مهما طال الاحتلال فهو إلى زوال.. ومهما طال الظلم فهو إلى زوال ولن يدوم، هذه هي سنة الله في الأرض ، لا يدوم قهر ولا يستمر مهما طالت السنوات، والاحتلال إجلا أم عاجلاً سينتهي لا محالة، وقادة الاحتلال أنفسهم مؤمنون بذلك ومتأكدون أنه سيأتي يوما وتنتهي دولتهم المزعومة سواء على يد السنوار أو غيره ممن سيأتون بعده من رجال المقاومة.
وفي الشهر الأول من الحرب الباسلة التي تخوضها جموع المقاومة في قطاع غزة ضد المحتل الغاشم قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس": "إن زمن أسطورة الجيش الذي لا يقهر قد ولّى وإن المعركة الحالية ستكون فاصلة في تاريخ الأمة"، فقد ولى بالفعل هذا الزمن الغابر الذي كان يدعي فيه المحتل أنه القوة التي لا تقهر، حتى جاء مجموعة من الشباب مؤمنون بنصر ربهم وأذاقوهم لباس الخوف والرعب وأسكانوهم مساكن الذين ظلموا وعاشوا أيام جحيم لن ينسوها لكنها ذكرتهم بشئ واحد فقط وهي "نبوءة الزوال".
ولعنة الزوال التي يخشاه حفنة اليهود في أراضي فلسطين المحتلة هم أنفسهم تنبوءا بها، ففي عام 2023 الماضيأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها والتي تصادف عام 2028 المقبل، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وفي مقال له بإحدى الصحف العبرية قال باراك: "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".، وأضاف قائلًا إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وأشار باراك إلى أنهم ليسوا وحدهم من أصابتهم لعنة العقد الثامن؛ "فأميركا نشبت فيها الحرب الأهلية في العقد الثامن من عمرها، وإيطاليا تحولت إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، وألمانيا تحولت إلى دولة نازية في عقدها الثامن وكانت سببا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي وانهار وانفرط عقده".
هذه النبوءة تبناها أيضا الكاتب الصحفي الإسرائيلي آري شافيت، في كتابه "البيت الثالث"، كما أكدها الكاتب والمحلل الإسرائيلي روجل ألفر، في مقال سابق له بصحيفة "هاآرتس" مؤكدا أن إسرائيل وقعت على شهادة زوالها، وأنه في الحرب المقبلة لإسرائيل مع الأعداء، سيتلقى السكان اليهود في البلاد الأوامر بالانتحار، كل هذه الشهادات التي خرجت من أفواههم أنفسهم تؤكد أن "إسرائيل" لن تدوم مثلها مثل كل قوى الاحتلال على مر التاريخ.
وهكذا يتحدث سياسو ومفكرو الاحتلال عن زوال كيانهم الغاصب المحتل ويتنبوءن بقرب نهايتهم، وهم الآن في الرمق الأخير يحاولون النجاة بأنفسهم بالمزيد من القصف والقتل والتدمير في الشعب الفلسطيني الأعزل، ولكن ما يثير الدهشة والاستغراب هو عدم إيمان الكثير من العرب من هذا الوعد الألهي وبقدرة الله على "كن فيكون"، بل نجد البعض منهم بدلا من مهاجمة المحتل ولو بكلمة نقد أو تنديد نراهم يعقدون معهم "إتفاقيات عار" بحجة نشر السلام ولكنها ليست بسلام ، فالسلام هو الله والله لا يرضى بهذا الخزي والعار.
وبسم الله وبسم الشعب الفلسطيني الأعزل الصامد سينتصر الحق ويزول الظلم، ويذهب هذا الكابوس إلى الثراء.
عن الكاتب
- هو كاتب صحفي متخصص في الشؤون الإسرائيلية والديانة اليهودية.
- درس اللغة العبرية بجامعة عين شمس المصرية وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الشؤون الإسرائيلية من كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة
- له العديد من المؤلفات والمقالات في الشأن الإسرائيلي تم نشرها بالعديد من الصحف العربية
للتواصل مع الكاتب
m.mohy@shabiba.com