مسقط -
أعلنت وزارة البيئة والشؤون المناخية عن منع نشاط التخييم والنزول في شواطئ محمية جزر الديمانيات الطبيعية أمام الزوار في الفترة من الأول من شهر مايو الجاري ولغاية نهاية شهر أكتوبر من هذا العام؛ وذلك لحلول موسم تكاثر الطيور والسلاحف البحرية، حيث يقتصر السماح بالتخييم على مدار العام على جزيرتين فقط هما: الجبل الكبير والجون.
وخلال الفترة الفائتة استمرت المحمية بتنفيذ خطتها لاستقبال الزوار والغواصين، وتنفيذ بعض المشاريع الحيوية كإنشاء محطة لتحلية المياه ودراسة إنشاء المشاريع التنموية في المحمية كمركز الزوار بالإضافة إلى إنشاء برج لمراقبة الطيور وتوفير مطوية تعريفية عن المحمية لتعزيز العلاقة بين الجمهور والطبيعة وإصدار قصة توعوية باللغتين العربية والانجليزية لمزيد من التوعية والاهتمام تجاه حماية البيئة والمحافظة على الإرث الطبيعي.
وذكر مدير عام صون الطبيعة المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي أن عدد زوار محمية جزر الديمانيات الطبيعية خلال العام الفائت بلغ أكثر من (7197) زائرا بحسب إحصائيات الوزارة، وأشار إلى أن الهدف من تلك الزيارات هو التعرف على المعالم البيئية سواء كانت برية أو بحرية، حيث تعد محمية جزر الديمانيات الطبيعية من أوائل المحميات الطبيعية المعلنة في السلطنة كمحمية طبيعية وذلك وفقا للمرسوم السلطاني السامي رقم (23/1996)، وتعد هذه المحمية مخزونا استراتيجيا للسلطنة فيما يخص الكائنات البحرية والطيور، حيث تتم حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض بالإضافة إلى المحافظة على التوازن البيئي الطبيعي، وتعزيز التنمية المستدامة للأجيال المقبلة.
وأشار مدير عام صون الطبيعة إلى أن فئات الزائرين للمحمية تختلف وتتعدد أعمارها وجنسياتها، وتتراوح أنواع الزيارات ما بين الزيارات العلمية والبحثية والزيارات الترفيهية، وجميعها تلتقي في هدف مشترك يتمثل في التعرف على مناطق السلطنة ومعرفة مواردها الطبيعية، وتعد هذه الجزر مناطق حماية آمنة ذات أهمية وطنية وإقليمية، حيث تعشش فيها الطيور البحرية بكثافة عالية، كما تتفرد الجزر باحتوائها على المواقع الملائمة لتعشيش طيور العقاب النساري والصقر السخامي، بالإضافة إلى وجود مجموعة كبيرة من سلاحف الشرفاف للتعشيش فيها، كما تكثر فيها الشعاب المرجانية المتنوعة.
وذكر الأخزمي أنه تم استخراج العديد من التصاريح لجهات ومؤسسات علمية لأغراض بحثية منها: جمع عينات إحيائية لرصد التنوع الإحيائي وتركيب أجهزة التتبع عبر الأقمار الصناعية للسلاحف البحرية، وأيضا مشروع دراسة الصقر السخامي بالمحمية.
وأضاف أن الوزارة نظمت حملة تنظيف شاملة للمحمية نهاية الشهر الفائت لتنظيف المحمية من المخلفات والتي هدفت إلى نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع ونشر ثقافة أهمية الحفاظ على البيئة العمانية، بالإضافة إلى تحقيق مشاركة القطاع المحلي في نشر ثقافة الحفاظ على بيئة عمان نظيفة وتشجيع روح المبادرة وتنمية القيم الإبداعية لتحقيق الريادة محليا وعالميا ولتهيئة شواطئ المحمية للكائنات البحرية خلال موسم التعشيش للسلاحف البحرية والطيور المهاجرة لمساراتها أثناء الخروج لوضع البيض. وقد تم إشراك الصيادين كفئة مستهدفة أولى ومرتادي المحمية من السياح وأفراد المجتمع المحلي وتوعيتهم بالآثار المترتبة جراء رمي المخلفات في البحر وعلى الشواطئ.
الجدير بالذكر أن محمية جزر الديمانيات الطبيعية تحتل مساحة (203) كيلومترات مربعة من البحر وقاع البحر، وتشمل تسع جزر وتتضمن الشعاب المرجانية والمياه الضحلة والتي تبعد بما يتراوح ما بين (16-18) كيلومترا من الشاطئ الممتد من ولاية السيب إلى ولاية بركاء.
وأكد الأخزمي أن الهدف من إقامة محمية جزر الديمانيات الطبيعية هو الحفاظ على المحمية في وضعها الطبيعي وتقييد الاستغلال المفرط للثروات البحرية، بالإضافة إلى حماية المناطق ذات المناظر الطبيعية سواء كانت بحرية أو برية، وتنفيذ قاعدة معلوماتية للمحمية لسهولة بناء القرارات والأحكام، وضمان تعشيش السلاحف البحرية والطيور، وتوفير حماية خاصة لمناطق الشعاب القيمة أو المعرضة للتهديد والقيام بنشاطات تتعلق بالبحث والمراقبة والتقييم بالتعاون مع المؤسسات العلمية الوطنية والعالمية، بالإضافة إلى دور المجتمعات المحلية وضرورة التعاون معها وإشراكهم في اتخاذ القرارات لتعزيز المنافع الاقتصادية والثقافية.