الشبيبة - العمانية
نظم المتحف الوطني "الأمسية الثقافية العُمانية" بالتعاون مع كلٍّ من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وسفارة سلطنة عُمان لدى موسكو ومتحف الإرميتاج الحكومي، في مقر متحف الإرميتاج في سياق مشاركة سلطنة عُمان في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في نسخته الـ 27 بصفة ضيف الشرف، خلال الفترة من 5 حتى 8 من يونيو الجاري.
يأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية في إطار مبادرة "قاعة عُمان" تم تدشينها بمقر متحف الإرميتاج الحكومي في العام (2020م)، وتأتي النسخة الثانية لقاعة عُمان بعنوان "الإمبراطورية العُمانية: بين آسيا وأفريقيا" التي تم افتتاحها في /ديسمبر 2023م/.
ترأس وفد سلطنة عُمان معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار /رئيس الوفد/، ومن الجانب الروسي معالي مكسيم غيناديفيتش ريشنيكوف، وزير التنمية الاقتصادية بروسيا الاتحادية،
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في كلمته: "يرتبط المتحف الوطني مع متحف الإرميتاج الحكومي ليس بعلاقة تعاون استراتيجي فحسب، بل يتخطى ذلك إلى مستوى الصداقة الحقيقية. مضيفًا أن هذه الفعالية تأتي ضمن إطار مبادرة "قاعة عُمان" التي تم تدشينها بمقر متحف الإرميتاج الحكومي في العام (2020م)، وتأتي النسخة الثانية لقاعة عُمان بعنوان "الإمبراطورية العُمانية: بين آسيا وأفريقيا".
وأشار إلى أن هذه التظاهرة الثقافية تبرز وجه الاختلاف مثل ظاهرة إيجابية من مظاهر التجربة الإنسانية، في عالم متعدد الأقطاب، إذ أن مفهوم تعددية الأقطاب وما ينطوي عليه من فرص التنمية المتكافئة والعادلة للأمم والشعوب، لهو عنوان وشعار النسخة الـ27 من هذا المنتدى.
وقد صاحب الأمسية أجواء من الموسيقى العُمانية بأداء فرقة "سكيلز" الموسيقية بقيادة يوسف بن سعيد الفوري.
كما تجول ضيوف الأمسية في "قاعة عُمان"، وتعرفوا على المقتنيات المعروضة لمعرض "الإمبراطورية العُمانية بين آسيا وأفريقيا" الذي يعكس تاريخ الإمبراطورية العُمانية بشقيها الآسيوي والأفريقي، ودور العُمانيين في طرد البرتغاليين من شرق أفريقيا وتأسيس الإمبراطورية العُمانية المترامية الأطراف، وما نتج عنه من مظاهر التأثيرات الحضارية العُمانية في شرق أفريقيا في المجالات الاجتماعية، والدينية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعمرانية والتي ما تزال شاهدة على هذا الوجود.
ويضم المعرض /28/ قطعة من اللُّقى المتحفية التي تعكس تاريخ الإمبراطورية العُمانية بشقيها الآسيوي والأفريقي.
ومن أبرز المقتنيات المعروضة مقتنيات منتقاة تعود للسّلطان الراحل قابوس بن سعيد /طيّب الله ثراه/، ومقتنيات أخرى لها علاقة بروسيا الاتحادية تعكس الجانب المشترك بين الدولتين منها سيف كتارة منحنٍ يعود إلى دولة البوسعيد ما بين القرنين (11 – 13هـ/17 – 19م)، ويُعتقد بأن هذه الكتارة ذات النصل القوقازي القصير والمستوردة من الإمبراطورية الروسية كانت تستخدم للمبارزة على متن واحدة من أساطيل الإمبراطورية العُمانية خلال تلك الفترة، وخنجر سعيدي ملك للسُّلطان حمود بن محمد البوسعيدي يعود للقرن 14 هـ/أواخر القرن 19م (سلطنة عُمان وزنجبار)، وكرسي يعود إلى القرن 12هـ/18م (سلطنة عُمان وزنجبار) مُعار من أسرة الشيخ السير مبارك بن علي الهناوي، إضافة إلى مجموعة من الحلي والأزياء التي تُنسب إلى السّيدة سالمة بنت سعيد البوسعيدية التي عاشت في الفترة ما بين (١٢٦٠–١٣٤٢هـ/١٨٤٤–١٩٢٤م)، حيث تنفرد السّيدة سالمة بكونها كتبت سيرتها الذاتية البارزة باللغة الألمانية، بعنوان "مذكرات أميرة عربية من زنجبار"؛ كأول سيرة لامرأة عربية في التاريخ، وتقدم مذكرات السّيدة سالمة مع المقتنيات المعروضة لمحة عن الحياة في البلاط السُّلطاني في القرن (١٣هـ/١٩م)، وتشهد كذلك على جودة، وتنوع الأزياء، والحلي التي كانت ترتديها النساء.
وفي سياق المنتدى الاقتصادي الدولي تم التوقيع على اتفاقية جديدة مع متحف الإرميتاج الحكومي لتدشين المعرض الثاني لمبادرة ركن الإرميتاج في المتحف الوطني سيتم تدشينها في أكتوبر من العام الحالي وستركز على التبادل والتواصل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي بين خانات آسيا الوسطى والبلاط القيصري الروسي في بطرسبورغ.
ويتميز متحف الإرميتاج الحكومي بضخامة مبانيه العشرة؛ إذ يعد قصر الشتاء والمباني التاريخية الأخرى التابعة للمتحف صروحًا تاريخية بحد ذاتها، وتتضمن مقتنيات المتحف أعمالًا فنية من شرق أوروبا، وروسيا، وحضارات الإغريق والرومان، وحضارات الشرق الأدنى والأقصى، وحضارات وسط آسيا، كما تتضمن مجموعة العملات نماذج منذ العصور القديمة وحتى العصور الحديثة، إضافة إلى وجود أسلحة من غرب أوروبا، والشرق الأوسط، وروسيا، والعديد من اللقى الأثرية.
ويعمل في متحف الإرميتاج الحكومي وحده (٢٥٠٠) شخص، منهم نحو (٢٥٠) عالمًا وخبيرًا في الفنون والآثار، ويزور المتحف سنويًّا نحو (٥.٣) مليون زائر، وتحتوي مبانيه على أكثر من (٥٠٠) قاعة تعرض فيها أكثر من (١٧) ألف لوحة فنية، و(١٢) ألف تمثال، وأكثر من مليون قطعة من المسكوكات والميداليات القديمة، وأكثر من (٨٠٠) ألف من اللُّقى الأثرية، وحوالي (٣٦٠) ألفًا من الفنون التطبيقية، وأكثر من (٦٠٠) ألف من أعمال فن الغرافيك.
حضر الفعاليّة سعادةُ حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية، وسعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وسعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، وسعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، والبروفيسور الدكتور ميخائيل بيوتروفسكي، المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي، إضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي، والمهتمين بالشأن الثقافي والمتحفي.
يذكر أن المتحف الوطني تبنى مبادرة "قاعة عُمان" في إطار التعاون الثقافي من خلال إنشاء معارض تمثل سلطنة عُمان في المتاحف والمؤسسات الثقافية حول العالم، إذ تعد المعارض الخارجية فرصة لتعزيز الفهم والتواصل الثقافي بين سلطنة عُمان ودول العالم، وهو منبر لتقديم صورة شاملة عن تاريخ وحاضر سلطنة عُمان.