قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف غزة وتطلب إخلاء أحياء إضافية في رفح

الحدث الأحد ١٢/مايو/٢٠٢٤ ١٠:٤٧ ص
قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف غزة وتطلب إخلاء أحياء إضافية في رفح

الشبيبة - العمانية 

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، في حين طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة.

وأعلن الجيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم أنّ "ما يناهز 300 ألف" شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة في السادس من مايو بعد دعوة السكان لإخلائها.

وأفادت عدة وسائل إعلام بحصول غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلّفت أكثر من 30 شهيدا، وفق مصادر طبية وشهود، كما استشهد ما لا يقل عن 21 شخصاً في غارات على وسط غزة نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وفق ما أعلن المستشفى.

كما نفّذت طائرات إسرائيلية غارات جوية مكثّفة على حي السلام (قرب معبر رفح المغلق منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه)، واستهدف قصف مدفعي حي الزيتون في مدينة غزة (شمال). ونُفّذت غارات على جباليا وعلى طول طريق صلاح الدين، وفق شهود.

وذكرت الأمم المتحدة أنّ عدد النازحين من رفح تخطى 100 ألف شخص، موضحة أنّ حوالي 30 ألف شخص يفرّون "يوميًّا" من المدينة إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.

وكان جيش الاحتلال دعا الى إخلاء أحياء أخرى من شرق رفح قبل دخولها قبل أيام.

وحذّرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن منطقة المواصي تعاني أصلا من الاكتظاظ وغير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين، وليس فيها بنى تحتية وليس من السهل الحصول على مياه الشرب فيها.

وفي رفح، حيث يوجد - بحسب الأمم المتحدة - حوالي 1,4 مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي والقتال، تصاعد الدخان في سماء المدينة.

ورغم إعلان إسرائيل أنها أعادت فتح معبر كرم أبو سالم القريب من رفح والذي دخل عبره مئتا ألف لتر من الوقود، وفق ما ذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية "كوغات"، فإن إيصال المساعدات لا يزال "صعباً جدّاً"، وفق ما قال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو.

ولا يزال معبر رفح (الشريان الأساسي لعبور المساعدات الى قطاع غزة المحاصر) مغلقا منذ سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه، ما يعزّز المخاوف من مجاعة ومن اتساع الأزمة الإنسانية.

وكرّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس تحذيره من أنّ هجوماً بريًّا إسرائيليًّا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية لا يمكن تصوّرها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة".

واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوامر إسرائيل بإجلاء مدنيين فلسطينيين من مناطق في شرق رفح "غير مقبولة".

وقال على منصة إكس: "ندعو الحكومة الإسرائيلية الى احترام القانون الإنساني الدولي ونطالبها بعدم تنفيذ عملية برية في رفح".

ومع تعثر جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن، أعلنت المقاومة الفلسطينية أن أسيرًا إسرائيليًّا بريطانيًّا محتجزًا منذ 7 أكتوبر توفي متأثرا بجروح أصيب بها بسبب غارات إسرائيلية.

ويتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحكومته لضغوط للتوصل إلى اتفاق مع المقاومة الفلسطينية، لكن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق مباشر على الرغم من الجولات المتكررة من المفاوضات غير المباشرة.

وأعلنت حماس أن رفض إسرائيل المقترح الأخير لاتفاق الهدنة وتبادل الرهائن والمعتقلين "أعاد الأمور إلى المربع الأول"، مشيرة إلى أن ذلك دفعها إلى "إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي المحتل أن أربعة صواريخ أطلقت من رفح في اتجاه معبر كرم أبو سالم.

وأكد أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت أحد الصواريخ فيما سقطت الصواريخ الأخرى في مناطق غير مأهولة بدون وقوع إصابات.

وقال منسّق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة /سيلفان غرولكس/: "عندما يكون أكثر من ثلثي المستشفيات أو المنشآت الطبية في غزة مدمّرا بشكل كامل أو جزئي، سيكون صعبا إنقاذها. وسيصبح تزويد السكان بالخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها، أكثر صعوبة".

كما وجّه صهيب الهمص مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح نداء لحماية المستشفى في ظل وضع يصبح "كارثيًا أكثر فأكثر".

وأضاف: "نحن اليوم من وسط القصف والدمار نطالب من مستشفى الكويت التخصصي بتوفير حماية دولية من الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية. هذا المستشفى هو المستشفى والملاذ الوحيد للمرضى والمصابين للجوء إليه، لا يوجد مكان آخر للجوء".

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الليلة الماضية 3 فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بينهم شقيقان من مدينة أريحا على حاجز إقامته شمال المدينة، إضافة إلى اعتقال شقيقين من مدينة أريحا أيضا، على حاجز إقامته على طريق المعرجات شمال غرب أريحا.

كما اعتقلت شابا من قرية فقوعة شمال شرق جنين، واقتحمت عدة قرى وبلدات في المحافظة.

وقد اقتحمت قوات الاحتلال قرى جلبون، وعربونة، وفقوعة، وعرانة، ودير غزالة، وزبوبا، وشنت حملة تفتيش واسعة، دون أن يُبلغ عن اعتقالات.

في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة سنجل شمال شرق رام الله، وأفادت مصادر فلسطينية بأن مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، أطلق جنود الاحتلال خلالها قنابل الغاز السام المسيل للدموع، وقنابل صوب المواطنين، دون الإفادة بوقوع إصابات.

وقد ارتفعت حصيلة الاعتقالات في مدن ومحافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر إلى نحو 8680 معتقلًا.

واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب عدد آخر، في سلسلة غارات عنيفة شنّتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، على مناطق متفرقة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية شنّت قصفًا مكثفًا على المناطق السكنية شرق مخيم جباليا، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، لم تعرف الحصيلة بعد، في ظل تخوف من ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة في المخيم.

كما شن طيران الاحتلال غارات عنيفة على محيط مراكز الإيواء وسط مخيم جباليا، وقصف مسجد أحمد بن حنبل في شارع السكة شرق المخيم.

وتواصل طائرات الاحتلال الحربية والمدفعية شن أحزمة نارية عنيفة ومتتالية على شمال قطاع غزة، تحديدا في بيت لاهيا، ومنطقة قليبو، ومخيم جباليا، إضافة إلى المناطق الشرقية والغربية لمدينة غزة.

وأكدت مصادر محلية، تعمد الاحتلال تدمير عشرات المنازل جراء الأحزمة النارية شمال قطاع غزة.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكبت 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل منها للمستشفيات 28 شهيدًا و69 مصابًا.

/