صلالة - عادل بن سعيد اليافعي
سنوات طويلة قضاها الباحث سالم بن أحمد العمري يبحث ويتقصى ويجمع كنوزاً نادرة من التاريخ العُماني الذي يحفل بالكثير من المقتنيات والمفردات التراثية المتميّزة، واستطاع أن يقطع شوطاً كبيراً في هذا الأمر بتحفيز كبير ودعم من والدته. يضم معرض العمري التراثي اليوم مجسمات لأنواع السفن والمراكب العُمانية التجارية القديمة، إلى جانب قسم خاص بأنواع العملات الورقية والمعدنية القديمة والحديثة بالإضافة إلى العملات التذكارية والعملات الأجنبية المتداولة قديماً، وقسم القلاع والحصون العُمانية وصور للبيوت القديمة في المناطق الأثرية والتي تجسّد الحضارة العُمانية الأصيلة منذ القدم، أما القسم الأخير فيضم الصناعات الحرفية القديمة مثل الفخاريات والسعفيات والأواني المنزلية التقليدية بالإضافة إلى نماذج من الرسم على الجلود. ويحرص العمري على الحضور في جميع الفعاليات داخل السلطنة وخارجها لعرض مقتنياته.
في السطور القادمة نأخذكم في جولة لتتعرّفوا على مقتنياته النادرة.
مقتنيات متنوعة
يقول العمري: يحتوي المعرض على خمسة أقسام رئيسية يأتي أولها قسم العملات العُمانية التي تعود في عمرها إلى عهد السلطان فيصل وتشمل البيسة والغازي وبيسة القلعة، وتعتبر عملة الغازي وبيسة القلعة أولى العملات التي تصدر في عهد الدولة البوسعيدية العام 1311 هجري ثم بيسة العام 1312 و1313 و1314 و1315 و1316. وكذلك قام السلطان تيمور بدمغ حرفي (س ت) واللذان يرمزان للسلطان تيمور أو السيد تيمور، فيما قام السلطان سعيد بن تيمور بما قام به أبوه حيث دمغ حرفي (س س) ويرمزان للسلطان سعيد أو السيد سعيد وبعد ذلك قام بإصدار عدة عملات منها ما حمل اسم ظفار كعملة الـ50 بيسة ظفار والـ20 بيسة ظفار والـ10 بيسات ظفار والـ3 بيسات ظفار، وكذلك عملة 3 بيسات والـ5 بيسات التي تحمل رسم السفينة، وكذلك قام بإصدار عملات أخرى مثل الـ20 بيسة والـ5 بيسات والبيستين، ثم طقم العام 1970م ويتكوّن من الـ2 بيسة والـ5 بيسات والـ10 بيسات والـ25 بيسة والـ50 بيسة والـ100 بيسة، وفي العام نفسه قام السلطان سعيد بعمل أول إصدار ورقي في عُمان حيث سُمّي بالإصدار السعيدي ويتكوّن من الـ100 بيسة السعيدية والربع ريال السعيدي والنصف ريال السعيدي والريال السعيدي والخمسة ريالات سعيدية والعشرة ريالات سعيدية.
العملات الحديثة
وحول تاريخ وتكور العملات الحديثة يقول العمري: في عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- تطوّرت العملات من حيث التصميم والنواحي الأمنية للعملات الورقية حيث حملت العملات الورقية العُمانية الشعار الوطني والرموز التاريخية في السلطنة كالقلاع، حيث بدأ السلطان قابوس بالإصدار الورقي الثاني إذ تم تغيير المسمى من الريال السعيدي إلى الريال العُماني رمزاً للوحدة الوطنية وبنفس تشكيلة وفئات الإصدار الورقي الأول وبتوقيع محمود مراد حيث احتوى على ست عملات وصدر العام 1972م، والإصدار الثالث صدر العام 1976م وبتوقيع صاحب السمو السيد طارق بن تيمور وظهرت صورة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- على العشرين ريالاً وتوقيع جلالته على الـ200 بيسة وزادت عدد الفئات إلى تسع بدلاً من ست حيث اشتملت على الـ100 بيسة والـ200 بيسة والربع ريال والنصف ريال والريال والخمسة ريالات والعشرة والعشرين ريالاً والخمسين ريالاً، وجاء الإصدار الرابع الذي صدر في العام 1985م لتظهر صورة جلالته وتوقيعه على جميع فئات الإصدار التسع، وجاء الإصدار الخامس الذي صدر العام 1990م وضمّ ثماني فئات فقط بدل التسع وخرج الربع ريال من هذا الإصدار، ولمزيد من النواحي الأمنية تمت إضافة شريط على الإصدار الذي صدر العام 1995م حيث يسميه البعض بـ(الإصدار الخامس أبو شريط) فيما يسميه البعض بالإصدار السادس الذي خرجت منه الـ200 بيسة، فيما صدر الإصدار الأخير والذي يُسمى بإصدار المناسبات بمناسبة العيد الأربعين، فيما تكوّنت العملات المعدنية من الـ5 بيسات والـ10 بيسات والـ25 بيسة والـ50 بيسة، فيما استُخدم الربع ريال والنصف ريال اللذان صدرا العام 1980م لفترة محدودة، وجاءت الـ100 بيسة السداسية في العام 1984م والتي استُخدمت لفترة محدودة أيضاً بالإضافة إلى العملات التذكارية التي تصدر في مناسبات معيّنة وخصوصاً التي تحمل صور جلالته.
