور كبيبش، حول «المغزى الذي يريده المنظمون فتح أبواب المساجد» خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط أجواء من العيش المشترك والتآخي حول كوب من الشاي، وإحياء ذكرى ضحايا هذه الاعتداءات. وترحيبا من وزير الداخلية برنار كازنوف بمبادرة «الأبواب المفتوحة» قام بزيارة لمسجد في سان أوان لومون في ضواحي باريس، وقال « للصحفيين: إن الجمهورية بحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضى لجهود كل مسلمي فرنسا». وحول جدوى مثل هذه التظاهرة الاسلامية في باريس في ظل تصاعد العداء للاسلام خصوصا بعد الحوادث الارهابية التي شهدتها باريس في نهاية العام الماضي قال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيبش: اردنا من خلال فتح المساجد للجميع وتقديم شاي الاخوة تعزيز التفاهم والتلاحم الوطنيين في مناسبة الذكرى، ورأينا أنه بدلاً من التركيز على الأفعال المأسوية من المفيد والمهم الاحتفال بروح 11 هذه الذكرى والتي برزت في مسيرات المواطنين الضخمة بعد الاعتداءات، بإنشاء مساحات للضيافة الاسلامية والتبادل والتواصل مع المؤمنين وجميع مواطنينا من الاديان الاخرى، والعمل بهذه المناسبة على إبراز قيم الإسلام الحقيقية المتسامحة، وعلى كرم الضيافة، حيث سنقدم للزوار شاي الأخوة بأشكال مختلفة: منها تقديم المشروبات الساخنة والحلوى، كما سنقوم بزيارات منظمات وجمعيات وسيكون هناك نقاشات وورشات للخط العربي وحول موقف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من رسوم العدد الأخير من شارل ابيدو أصدر المجلس بياناً عبّر عن «الإهانة» التي شعـــر بهــا إزاء الرســـم المذكور.
اما د.غالب بن شيخ رئيس المؤتمر العالمي للاديان فيقول ردا على سؤال يتعلق بمجلة شارلي التي اصدرت عددا خاصا نسخت منه مليون نسخة بهذه المناسبة حيث لم تركز المجلة على دين بعينه بل جسدت رسمها بصورة اله يحمل رشاشا وكتبت قائلة: ان القاتل لازال حرا طليقا ولكم للأسف تحدث عنها الساسة كمبدأ يجب المحافظة عليه.. ويقول امام مسجد مدينة باردو عن فتح المساجد امام الجميع المسلمين وغيرهم بانه امر دائم في مساجدنا.
ونحن كثيرا ما نستقبل العديد من ابناء المدارس الفرنسية اللذين يريدون التعرف على الدين الاسلاميين، والحقيقة انه ليس هناك مشكلة مجتمعية بين المسلمين والمجتمع الفرنسي بل هي مشكلة سياسية بحتة.
لان المسلم يحترم المجتمع والقانون والبلد الذي اختاره للعيش به.. ولكن العنف الذي يحمل اسم الاسلام للاسف هو ما يؤذي المسلمين أكثر ما يؤذي غيرهم فالاسلام دين منفتح يدعوا الى حرية الاعتقاد وحرية التعبير واحترام الاديان السماوية وعلينا ان لانرد بالعنف والقوة على استفزازنا، بل بالتعامل بالحكمة والحوار والتصرفات الاخلاقية التي تغير الصورة السلبية عنا كمسلمين ضمن المجتمع الغربي.