مسقط - زينب الهاشمية
هوسه بالفن وحبه للاستكشاف والتجريب وموهبته الكبيرة فجّرت شغفه في مجال المكياج والخدع السينمائية، ومع الوقت استطاع عبر خياله الخصب أن يثبت جدارته ويصنع لنفسه بصمة ويخرج لنا بأعمال ممتعة مليئة بالإبداع. إنه عبدالرحيم بن حمد اليحيائي.. «الممرض» الذي يقضي أوقات فراغه في رسم الوجوه وإبداع اللوحات الفنتازية الرائعة. المزيد عنه في السطور القادمة:
عن بداية مشواره الفني في المكياج السينمائي يقول: هوايتي بعيدة كل البعد عن وظيفتي الحالية كممرض، وكانت بدايتي بسيطة جداً من خلال موهبة الرسم التي كنت أتمتع بها، وكنت في البدايات أرسم الشخصيات الكرتونية. وبتشجيع ودعم معنوي من قِبل الأهل والأصدقاء وتحفيزهم لي على الاستمرار في الرسم وتوفيرهم الأدوات اللازمة وجدت رغبة قوية بتطوير موهبتي وتنمية مهاراتي، ومن هنا كانت بداية انطلاقتي في مجال المكياج السينمائي.
ويضيف: منذ البدايات لم يجذبني أبداً رسم الطبيعة الصامتة أو أي مجال آخر باستثناء رسم الشخصيات واللعب بها بأدق التفاصيل، فالفن ألوان وله عدة خيارات ومن المستحيل أن يسلك الفنان اتجاهاً واحداً أو يتمسك بمجال واحد ومع التجريب يكتشف أين يمكنه أن يبرع بصورة أكبر.
ويضيف: اتجهت للمكياج السينمائي حباً بهذا الفن بشكل كبير جداً، ولما يحمله من متعة وحس فني، وطوّرت موهبتي من خلال مشاهدة اليوتيوب وكذلك برنامج متخصص عرض في الدول الغربية لمسابقة أفضل مكياج سينمائي، فشعرت بأنني قادر على أن ابتكر شيئاً وأبدع فيه، وكانت بدايتي الفعلية في العام 2016.
أنواع مختلفة
للمكياج السينمائي أنواع وخطوط كثيرة وحول ذلك يقول: هناك نوع آخر من المكياج يخلط الناس بينه وبين المكياج السينمائي وهو مكياج المؤثرات الخاصة الذي يبرز الجروح والدم والإرهاق.. الخ، وهذا مختلف تماماً عن المكياج السينمائي المليء بالألوان والمرح، وللأسف الشديد انتشر هذا المجال على نطاق واسع لدى الناس من خلال بعض الهواة، ومع احترامي لجميع من يمارسه إلا أن البعض منهم ساهم بدون قصد في تشويه هذا الفن والتسبب بكره الناس له، ولذلك شعرت بالإحباط وبدأت بالتراجع قليلاً عن المكياج السينمائي، ولكنني لم أقف عند هذا الحد وفكرت في لحظة أنني قادر على أن أصنع وابتكر شيئاً لنفسي بإضافة لمساتي الخاصة وإذا بذلت بكل جهدي فيما أسعى إليه، حيث قمت بدمج مؤثرات خاصة مع الرسم على الوجه الذي يعطي واقعية الخدعة البصرية، ونجحت فعلاً في إيصال أعمالي للناس.
عقبات مختلفة
أما عن أبرز العقبات التي واجهها عبدالرحيم فيقول: أبرزها من الناحية المادية وهي تعتبر من أكثر الصعوبات الذي تواجه أي شخص في هذا المجال بسبب ارتفاع ثمن الأدوات بشكل مبالغ فيه خاصة في السلطنة، تليها الصعوبة الأساسية التي واجهتني وهي كيف تكون محاكياً للواقع الذي أحاول فيه بكل جهدي إبراز هذا الفن بدون تعديل للصورة أو اللعب فيها عن طريق استخدام فوتوشوب وهذا هو هدفي الكبير الذي جعلني أحاول مراراً وأتسلى وأمضي وقتاً في اللعب وتجريب الألوان على وجهي لكي أتعلم وأطوّر نفسي للأفضل.
وحول المهارة المطلوبة في هذا المجال يقول اليحيائي: تعلم رسم المؤثرات الخاصة مثل الجروح والتجاعيد سهلة جداً ويمكن لأي شخص أن يتعلمها، أما مجال العمل بشكل احترافي وكامل من ناحية الرسم وتناسق الألوان والظل والنور فهي بحاجة إلى مهارة في الرسم وهذه موهبة فطرية يمتلكها أي فنان.
مشاركات عديدة
شارك عبدالرحيم في العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة داخل السلطنة ومن ضمنها مشاركته في فعالية «شبابنا مواهب» بالقرم، ومسابقة المجال المسرحي (إبداعات شبابية) بمسرحية الغراق، وفعالية «الرستاق تقرأ»، كما كانت له مشاركة في حفل تكريم المشاركين بالأنشطة الرمضانية، وفي مخيم الفنانين بكلية الرستاق حيث قدّم ورشة في مجال الرسم والمكياج السينمائي والمؤثرات الخاصة.
طموحات للمستقبل
وعن خططه المستقبلية وطموحاته يقول: طموحاتي التي أسعى إلى تحقيقها كثيرة ويأتي أولها الاحتراف الفني في الرسم بالرصاص والفحم بالإضافة إلى المكياج السينمائي ومن خلال امتلاك هذين المفتاحين بشكل ممتاز سيكون بإمكاني أن أقدّم لوحة فنية عظيمة وأنقل رسالتي وأفكاري للمجتمع بحيث تصلهم بكل سهولة ويتقبلونها سواء كانت الأعمال ستُعرض في المسرح أو في مجالات وأمكنة أخرى.وتابع: الأمر الآخر الذي أطمح إليه هو أن أصبح خبيراً في هذا المجال وأقدّم ورشاً ودروساً لتعليم الآخرين والمهتمين كيفية استغلال هذا الفن العظيم. وينصح اليحيائي المهتمين بالمجال الفني قائلاً: إذا كنت من عشاق هذا الفن فلا بد أن تبدع وتبتكر ولا تكتفي بالتقليد فقط. حاول أن تصنع لنفسك شيئاً خاصاً حتى تشعر بالمتعة.