الأزياء العُمانية
وأضاف: القسم الثاني يضم الأزياء العُمانية من مختلف محافظات السلطنة النسائية مثل الثوب الظفاري والثوب بمحافظات مسقط والباطنة والشرقية والوسطى والداخلية، إضافة إلى الأزياء الرجالية التي تضم الدشداشة العُمانية وهي خمسة أنواع بموجب قرار وزارة التجارة والصناعة ويضم المعرض أربعاً منها: (دشداشة ابو شق) وتوجد في شمال الشرقية وتحديداً في ولاية إبراء و(الدشداشة العربية) وتُسمى أيضاً (الدشداشة البريمية) نسبة لمحافظة البريمي، وكذلك اللبس الريفي في جبال ظفار ويُسمى (الصبيغة) التي يتم ارتداؤها بكثرة في فصل الخريف حيث يوفر للجسم الدفئ والملمس الناعم، إضافة إلى بعض من الأوزرة والشالات والعمائم.
المجسمات التراثية
القسم الثالث في معرض العمري يضم بعض المجسمات التي يتحدّث عنها العمري ويقول: يضم هذا القسم مجسمات القلاع التي تشتهر بها سلطنة عُمان مثل الحصون والأبراج في محافظة ظفار كحصن طاقة وبرج طاقة وحصن سدح وحصن مرباط وحصن رخيوت، وكذلك يضم بعضاً من قلاع محافظات السلطنة مثل قلعة نزوى وقلعة الفيقين بولاية منح وقلعة بهلاء وحصن جبرين وحصن سمائل، ومن محافظة شمال الباطنة قلعة صحار، ومن جنوب الباطنة قلعة نخل وقلعة الرستاق، ومن الشرقية حصن بلاد صور، ومن محافظة مسقط قلعة الجلالي وبوابة مسقط. كما يضم أيضاً بعضاً من البيوت كالبيت الكبير المعروف في ظفار والذي هو عبارة عن مبنى مكوّن من ثلاثة طوابق ويخص المرحوم الشيخ أحمد بن بخيت الشنفري ويقع في منطقة الحافة.
السفن العُمانية
وللسفن العُمانية رصيد من معرض العمري وعن ذلك يتحدّث: يضم القسم الرابع من معرضي السفن العُمانية سواء الخاصة بالصيد أو التجارة ومنها سفينة الغنجة التي تشتهر بها ولاية صور، والسنبوق المخيط والتي تشتهر بها ولاية طاقة، والبغلة والبوم والبدن والجالبوت والشوعي والشاشة والماشوة والشاحوف والسمبوك وأبو بوز والرمثا والهوري وشباب عُمان وغيرها حيث يتجاوز عدد السفن التي استُخدمت في عُمان الـ40 سفينة.
السلامة المرورية
ويتابع: أما القسم الخامس من متحفي فهو يعنى بالسلامة المرورية حيث ضمّ مجسمات لبعض السيارات التي تعرّضت لحادث نتيجة لاستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.
مشاركات عديدة
وكان العمري حاضراً بمقتنياته في مناسبات عدة وحول ذلك يقول: لي العديد من المشاركات الخاصة حول الهوايات التراثية، الصناعات الحرفية، السفن، القلاع، العملات والأزياء وغيرها منها مشاركتي في مهرجان صلالة السياحي ومهرجان طاقة وفي مدارس عديدة في عدد من الولايات، كما كانت لي مشاركة مهمة كذلك في برامج تلفزيونية مثل برنامج ذاكرة التلفزيون العُماني وفي قناة الجزيرة الوثائقية ومجان، إلى جانب معارض مشتركة مع الوالدة «طفول بامخالف» والتي لديها العديد من المشاركات الداخلية والخارجية. ويختم العمري حديثه بتمنياته أن يكون موفقاً في عمله، مميزاً في مقتنياته وناجحاً في إيصال رسالته عن أصالة التراث للأجيال القادمة.